والوشاية من أسوا الأمراض الاجتماعية لأنها تعمل على تحقيق مآرب
دنيئة وهي تتخذ مناحي كثيرة سواء على مستوى الأسرة أو العمل أو
المجتمع.

من يسعون في الوشاية بين الناس هم في حقيقة الأمر مرضى يحتاجون
إلى مستشفى الإيمان والهدي النبوي لإرواء قلوبهم العطشى بالحب
والصفاء والاستفادة من مدرسة الحياة لإصلاح أنفسهم وإعمارها لتنقية
شوائب قلوبهم.

ولعل دور المجتمع كبير جدا في توجيه النفس الإنسانية نحو حب الخير
وغرس قيم الجمال من خلال الأسرة ومؤسسات المجتمع المختلفة من خلال
بث وغرس النماذج الحسنة وتعزيز المفاهيم الإيجابية ونبذ تلك
التصرفات ونبذ نماذجها..

ولعل الخطير في الأمر أن نترك صغارنا يدلون بدلوهم مبكرا في الوشاية
عن طريق الطلب منهم نقل أخبار الآخرين وماذا فعلوا وماذا قالوا ولو
كان الأمر بحسن نية فالأمر قد يترك آثاره فيهم وقد يجدون مبررا لفعل
الأمر نفسه لاحقا.

لذلك علينا أن نحارب هذا السلوك البغيض والعمل على تنشئة أبنائنا
بشكل سليم يتفق مع أسس تعزيز المفاهيم الإيجابية.