مرحبا أخواتي
أسعدني تواصلكم وتفاعلكم مع الموضوع،
قرأت ردودكم ولم أستطع الرد وقتها بداعي السفر،
أنا تخصصي إنجليزي لمن سألت عنه،
وتعينت في هجرة لاتوجد بها خدمات، ولا حتى جهاز صراف آلي،
والمدرسة مبنى مستأجر عبارة عن ممر طويل تتفرق حوله ثمان غرف صغيرة،
لكن الحق يقال أن المكان بأهله،
ولله الحمد والمنة شعرت بإنشراح صدر وأنا أدخلها لأول مرة،
وبعد العمل شعرت إن المدرسة مثل ما ذكرت الأخت (ملكة بأحاسيسي) مبنى أرامكو راقية وفخمة رغم تواضع مبناها، لأن المكان بأهله.
وأهل الهجرة زرع الله في قلوبهم طيبة وإحترام للغير، حتى إن أخلاق معلماتها أرقى من أخلاق معلمات المدن اللي تعينوا عندهم.
الأخت (أهلية مكروفة)، ما هو صحيح إن أول شهر صدمة وإكتئاب، بالعكس إحنا ولله الحمد من أول إسبوع اندمجنا مع المجموعة، وكان جو العمل والسكن ممتع رغم ضغط العمل, لدرجة إن معلمة ساكنة معنا كانت بتجيب كيرم نمضي فيه ملل أوقات فراغنا،
لكن ما إحتجنا نجيبه، لأن ضغط العمل والتواصل الإجتماعي بيننا وأهل الهجرة، ماترك لنا أي وقت فراغ.
ضغط العمل هو إننا نتعرف على أبجدياته ونحاول نفهمه ونبذل قصارى جهدنا في تقديم الأفضل،
ولله الحمد والمنة كل اللي ساكنات معي في البيت مخلصات جدا في عملهم.
وفي أي وقت ما يكون عندنا عمل، نحرص نتواصل مع أحبتنا من أهل الهجرة،
وأهل الهجرة يحبون طلعة البر، ولأننا في وسط البر، فطلعاتنا قدام بيوتنا، مانحتاج سيارة،
طبعا السيارة ما نركبها إلا مع السائق في عطلة الأسبوع وإحنا راجعين لأهلنا وإحنا جايين.
ومعنا معلمات من خارج الشرقية من الخرج والرياض والقصيم ومكة وينبع، ساكنين في الهجرة، ماينزلون العطلة الأسبوعية، لكن ولله الحمد مبسوطين،
الجميل بل الرائع في الهجرة هو حياة البساطة، المنازل أبوابها مفتوحة ليل نهار، آمان ولله الحمد.
والزيارات بيننا مافيها تكلف أبدا، نطلع نمشي ويجي في بالنا نمر معلمة من أهل القرية، نتصل عليها ونروح لها فورا.
طبعا أهل القرية ما يتصلون، يدقون الباب المفتوح ويدخلون البيت وهم ينادون أهله، تدفعهم مودة خالية من الضغائن والخبث.
وأهلها متطورين في نمط حياتهم وملابسهم، ومحبين لكل جديد، وعندهم إكرام الضيف فوق أي إعتبار.
خواتي الكريمات من المرشحات أو حتى المعينات، العمل بيكون مثل ما تنظرين إليه،
يعني إذا توكلتي على الله، وفوضتي أمرك له تعالى، وإعتبرتي إن الأمر مؤقت وكأنها رحلة سفاري، وبرمجتي نفسك على تقبل أي شي، وحطيتي أقل المعايير المقبولة آدميا، بتتقبلين العيش ببساطة وراحة وإنشراح صدر.
وإذا خفتي وتوترتي، وحطيتي لنفسك معايير عالية في المكان، وناظرتي غيرك من اللي تعينوا في مدن أو قرى قريبة، بتتعبين كثير ولا رح تتأقلمين.
عزيزتي (مشاعر حزن)، مشاركتك أثرت الموضوع.