أسرة سعودية بلا مأوى.. 38 فردا منهم 4 معاقين يسكنون مع الماشية



2012-12-31


المكان الذي تقيم فيه الأسرة في جازان



تعيش أسرة سعودية مكونة من 38 فردا في منطقة جازان مصيرا مجهولا في بيوت مصنوعة من العشش والأغصان أشبه ما تكون في الوقت الحالي بزرائب تعيش بها المواشي والدواب.

زارت الأسرة واطلعت على الظروف الصعبة التي تكابدها تلك الأسرة في كل مناحي الحياة سواء بالنسبة لمكان السكن أو ظروف المعيشة والغذاء، فلم يشفع لرب الأسرة راتبه التقاعدي من توفير المسكن الملائم لأسرته بعد ما أمضى ما يزيد عن 18 عاما يعمل في العسكرية بمنطقة الرياض لينتهي مصيره بلا مسكن وبراتب تقاعدي يكاد يسد رمق عيشه.

ويظهر مكان سكن المواطن احمد علي هزازي، الذي يقع خلف مبنى بلدية محافظة العارضة بمنطقة جازان، عن افتقادته لأبسط مقومات الحياة الهانئة والسعيدة للأسرة، حيث أن السكن مصنوع من القش وبعض الأغصان وغطي ببعض أعلاف الماشية " القصب " الذي لم ينجح في ان يحميهم من برودة الشتاء في الوقت الحالي ولا من عواصف الأمطار.

وبالدخول إلى إحدى الغرف، تجدها مصنوعة من القش التي تنام فيها الأسرة مشتركة، وللا يفصل بينهم وبين بعض المواشي التي يربونها سوى شبك حديدي متحطم حتى لا تدخل عليهم الماشية أثناء نومهم.

وتقوم الأسرة بإعداد طعامها بطريقة بدائية على الحطب وتحفظ الماء وبعض الأكلات في ثلاجة تبرع أحد جيرانهم بإيصال التيار الكهربائي لها، وذلك لعدم توفره التيار الكهربائي لها.

وسرد رب الأسرة أحمد علي دوحم هزازي قصته المحزنة منذ بدايتها، وقال بحسرة أنه كان يعيش في منطقة الرياض وفي بيت مستأجر وعند تقاعده عاد لمسقط رأسه محافظة الحرث حيث سكن وعاش في منزل عمه " والد زوجته " ليبقى الحال كما هو 17 عاما ويقتاد على راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز 2900 ريال فقط، إلا أن أحداث الحد الجنوبي وتطهيره من المتسللين كانت بداية معاناته حيث نزح مع اسرته مع المواطنين النازحين لتبدأ رحلة المعاناة والبحث عن مسكن لا سيما بأن وزارة المالية لم تصرف لهم كما صرفت للنازحين الآخرين معللة ذلك لعدم توفر سكن له في المنطقة التي نزح منها حيث أنه كان يسكن في منزل عمه وليس في منزله ويحق لأولاد عمه استلام المخصصات المالية التي تصرف للنازحين.

واوضح هزازي أنه كان يملك أرضا في قريته السابقة وكان يريد البناء عليها منزل لأسرته إلا أن مشاكل حدثت بينه وبين بعض المواطنين أدت إلى قيام البلدية بإيقاف مشروع سكنه.
والتقط الهزازي أنفاسه بعد تذكر معاناته ليكمل قصته بقوله: بعدها قامنا بالنزوح لقرية العطيش لينتهي به المطاف في موقعه الحالي بعد أن سمح له صاحب الأرض بالسكن فيها ابتغاء لوجه الله.

وأشار إلى أنه تقدم للجمعية الخيرية لمساعدته والوقوف مع أسرته إلا أنها رفضت معللةً ذلك بأنه يستلم من الضمان الاجتماعي مبلغ لا يتجاوز 3000 ريال بالإضافة إلى راتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز 2900 ريال، مؤكدا أن هذا المبلغ لا يكفي إلا لقوت أسرته وتوفير مستلزمات الدراسة.

وتسآل هزازي كيف أوفر لهم المسكن في الوقت الحالي مع ارتفاع أسعار الإيجارات؟، مشيرا إلى أن أسرته تتكون من 37 فردا 4 زوجات و20 ولدا و13 بنت، منهم 4 من أولادة معاقين أحدهم إعاقة حركية والآخرين إعاقات بصرية.

وختم رب الأسرة قصته بقوله أنه لا يريد سوى منزل لأسرته يأويه ويستر عليه وعلى أسرته، مناشدا سمو أمير جازان التوجيه بتخصيص منزل من وحدات اسكان الملك عبدالله للنازحين أسوة ببقية أهالي الحرث .. داعين الله عزوجل ان يديم على خادم الحرمين لباس الصحة والعافية .

من جانبه اكد الأستاذ حسين حريصي من جمعية البر الخيرية في محافظة العارضة بالوقوف على وضع المواطن ومعرفة أسباب عدم صرف الجمعية لهم سكن له ولأسرته.