17-05-2008, 09:36 PM
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 332
معدل تقييم المستوى: 37
|
|
قاصّة .. مبدعة ..
هديل بنت محمد الحضيف
- من مواليد عام 1403 –1983 في مدينة الرياض
- محررة باب (إبداع) الأدبي في مجلة حياة
- تكتب في عدد من المنتديات الإلكترونية ،
- صدرت لها مجموعة قصصية عن مؤسسة وهج الحياة للإعلام تحت عنوان (ظِلالهم لا تتبعهم)
غلاف مجموعة هديل القصصيّة ..
كنتُ قد ذكرت ُ يوما للصفحة الثقافية في جريدة (الاقتصادية) :'إن إصدار كتابا يحمل اسمي ، حلما لم يأتِ بعد أوان تحقيقه' . حينها .. كانت تجربتي الكتابية في نظري ، تمر في طور نمو مرحلي ، و كنت مقتنعة أنه لم يحن الوقت بعد لتوثيقها ، خصوصا أن الفضاءات الإلكترونية ، قد منحتني مساحة كافية ، و وفرت لي تفاعلا مباشرا ، و سريعا مع قراء نصوصي ، و هو ليس معيارا للحكم على نضوج التجربة .
بعد انتهائي من كتابة ( قارب الميدوز ) ، في رمضان الماضي ، اعتقدتُ أني وصلتُ لنهاية (مرحلة) أعيشها ، و أنه قد آن الوقت لتوثيقها، كي أؤسس لمرحلة جديدة ..
و كان لوالديّ ، و أختي أروى ، و صديقتي الجميلة .. عائشة القصيّر ، الدور الأكبر في تحفيزي على إصدار المجموعة ، و أيضا لمؤسسة وهج الحياة ، الشكر الجزيل ، لأنها تكفلت بطبعها و توزيعها ، دون أن تحمّلني أيّة أعباء مالية ، فساهم ذلك كله بعد فضل الله ، في أن تخطو (ظِلالي) إلى النور ، و تصير على الورق حرفا سويا ..
يجب أن أذكر هنا ، بكثير الامتنان ، أستاذتي الرائعة : حصة بنت أحمد الغراس ، التي ما زالت تلح على الذاكرة بجميل فضلها عليّ ، و على قلمي .. رغم مسافات الزمان و المكان التي تحول بيني و بينها .. فلها كثير من الشكر و العرفان ؛ لعلها قريبة ، فتسمع الصوت ..
\' أخذ الرعاة حكايتي و توغلوا في العشب فوق مفاتن الأنقاض ، و انتصروا على النسيان بالأبواق و السجع المشاع ، و أورثوني بحّة الذكرى على حجر الوداع ، و لم يعودوا ..\'
مما قيل عنها من محبيها
بقلم اشعار الباشا
هديل قاصة سعودية , من جيلنا كاتبات العشرينات و لها مجموعة قصصية صدرت قبل أعوام بعنوان ” ظلالهم لا تتبعهم ” عن دار وهج الحياة للإعلام و النشر . هي أيضاً كاتبة مهتمة بالشأن الاجتماعي الإنساني و مدونتها عتبات الجنة تشرح كل شيء ..
إضافة إلى أنها كاتبة نشطة في عدد من المنتديات الأدبية و تُعتبر بشهادة كل من وقف و شهد لها نموذجاً للكاتبة السعودية المثالية .. اجتمع بشخصها الخلُق الحميد و العلم و الثقافة الحقّة .. و العقل الرصين فكانَت الملاك الذي يحلق في مدونتها و كنت قد بعثت لها أخبرها يوماً : أكثر شيء أتقنتِه هذه الفترة يا هديل هو اختيار اسم مدونتِك .
