السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة لا ادري ماذا عساي أن أكتب أو كيف سوف أعبر عما يجول في خاطري!!!

لحظات عصيبة مررت بها وزملائي يوم أمس الإثنين 29/4/1429هـ

كنا في أحسن حال ولله الحمد وخرجنا من مدرستنا حيث نعمل بعد صلاة الظهر واتجهنا صوب مكة !

وليتنا لم نخرج من مدرستنا في هذا الوقت؟!

ولكنه قدر الله أن نعيش تلك المأساة والتجربة المريرة التي كادت تسقطنا مغشيون من هول ما رأينا!

لن أطيل عليكم!

فقد طالعتكم صحف اليوم بخبر الحادث الأليم الذي تعرضت له معلمتين وطالبات ادى الى تفحم جثثهن ولم ينجو من الأرواح الأحدى عشرة الإ نفسٌ واحدة كتب الله لها الحياة!

الحادث وقع على طريق الخواجات المعروف في مكة والذي يأتي من نقطة الشميسي ويتجه الى طريق الكر الطائف!

وهو خط لا توجد به خدمات من أي نوع سوى الاسفلت؟!

هذا رابط للخبر في عكاظ اليوم 1/5/1429هـ

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080506/Con20080506193103.htm

ورابط المدينةhttp://www.almadinapress.com/

بداية القصة التي عشتها شخصياً أنا ورفاقي المعلمين ومعنا مدرينا الفاضل الأستاذ أحمد الفهمي وليس احمد السلمي كما ذكرت الجريدة!

كنا قد خرجنا من مدرستنا متجهين صوب مكة وعند منطقة تسمى البيضاء تجاوزتنا سيارة جيب بيضاء مسرعة تقل معلمات من قرية الرنيفة وهي تبعد عن قريتنا حوالي ساعة وطريقها هو نفس طريقنا!

الى هنا والأمر طبيعي جداً ونشاهده دائماً!

وعند تقاطع مخرج البيضاء مع طريق الخواجات باتجاه مكة المكرمة !

كانت المفاجأة!

السيارة التي تقل المعلمات قد اصدمت وجها لوجه بسيارة اخرى ايضا من نوع جيب لونها رمادي او كحلي لا اتذكر!

يا الهي!!

الفرق بيننا وبينهم دقيقة او اكثر؟!!

كيف حدث ذلك؟!

اللهم سلم سلم!

نزلنا من سيارتنا وكنا من أوائل الذين توقفوا!

نظرنا واذا بالسيارتين قد اشتعلتا من قوة الاصطدام!

في البداية وقفنا مذهولين لهول المنظر!!!

تحرك الجميع يبحث عن ماء او طفايات للحريق ولكن لا يوجد!

نريد ان نتستنجد بالدفاع المدني او المرور! ولكن لا أمل فلا يوجد تغطية جوال!

النار تستعر وتسري بسرعة رهيبة لم أشاهد مثلها من قبل وكانت الرياح تزيد من سرعة النار!

تحرك مديرنا الأستاذ احمد الفهمي ومعه أحد المارة واقتربو بكل شجاعة من احدى السيارتين وكانت النار شديدة والحمدلله تمكنو من فتح الباب الخلفي لأحدى السيارتين واستطاعوا اخراج فتاتين صغيريتين في عمر الزهور واتضح انها سيارة تقل طالبات!

كانت احداهن مصابة اصابة خطيرة والاخرى سليمة تقريباً!

عندها بادر الجميع لإنقاذ البقية!!

وواخرجت الثالثة ولكن للاسف كانت قد توفيت!

النار تزداد ولم نكن نعلم بوجود احد اخر في السيارة الاخرى ولا نستطيع مشاهدة احد داخل السيارة من شدة اللهب!

ولا يمكن الاقتراب من السيارة لفتح الابواب!

اسقط في ايدينا!

