20-12-2012, 11:54 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 60220
|
|
البطانة والستان التي غيرت حياة انسان
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الاول
ابنائي وبناتي بارك الله فيكم هذه اول مشاركة لي في المنتدى احاول فيها ان احكي لكم حكايتي مع عالم التجارة ولكي تصل التجربة بشكل كامل سوف احكي لكم الحكاية من اولها ولا تندهشوا من المقدمة فربما البعض يقول ليس لها داعي ولكني احب ان تعرفوا من خلالها ان الانسان قد يواجة عقبات في حياته الخاصة والمهنية وعلية ان يتحلى بالصبر ويتجنب وسوسة الشيطان وقد يكون رزقة في مكان اخر لا يعلمه الا الله لذا علية ان لا ييأس من رحمه الله وان يجد ويثابر وبتوفيق الله والمثابرة والصبر واقتناص الفرص سوف يرزقه الله من حيث لا يحتسب .
لقد وجهت لي الايام الكثير من اللكمات قد تتعدى ما تعرض لة الملاكم الشهير تايسون , ومر علية ايام سوداء اسود من قلب الكافر ولكن الحمد لله على كل حال ولنبدأ الحكاية من اولها
قبل اكثر من 45 عام ولدت في قرية في محيط مدينة من مدن جنوب المملكة , نشأت في تلك القرية وتعلمت في المدينة , لدي عائلة كبيرة فوالدي متزوج 3 نساء امي لم تنجب سواي انا واختي الصغيرة التي لم تتجاوز 4 اعوام ولكن لدي 11 اخ واخت من والدي منهم 2 ذكور والباقي اناث.
كان التنافس بين الامهات على اشدة وكل واحدة تريد ان تثبت ان ابنائها الافضل وخاصة الذكور منهم ولكن جميعنا خيبنا امالهم وافضلنا حصل على شهادة الثانوية العامة بصعوبة , اما انا فاكتفيت بالصف الثاني متوسط وكان عمري عندها 14 عام, كان والدي يعمل في تكسير الصخور بالدنميت ومرخص له من الداخلية وكانت المنطقة الجنوبية مليئة بالصخور وعملة جدا ممتاز ودخلة جيد فالمنازل تبنا من الصخور والابار تحتاج الى تكسير الصخور . توزعنا انا واخوتي في العمل كلا اخذ له مجال وكان مجالي انا واحد اخوتي برفقة والدي وقد فضل اخي ان يكون في الجانب الاداري من العمل بينما وجدت نفسي في الجانب المهني مع العمال والمعدات وفي جو التعامل مع تكسير الصخور واستخدام الدينميت والات الحفر والتكسير اصبحت اتمتع بصفات الرجال من الخشونة والقساوة التي يتطلبها العمل في سن مبكرة .
(بعض الخيارات تكون صعبة ويشعر الانسان معها بمرارة الظلم ولكن لا يعلم الانسان ماذا يخبأ له القدر فقد تكون هذه المرارة مثل لسعات النحل التي تقاومها لكي تجني بعدها الشهد والعسل )
اكملت مع والدي 4 سنين الى ان توفي رحمة الله فتولى اخي الثالث وهو الكبير ادارة المؤسسة ولم يكن يعرف شيء عن طبيعة العمل ولكنة كان شقيق اخي الاداري لذا كانت الحقيقة ان اخي الاصغير يدير فعليا واخي الاكبر يجني الارباح ويوزع علينا الفتات بينما انا ابدوا كواحد من العمال وليس شريكا في المؤسسة , دبت الخلافات بيننا ووجدت انني اظلم كثيرا , فكان رأيي ان ابدأ بالتمرد خاصة ان العمال كلهم في صفي فأنا معهم من سنين اكل معهم ويدي بيدهم في كل شيء وولائهم لي بعد الله , ولكن امي رفضت اعلاني للعصيان وقالت اترك لهم كل شيء وخذ نصيبك وابدأ من جديد ورغم اعتراضي الا انها انتصرت فقررت الانصياع لأمرها على ان اخذ عمالي معي وانشأ مؤسسة جديدة ولكن امي رفضت ايضا وقالت العمال ليسوا ملكك ومؤسسة ابيك قائمة عليهم ولا يجوز لك اخذهم , شعرت بالقهر من قرارات امي, ورغم ذلك قررت ان انصاع لكلامها .
