25-04-2008, 07:25 PM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 1,574
معدل تقييم المستوى: 159909
|
|
مكان اقامة الامير..............
تركي الدخيل وجهنا الجميل أمام العالم! أتخيل سعود الفيصل، وهو يملأ استمارة ما، كيف سيعبئ الخانة التي تسأل عن مكان الإقامة؟!
هذا السؤال يُراد منه أن يُعرف المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك، وغالب أيامك، وبناء على ذلك، فإن الإجابة الحقيقية بالنسبة لسعود الفيصل على مدى أكثر من 33 عاماً مضت، ستكون: متن الطائرة!
منذ تعيين سعود الفيصل وزيراً لخارجية السعودية في عام 1975، وهو يطير من بلد إلى بلد، ومن عاصمة إلى عاصمة، حتى لأخال ساعاته في الجو، أكثر من ساعاته على الأرض.
أتأمل هذه القدرة العجيبة لديه، على ممارسة الدبلوماسية الملكية باحتراف، فأتعجب من هذا الجَلَد، وذاك المستوى الرفيع من ضبط النفس، وتلك الاحترافية الراقية في اختيار الكلمات وانتقاء الألفاظ، حتى في أحلك الظروف ظلاماً، وأشد الحالات سوءاً.
كنتُ في عام 1998، ضمن وفد صحفي رافق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في زيارة رسمية إلى واشنطن، فالتقى الأمير سلطان الوفد الإعلامي على هامش نشاطاته الحافلة بالوفد الصحفي، وقال لهم تلطفاً: أنتم سفراؤنا أمام الإعلام الأمريكي. بعد اللقاء صادفت سعود الفيصل في المصعد، فسلمت عليه، فقال ممازحاً: أهلاً بسعادة السفير الجديد، مشيراً إلى حديث الأمير سلطان.
أشير من القصة إلى أن الرجل خفيف الظل، ويلجأ إلى الطرائف بشكل راقٍ للتخفيف من غلواء السياسة، وثقل الدبلوماسية، وهذا يظهر أحياناً للصحفيين الذين يبحثون عنه للظفر بتصريح.
بالتأكيد، فإن مهام سعود الفيصل تجعله يقابل من يُحب ومن يكره، ومن يريد ومن لا يريد، وإذا كانت النفوس تتوق إلى الجلوس إلى من تحب، فإنها تنفر من مجالسة من تكره، لكن الرجل يتقن تنحية مشاعره جانباً، فتمثيل الدول، وتقاليد البيوت الملكية العريقة، يلزمانك بالتفكير بعقل الملك، والشعور بمشاعر الوطن، والإحساس بأحاسيس الدولة.
لم يمنع سعود الفيصل من القيام بهذه المهام وغيرها الكثير، ولدٌ ولا تلدٌ، ولا ألم ولا مرض، ولا مصلحة شخصية، ولا تجارة...
لذا فإن أقل ما يمكن أن نقوله له: شكراً لوجهنا الجميل أمام العالم!
منقول من جريدة الوطن
|