وبدأت النار تصل الى توانك البنزين وبدأت الانفجارات! المرعبة!

السيارة التي بها الطالبات سيطرت عليها النار تماماً واحترق كل من بداخلها وسيارة المعلمات يصعب الوصول اليها والنار اخذة في حرقها!

وللاسف الشديد! لم نستطع تقديم العون ونحن نشاهد ونسمع !

الله المستعان!

تفحم الجميع أمامنا!

يااخوان لن تتخيلوا المنظر!

أناس امامكم يحترقون وانتم لا تستطيعون تقديم المساعدة!

انطلق البعض الى مكة لابلاغ الدفاع المدني ولكن للاسف تأخرو كثيراً فقد اتت النار على السيارتين بمن فيهما!

أسأل الله جلّ في علاه أن يتقبل جميع من مات في الشهداء!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون!


** مشاهد :

- تأخر الدفاع المدني والسبب عدم وجود شبكة اتصال في طريق حيوي مثل هذا؟! يسلكه الكثيرين يوميا سواءاً من أراد الطائف وهو قادم من جدة! أو المعلمين والمعلمات في تلك القرى شرق مكة إضافة إلى أهالي تلك المناطق!

- استعان الشباب بوايت ماء كان يمر على الطريق وأطفأوا النار ولكن بعد أن تفحم الجميع! ثم جاء الدفاع المدني؟؟؟!
والمصيبة أن الصحف تقول أن الدفاع المدني هو من أخمد النيران!

- السيارة التي تقل المعلمات هي عادة تنقل سبع معلمات! ولكن في هذا اليوم غبن أربع منهن! وداومن ثلاث! عند العودة في الظهر عادت اثنتان وبقيت واحدة في القرية عند زميلات لها!
والاثنتين هن من لقين حتفهن!

- يخبرنا احد المارة أنه راى امرأة من داخل السيارة وهو يقترب للإنقاذ وأظنها احدى المعلمتين تلوح له أن أخرجني!! ولكنه لم يستطع فتح الباب من شدة النيران!

- الفتاتين اللتين خرجتا من سيارة الطالبات كانت قادمة من مكة الى قرية البيضاء!
وبها طالبات وطلاب من أسرة واحدة تقريباً متفاوتي الأعمار!
استطاع الإخوة اخراج فتاتين فقط تم نقلهم الى المستشفى وللاسف توفيت واحدة هناك!

- عند اخراج الفتاتين اجلسناهم على الطريق لحين انقاذ الآخرين ! فكانتا تنظران الى اخوانهم واخواتهم يحترقون أمام ناظريهم! موقف محزن للغاية!

- اخبرني أصدقائي أنهم سمعوا صياح من بداخل السيارتين في مشهد يهز الأبدان وتتقطع له نياط القلوب ولكن... رحمهم الله جميعاً!
وهذا مقطع بسيط للسيارتين من تصويرنا

أعرضه هنا لأول مرة

وشاهدوا كيف تحولت السيارتين إلى كتلة من اللهب ولم نستطع إخراج أحدٍ منهما!

وقد صلي على المتوفين العشر وليسو تسعاً كما ذكرت الصحف الفجر في الحرم المكي ودفنوا رحمة الله عليهم! وجبر أهليهم في مصابهم!


مقطع الفيديو من http://www.topgulf3.com/vb/attachmen...achmentid=1477

أخوكم المكّاوي
الثلاثاء 1/5/1429هـ

لاحول ولاقوة الابالله

اللهم ارحم أموات المسلمـــين,,,,,,

لا حول و لا قوة إلا بالله الله يرحمهم

الله يحميكم من كل مكروه

اااااااااااااااه ياقلبي اااااااااااااه اااااااااااااه

قلبي محترق للي يصير لناس من الاهمال اااااااااااااااااااه

لا حول ولا قوة الا بالله

إنا لله وإنا إليه راجعون

مسلسل لان ينتهي