هديل كانت قد دخلت في غيبوبة بشكل مفاجئ قبل ثلاث أسابيع بتاريخ 21-4 .. تناقلت المواقع أخبارها عن طريق والدها الدكتور الأديب و صاحب الرواية المشهورة ” نقطة تفتيش ” محمد الحضيف . هبّ معظم مجتمع الإنترنت للدعاء لها و ساهم كل بما يأمل في الله أن ينفع و يعين هديل على تجاوز مصابها .. جميعنا كان يأتي علينا الصباح كل يوم بأمل جديد و تفاؤل متصاعد ..
لكن هذا اليوم , صباح الجمعة كان أقوى مِن كل إرادةٍ بشرية . لقد رحلَت هديل .
رحلَت هديل و هي مدججة بالبياض مِن قبل أن ترحل , رحلَت و تركَت مئات القلوب معقودة الألسن مشدوهة العقل تطلب الله أن يلهمها قدرة الإدراك ولا تستطيع . رحلَت و تركتنا في خضم دعائنا لها أن يستجيب الله توسلاتنا و يعيدها إلينا ملاكاً كما حين غيّبها و هي في وضعية ملاك .
ليسَ قدر هديل في قلبي أن أكتب عنها مقالاً في مجلة . سأكتب لهديل كثيراً في دفاتري و مذكراتي الخاصة كما كنت ولا زلت أكتب يومياً لصديقة عمري و توأمة روحي ” ليلى ” التي خطفها الموت و هي في زهر الصبا و تركتني أصبو لوحدي في حياةٍ لم تعد كالحياة . تركني أحبابي في غابة الدنيا وحيدة أرهق الدعاء بالدعاء لهم و أستزيد من خلود أرواحهم في روحي كي أعين روحي على الحياة .
رحيل هديل جعلني أتذكر أشياءً أخرى , أشياء اعرف أنّ الجميع يعرفها لكنّ الإنسان طبعه الغفلة و النكران و الاستكبار .. بل طبعهُ العصيان .
منذ مدة و بعض المجتمعات الثقافية تعيش خصوبة حربيّة تحسد عليها ! . خصوبةً من النوع الذي يجعل العاقل و المجنون يتفقان أنّها لا يمكن أن تمتّ للمثقف و الكاتب النظيف بصلة . خصوبةً أو ” خصومة ” من النوع الذي بدأت شوارع العالم نفسها تترفع عنه و تحمي أقدامها من الزلل فيه .
خصومات و حروب بل تفريغات مستميتة من الأشخاص الذين ابتلاهم الشيطان بزخٍ مِن صفاته فاستَقبَلوا و هلّوا , كثيرات و كثيرون هم الذين نالهم مِن الأذى طعنات . كثيرات و كثيرون هم الذين أُكِلَت لحومهم و تم التخفيف عن ذنوبهم و بُشّروا بحسنات أولئك الغافلين النمامين المشوّهين . قد أكون إحدى هؤلاء المتضررات حدّ العُنُق مِما حصل أو قد لا أكون . ليسَت هنا الأهمية , بل ..
الموت الذي أتى فجأة و اختطف صديقتنا البيضاء و القوم من حولها يختصمون جعلني أسخط على الحياة مِن جحودها لنفسها , أسخط على الحياة من الحياة .. على أنّها أبقَت الأشرار و خطفَت الطيبين رغم إيماني الكبير أنّ الله يهدي مَن يشاء و الضالّون يستحقون العيش كالطيبين , يستحقون الحصول على فرص أخرى للتفكير قبل التكفير , لكن كم مِن الخاوية عقولهم على عروشها تهتز قلوبهم وجلاً مِن معنى الموت و ليسَ من الهويّة التي خطفها الموت منا ؟ كَم ؟
ليس هذا أيضاً معرض للكلام عن سنّة الحياة و اعترافها باللون الأسود كاعترافها بالأبيض ..