(من توفيق الله ان امي رحمها الله كانت انسانة تخاف الله وتحبني كثيرا مثل كل ام لذلك كانت تتعارك معي بشدة لتجنبني طريق الشر وتردني الى صوابي )
طلبت من اخي ان يعطيني حقي وحق امي واختي ولكنه رفض لان الاملاك مشتركة ولا يمكن تقسيمها لوجود ورثة قصر , طلبت منة ان يعطيني بعض المال من ورثي ابدأ به حياتي ثم يخصم من حصتي فرفض , حاولت ان اشتكيه ولكن امي وكل من حولي رفض هذا الامر فقررت ان اترك لهم الدنيا بما فيها واسافر الى جدة وابدأ حياتي من جديد , اعطتني امي القليل مما كانت تدخره ودعت لي بالتوفيق بعد ان عجزت عن اقناعي بالبقاء وكان سبب موافقتها الاساسي انها خافت من ان يتطور الخلاف بيني وبين اخوتي .
كان عمري 19 عام تركت كل شيء خلفي وذهبت الى جدة حارة الهنداوية شارع الحب تحديدا عزبة الجنوب وهي عبارة عن غرفتين شعبية احداها للنوم بها مكيف لا يكاد يبرد وبها اسرة ادوار مثل سكن الجيش والاخرى للجلوس وبدون مكيف ودورة مياه ليس لها باب بل ستارة من القماش ومطبخ صغير تشعر بالشبع من منظرة .
يسكن في العزبة 6 اشخاص احدهم ابن خالتي وللعزبة قوانين لا يمكن تجاوزها الانوار تطفئ الساعة 10.30 مساء ومن اراد السهر يسهر على الدكة امام الباب وليس في الداخل الغداء الساعة 2.30 ظهرا العشاء 9 مساء . لن اطيل في هذا المهم كان الوضع صعب جدا .
(بعض القرارات قد تبدوا ارتجالية وغيرموفقة ولكن ربما يكمن الرزق خلف احدهذه القرارات المهم ان يكون الانسان قدالقرارالذي يتخذه ولايستسلم بسهولة ويعمل بكل جد لتحقيق مايطمح الية ويتحمل نتيجة قراراته ويدافع عنها الى ان يثبت عدم صحتها عندها التراجع يكون خطوة ذكية )
كان من الشباب من يدرس ومن يعمل وانا الوحيد الذي لا دارسة ولا عمل وقد طال انتظاري وكنت اصرف من القليل الذي ترسله لي امي حيث انها تحصل على حصتها وحصة اختي بشكل شهري من ميراث ابي ورغم انه قليل فقد كانت تأثرني على نفسها وعلى اختي , ومع مرور الوقت اصبح ابن خالتي يشعر بالإحراج من أصدقائه , فأقترح ان ادخل المعهد المهني لا تعلم الميكانيكا بما انني كنت اعمل في المعدات وايضا سوف احصل على مكافأة , اعجبت بالفكرة فقررت ان اخوضها , ومع بداية الدراسة تقدمت وقالوا لي ان المجال المتاح هو المجال التجاري وليس المهني (تعلم الاله الطابعة ) فوافقت وكانت المشكلة في المواصلات فقررت السكن في اسكان المعهد وتعرفت على اصدقاء كثر , مرت السنة الاولى وكانت الامور جيدة ولكنها بطيئة ومملة وانا تعودت على الحركة فقررت ان اعمل بجانب الدراسة وبدأت ابحث عن عمل وبعد بحث وجدت عمل في مؤسسة تعمل في مجال لوازم الخياطة وكان عملي هو نقل البضاعة من المستودع الى المعرض او الى الزبون وتفاجأت بأول زيارة لي للمستودع فقد كان كبير جدا اكثر مما اتخيل فهل لوازم الخياطة بهذا الحجم ؟
في الجزء الثاني ندخل معا عالم لوازم الخياطة لنرى هذا العالم الغريب الذي لا يعرف اسرارة الا قليلون من الناس انتظروني
|