" بسم الله الرحمن الرحيم "
قبل قليل كنت أجلس مع أهلي أو مع صديقتي أو أستذكر دروسي ~
كنت تلك الإنسانة العادية جداً , قد أتهم بقلة الفهم , وعدم التصرف ,
قد يضربني أبي , ويشتمني أخي , وقد أمنع من الخروج
قد يقال عني أني فتاة غبية , وعديمة الذوق, وقبيحة الشكل
ويقال عني فتاة غيورة وحقودة , ويقال عني أني لا افقه بشئ , وإنسانة منقادة وراء كلام الناس وأتتبع أخبارهم..
قد يقال عني تلك الفتاه العانس ولا أحدا يرغب بي ..
قد أكون غير مثقفه لا أفهم في السياسة ولا الأقتصاد ,
ولا أمتلك أيضاً صفات الأنثي الرقيقة الحساسة ~
و لكـــــــــــن ~!!
~
ما أن أنتقل من العالم الذي حولي في المنزل وما أن أنتهي من أنتقاداهم لي
وأغلق أذني بإحكام لكِ آتي في عالمي الإفتراضي ..
أول ما أفعلة أفتح هاتفي وأنظر إلي رسائل التواصل مع صديقاتي
وأبدا بوضع تلك الصورة الجميلة التي تعبر عن فتاه بمنتهي الجمال وبمنتهي الذوق وتعيش حياه غير حياتي ..
تلك الفتاه التي تعبر عن شخصية مرموقة وقوة الشخصية متحررة
فتاه تعبر عن رئيها ..
ومنذو أن أبتدأ في الحديث مع صديقاتي ,, أشعر أني هي تلك الفتاه أشعر أني أتقمص شخصيتها من غير قصد ...
أكون تلك الفتاه المدللــــة التي يحبها أهلها ويحققوا لها كل ماتريدة
تلك الفتاه التي لديها أخ يحنو عليها وأب إذا نامت أتي إليها ليطفئ نور غرفتها ويطمئن عليها .
فتاه تعيش طفولتها تركض وتجرى وجميع من حولها يحترم مشاعرها
!!
ومنذو أن اغلق هاتفي أنتقل إلي جهازي الصغير الآخر الآب توب
وأسجل دخولى في مواقع التواصل الإجتمااعي
وأبدأ بتقمص شخصية الفتاه المتعلمة صاحبة الشهادات العليا والمثقفه التي تفقه في السياسة والإقتصاد والدين والمتجولة في كل أنحاء العالم ,,
وأيضا أكون تلك الفتاه الرومنسية التي تصحوا من نومها تحتسي القهوة وتقف أمام نافذة غرفتها تتأمل صوت الطيور وحركة الأشجار ,,
وبعد ذلك تفتح كتاب الشعر والنثر وتقرا بعض الأبيات لكٍ تشبع حبها للفنون بأنواعها ..
أشعر أني الفتاه المهذبة الراقية التي ترفض الكلام البذئ والأسلوب السئ ..
أو
أكون تلك الفتاه العصامية التي تعمل وتجتهد وهي إما مديرة أو رئيسة
و من حولى هم تحت سيطرتي ..
أن هذا العالم الأفتراضي يجعلني أطير في عالم ليس بعالمي : )
في هذا العالم أقف وكلى ثقه بنفسي لا أبالي بكلام غيري ,, أني تلك الفتاه التي لا تبالي بشئ سوي ثقافتها وتعليمها ونفسها .....
تلك الفتاه التي يجري خلفها جميع الرجال يتمنون أن يظفروا بها ولكن غروري وكبريائي بنفسي لا يجعلني أنظر إليهم ...
وما أن أنتهي من إبداعاتي وطموحاتي ورومنسيتي أغلق شاشتي التي أكن لها كل الإمتنان ~
وأذهب لأري نفسي في المرآة صورة الفتاه التي كنت أتقمصها خلف شاشتي ما زلت أراها ~
وعندما أفتح باب غرفتي ويأتي أخي الصغير ويقول لي لماذا أنتي شكلك قبيح اليوم ,ثم تناديني أمي وتشتمني لعدم إصغائي لها ,,
ويأتي أخي ليقول لي نظفي غرفتي بسرعه وحالاً من دون أن يقول لي إذا سمحتي يا أختي العزيزة ,,
في تلك اللحظة تلك الصورة أو الغمام التي كنت أراه في عيني قبل قليل في مرآتي تــزول وأرى نفسي تلك الفتاة القبيحة الغبية الجاهله ..
قد أقع بحب شخصا ماء في عالمي الإفتراضي الصغير ~!
لكني أعلم أنه قد يعيش نفس حياتي يشعر أنه ذاك الشاب الرومنسي صاحب المآسي والآلام الذي يحتسي القهوة في الصباح على تغاريد العصافير ويتنقل بين آبيات الشعر والنثر الشاب الطمووح المثقف الذي يتجول بين أنحاء العالم ..
ويشعر بالأمتنان لشاشتة الصغيرة ..
~ !!
"هكذا هي حياتي خلف شاشتي الصغيرة "
جميل ان نعيش الحلم ولكن الأسوء عندما نصحوا منه ~!!
=============
منقول ...