01-05-2008, 03:47 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,033
معدل تقييم المستوى: 153628
|
|
كن رقما صعبا !!
كن رقما صعبا
يُحكى أن رجلاً يدعى (شفيق جبر) كان مولعاً بالسفر مغرماً باللهو.. وحدث أنه زار ذات يوم إحدى المدن.. وقد ضمّن برنامجه زيارة لمقبرة المدينة، وبينما هو يسير بين القبور متأملاً وإذ به يجد لوحة على أحد القبور وقد كُتب عليها(فلان بن فلان ولد عام 1934م ومات سنة 1989م ومات وعمره شهران!)
امتلكته الدهشةُ.. فتوجه نحو حفار القبور وسأله عن هذه المفارقة!
رد عليه حفارُ القبور: نحن في مدينتنا نقيس عمر الإنسان بقدر إنجازاته وليس بحسب عمره الزمني.
فرد عليه صاحبنا وكان ذا دعابة وطرافة: إذا وافاني الأجلُ في مدينتكم. فاكتبوا على قبري: شفيق جبر من بطن أمه إلى القبر!
تذكرت هذه الطرفة وأنا أرى الكثير من الناس للأسف أمثال شفيق جبر رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، لا يقدمون ولا يؤخرون، يعيشون حياة هامشية لا أثر له ولا ذكر.
وقد شبه أحدُ الفلاسفة M.R.Copmeyer هؤلاء البطالين ب (الترمومتر) وبالتأمل لوظيفة هذه الجهاز فإن أقصى ما يفعله هو قياس درجة الحرارة! فهو مجرد آلة لا تملك قراراً ولا تغير حالاً.
وكثير من البشر حالهم أشبه بالترمومتر. فهو لا يملك أية خطة للحياة؛ ونتيجة هذا أنه أصبح جزءاً من خطة الآخرين ! إن سُئل أجاب وإن تُرك غطّ في نوم عميق.
وعكس (الترمومتر) هناك الجهاز الأكثر إيجابية، وهو الترموستات (منظم الحرارة)، حيث إنه لا يكتفي بالملاحظة والمشاهدة وإنما يتحرك بكل إيجابية لتعديل درجة الحرارة رفعاً أو خفضاً حسبما هو مطلوب، وكذلك بعض الأشخاص نراه. متيقظا لما يدور حوله، يتفاعل مع الأحداث ويغيرها.. لا يذعن لأزمة ولا يستكين لمصيبة.. يقاتل لتحقيق أهدافه.. ويجاهد لتحسين حاضره.. لا يهب إرادته لكائن من كان.. مؤمنٌ بحقه الكامل في أن يعيش ليفوز وأن يربح معركة الحياة.. أهدافه واضحة لا يساوم عليها وخططه جلية لا يتراجع عنها.. همة عالية تستسهل الصعب.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
من مجلة المجتمع العدد (1785)- المحرم1429هـ
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=77&InNewsItemID=256118
|