إنه معرض للقول :
أنّ الدنيا كائن بكل هذا الصغر و التفاهة حتى أنها أصغر منا نحن بنو الإنسان بكثير . أريد أن أقول لكل المتحاربون و المختصمون و الذين في قلوبهم مرض و زادهم الله مرضا لأنهم رفضوا أن يتفكروا فيه :
هل رأيتم كيف هي الحياة لا تستحق كل أحقادكم المكدسة ؟ هل رأيتم كم هي الحياة رخيصة بكل أضوائها و مفاتنها الحقيرة ؟
هل رأيتم كيف أنّ الحياة لا تستحق العنف و الحروب و التشويه و الاحتقار و الانشغال بالناس و الانصراف عن هفوات النفس و كل هذا لأجل ماذا ؟ لأجل منصب أو شهرة زائفة مغلفة باسم الثقافة و الأدب و الفن ؟! . لأجل مادة و غنى قد يكون أيّ غنى عدا غنى النفس ؟ . لأجل منتديات و أمجاد افتراضية و صدقات معنوية على هيئة تبجيلٍ و مديحٍ و تعاضد مِن أشباح و أيقونات أصيبوا بفتنة الضلال و عجزوا عن الالتفات مقدار زاويةٍ صغيرة إلى عهد النصاعة التي ترِبُوا عليها ما قبل الصبا ؟ , لأجل أضواء لا تسمِن ولا تغني عقلاً جائعاً أو قلباً مريض ؟ .
كلما أتخيل كيف كنتم تختصمون و تقذفوا خصوماتكم على المُرهقين مِن هموم حياتهم بعيداً عنكم كلما أتأمل الوقت الذي جئتم تتخاصمون فيه .
هديل التي صلينا أكثر من عشرين يوماً كي تضئ قلوبنا مِن جديد كان بعض الذين يشاركوننا الدعاء لها هم نفسهم الذين يمارسون العنف و التشويه للآخرين في عدة ضفاف أخرى على صفحة البحر .
كيف يجتمع الله و إبليس في قلبٍ واحد ؟ هذا السؤال سألهُ أحد المتفكرين المتعجبين من حال البشر في عهد الثورة و الفتنة لكل شيء و في كل شيء . و كانت إجابة من أبلغ الإجابات التي جاءته :
- يجب على الإنسان أن يقع في الزلل قد يجد مبرراً للتوبة و هذا يفسر بعضاً مِن سبب وجود جنةً و نار في السماء . لكن بعض الفسائل من الناس يتمكن إبليس من السكن فيهم بكلّ ثقله و هيبته ! .. و الله غير موجود في قلب إبليس و إلا كان من المخلدين في الأعلى .
ليس المطلوب من البشر أشياء كثيرة في موضوع الموت سوى إدراك معنى الموت . إدراك ما يعنيه هذا الكائن المتوحش و الذكي . هذا الكائن المباغت الذي قد يختطفك فجأة و أنتَ مزدحم بالتخطيط لعملية احتيالٍ أو تشويهٍ أو كذب أو خداع جديدة .
هذا الموضوع ليس وعظاً لأنني لستُ مِن أهل الوعظ و النصيحة . هذا الموضوع دعوة مُرهَقَة و عظيمة للتفكر فيما يعنيه الموت .. للتفكر فيما تعنيه ( النهاية ) .
و قبل نقطة آخر السطر :
اللهم ارحم هديل الحضيف و اغفر لها و تجاوز عنها ..
اللهم أبدلها داراً خيرا من دارها و أهلا خيرا من أهلها و أدخلها الجنة و أعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم اجزها عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
اللـهـم ادخلها الجنة من غير حساب ولاعذاب .
اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها.
اللـهـم انزلها منزلاً مباركا و أنت خير المنزلين .
اللـهـم انزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اللـهـم املأ قبرها بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللـهـم انقلها من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود .
اللـهـم احمها تحت الارض واسترها يوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون “يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم”..
اللـهـم انزل على أهلها الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك.
عزاؤنا لكَ يا دكتور محمد الحضيف و لأهل هديل و جميع ذويها و محبيها و نحن معكم .
اللهم لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه .. اللهم آمين.
</B>
التعديل الأخير تم بواسطة متفائله بالوظيفه ; 17-05-2008 الساعة 09:41 PM
|