02-05-2008, 03:20 PM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: قوطي
المشاركات: 117
معدل تقييم المستوى: 35
|
|
تفجر حنانها ... فاحتضنته علناً أمام ناظري ( واقعية )
حدث غريب جداً .... أثار في داخلي الحيرة و الغرابة و أيضاً استثار فيّ العاطفة
و علق في مخيلتي مدة طويلة ... و كلما اختليت بنفسي ذكرته و تأملته
فمن أراد أن يعرف ما حدث و ما الذي رأيته فليكمل القراءة ... و من لم يرد فله
الخروج ... و ليس مجبراً على ما لا يريده .... حسناً أنتم يا من استمريتم و أردتم
القصة .... أرعوني انتباهكم و لا تشغلوا أذهانكم ... فسألقي عليكم حدثاً مثيراً
فيه من العبر و من الدهشة و من العاطفة الشيء الكثير ... فهيا ندلف إليها ...
يوم الجمعة الماضي ... كنا على سفر ... على طريق الرياض - الطائف .. و تحديداً
قبل مستشقى الخاصرة بحوالي عشرين كيلو متر.... و في تمام الساعة الرابعة عصراً
رأينا تجمهراً أمامنا و أناس يلوحون بأشمغتهم و أيديهم ليتوقف القادمون ... فتوقفنا جانباً
و رأينا حادثاً في منتصف الطريق ... سيارتان اصطدما بقوة أصفها بالمتوسطة نوعاً ما ...
ستقولون و ما الغرابة في ذلك ؟ ... سأقول لكم مهلاً فلم أصل حتى الآن إلى لب القصة
و كي لا أتوهكم سأحكي لكم ما استنتجته مما رأيت ....
(استنتجت أن عائلة كثيرة الأفراد قد انقسمت على سيارتين و انطلقوا جميعا ليقطعوا
مسافة السفر ... الوالد و زوجته و بناته في سيارة ... و أبناؤه الأربعة الشباب في سيارة
و طبعاً و بفطرة الشباب سيسرعون و يتقدمون ... سيارة والدهم ... هذا ما حصل بالفعل
فاصطدم الشباب بسيارة أخرى ) فعندما وصلنا بعد الاصطدام و توقفنا .. رأيت ما أحزنني
و ما كاد يتفطر منه قلبي ... رأيت الشباب على جانب الطريق و فيهم قائد السيارة و قد
أصيب برضوض قوية .. و لكني أراه يعرج .. و يتهادى بين اثنين من إخوانه يتكأ عليهما
ليقطع الطريق و يصل إلى الطرف الآخر ... فاحترت في أمره لماذا ؟؟؟
و لكن لم تطل حيرتي فبمجرد رؤيتي للطرف الآخر ... عرفت كل شيء
>> عذراً أطلت ما رأيكم أن نكمل لاحقاً << أظنكم سوف
حسناً رأيت عجب العجاب رأيت سيارة والدهم متوقفة في الجانب الآخر و رأيت أمهم
تحاول العبور و بكل قوة رغم خطر الطريق السريع و السيارات التي تعبره مسرعة
لم تلتفت إليها و لم تحسب حسابها كل ما تريده ... هو أن تصل إلى أبنائها و تراهم
و بناتها يمسكن بها و بكل قوة ... و هي كالمجنونة تحاول الافلات منهم لتنطلق إليهم
و لم تلتفت لترى ازدحام الطريق و لم تلق بالاً للخطر المحدق بها لو عبرت الطريق
و في الجانب الآخر رأى الشاب المصاب أمه .... فثارت ثائرته و تناسى الألم و حاول
العبور و بالكاد استطاع أن يمشي قليلاً فساعده أخواه ليعبر فكان يشير لآمه بأن
تمهلي فأنا من سيآتي و كلما اقترب منها أكثر ازداد حرصها على العبور فهي لا تريد
أن تتعب ابنها المصاب ... و بناتها يلقون الأمرين من جراء اندفاع أمهم نحو الطريق
و ما زالوا يجاهدون معها حتى وصل ابنها فلم يضع قدمه الأولى خارج الطريق حتى
ترك البنات أمهم لتجري كالمجنونة ... و تضع صغيرها الشاب بين أحضانها و تضمه
ضمة ربما حطمت أضلاعه ... ثم تقبل وجهه و صدره و دموعها على ما أعتقد قد
سالت على صدر ابنها ثم أخذت تتفقده من رأسه حتى قدميه ثم تعيد احتضانه
في مشهد أدمى فؤادي و أجبرني على أن أسرح بخيالي ... منظر غريب جداً
سبحان الخالق الذي حفظ لهذه المرأة ابنها ... و قد كادت أن تفقده ... و سبحان
من أودع هذه الرحمة في فؤاد هذه الأم ... و سبحان من رزق هذا الفتى بر
أمه فقد جاهد الآمه كي لا يعرض أمه للخطر ... نعم هذا ما حدث أمام عيني
و ما زلت و الله في تأمل و تدبر و تحليل لما حدث و مررت بصمت رهيب بعدما
رأيت ..... يا الله ما أرحمك بعبادك ... أريت هذه المرأة حادث فلذات أكبادها
فحفظتهم لها لحكمة تعلمها ... ربنا بك آمنا و عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير ...
منقوووووووووول
|