20-03-2013, 09:50 PM
|
|
(عضو لم يقم بتفعيل عضويته)
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 5,054
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
كـُـونُوا مِـــثْـل عُــمَـر ~
.
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة رائعة غير مشهورة للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، أنقلها لكم ..
روى الإمام ابن عبد الحكم- في سيرة عمر بن عبد العزيز- أنّ عمر رضي الله عنه كان يأمر أصحاب البريد أن يحملوا
إليه كل كتاب يدفع إليهم، فخرج البريد ( الرسمي) من مصر يوما، فدفعت جاريةٌ اسمها " فرتونة السوداء"
مولاة رجل يسمى " ذا أصبح" كتابا تذكر فيه أن جدار منزلها قصير وأنه يقتحم عليها منه فيسرق دجاجها.
فكتب إليها عمر" بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح،
بلغني كتابك وما ذكرت من قصر حائطك وأنه يدخل عليك فيه فيسرق دجاجك،
وقد كتبت إلى أيوب بن شرحبيل ** آمره أن يبني لك ذلك حتى يحصنه مما تخافين إن شاء الله. والسلام "
فيا أيها القراء، سألتكم بالله: هل تتصورون أن يكون في الدنيا شخص أهون على الناس وأدنى منزلة فيهم وأقل شأنا من هذه الجارية السوداء؟
وهل تتصورون أن يكون في الدنيا رجل أسمى مكانة، وأكثر شغلا، وأعز وأكرم من عمر الذي كان يحكم- وحده-
ما بين حدود فرنسا وحدود التبت، لا رادّ لحكمه ولا ناقض لإبرامه، وليس فوقه إلا الله،
وهل تتصورون أن يكون في الدنيا موضوع أتفه وأسخف من جدار فرتونه ودجاجها؟
ومع ذلك لم تمنع عمر بن عبد العزيز جلائل الأمور من أن يهتم بشكاة فرتونة،
ويكتب بشأنها إلى والي مصر وقائدها العام أيوب بن شرحبيل، وأن يجيبها مطمئنا و مخبراً.
هذا خبر من آلاف الأخبار التي يطفح بها تاريخنا أسوقه إلى رجلين: رجل يزهد في تاريخنا ويحقره ويولي وجهه تلقاء الغرب
في كل شيء؛ يظن أن الخير لا يأتي إلا منه، و النور لا ينبثق إلا من جهته، وينسى أنها من الشرق تشرق الشمس، ومن الغرب تأتي الظلمات..
ورجل ولي ولاية، أو نال وزارة، فتكبر وتجبر، وطغى وبغى، وحسب أنه ساد الدنيا ، فلم يعد يردّ على كتاب ولا يحفل بشكاة ولا ينظر إلى أحد.
إلا تتنازلون – يا سادتي- من معاليكم فتكونوا مثل عمر ؟!
*من كتاب مقالات في كلمات لأديب الشام علي الطنطاوي- رحمه الله وهي في الكتاب بعنوان "كونوا مثل عمر. (منقول)
اللهم صلِّ على محمد ()
عدنا والعود أحمد :")
التعديل الأخير تم بواسطة الجعفر راجي ; 20-03-2013 الساعة 09:53 PM
|