يكفي «سهراً» و«جلسات مقاهٍ» والتحجج ب«البطالة»..
شباب اشتغلوا..!

«اليعيش» مع أحد عملاء محله التجاري
بريدة، تحقيق- ملفي الحربي
يحدث أن يستغل العديد من الشباب فترات انتظار التعيين، أو الحصول على فرص عمل تتناسب ومؤهلاتهم العلمية، بممارسة بعض الأعمال التجارية والحرفية المختلفة، حيث إنَّ من بينهم من يقوم بذلك ولو على سبيل التجربة، أو كطريقة ناجحة من طرق التغلّب على الملل الناتج عن وقت الفراغ وسلبياته العديدة، وأيَّاً كان الهدف من وراء ذلك؛ فإن خوض تلك التجربة قد قاد العديد من الشباب لتحقيق نجاحات متتالية في المجال الذي التحقوا به، بل إنَّ هناك من شق طريقه واستغنى عن الوظائف التي كان يحلم بالحصول عليها في القطاعين الحكومي والخاص، وعلى النقيض من ذلك فإن هناك فئة أخرى آثرت الانتظار واستسلمت للفراغ، وضيّعت وقتها ما بين السهر ليلاً والنوم نهاراً.
ويبدو أن الحملات التفتيشية التي تقودها الجهات الأمنية ووزارة العمل حالياً ضد العمالة المخالفة ستؤتي أكلها ليس أمنياً فقط، وإنما أيضاً اقتصادياً، حينما تتيح الفرصة أمام الشباب للانخراط في العمل الحر، وأخذ مواقع العمالة في مهن كثيرة، مثل قطاع التجزئة، والاتصالات.
عمل شريف
وقال «سلطان بن عبدالمحسن الرميثان» -مدرب بالكلية التقنية في بريدة-: إنَّ هناك نماذج جيدة من الشباب السعودي على قدرٍ عالٍ من الوعي في هذا الجانب، مُضيفاً أنَّ العديد منهم من حملة الشهادات وينتظرون فرص الالتحاق بالوظائف الحكومية، وأنّ منهم كذلك من يبحث عن فرص عمل في القطاع الخاص، ومع ذلك فإنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي في انتظار الحصول على تلك الفرص الوظيفية، بل سعوا إلى البدء بأعمال بسيطة تحقق لهم مردوداً مادياً يتكسبون من خلاله، مُوضحاً أنَّ من بين الأماكن التي يعملون فيها سوق الخضار، والمكاتب العقارية، وسوق بيع الأغنام، لافتاً إلى أن ذلك نابعٌ من إدراك تلك الفئة من الشباب لأهمية العمل الشريف مهما كانت بساطته، مشيراً إلى أن الحملات الأمنية التفتيشية ستتيح فرصاً أخرى أمام الشباب للعمل الحر في السوق.
جديّة أكبر
وأكَّد «عبدالرحمن بن حمد اليعيش» على أنَّ فرص العمل المُتاحة للشباب السعودي كثيرة ومتعددة في القطاعين الحكومي والخاص، أو من خلال ممارسة الأعمال التجارية والمهنية المختلفة، مُضيفاً أنَّ ذلك يتطلب جديةً أكبر من قبل الشباب الباحث عن عمل، مُوضحاً أنَّه تخرج قبل عامين من الثانوية العامة، ثمَّ تقدَّم لطلب العمل في أحد القطاعات الحكومية، حيث لا يزال ينتظر الحصول على تلك الفرصة حتى الآن، مُشيراً إلى أنَّه استغل فترة الانتظار تلك بالعمل في إحدى الشركات، كما افتتح محلاً لبيع طيور الزينة في بريدة، ومارس العمل فيه بنفسه، لافتاً أنَّ على الشباب عدم انتظار الفرص الوظيفية حتى تأتي إليهم، بل إنَّ عليهم أن يبادروا بأنفسهم للحصول عليها وعدم التركيز على البحث عن الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص فقط.
لا تنتظر الوظيفة الحكومية وفرصة «العمل الحر» متاحة اليوم مع «الحملات التفتيشية»
وأضاف أنَّ على الشباب العمل على صنع الفرص الوظيفية بأنفسهم من خلال البدء بمشروعات تجارية صغيرة، مشيراً إلى أنَّ بإمكانهم تحقيق النجاح في تلك المشروعات متى عملوا بجِدّ وإخلاص متسلحين بالصبر والاعتماد على الله، مؤكداً على أن الحملات الأمنية التفتيشية فرصة كبيرة لأخذ مواقع العمل في السوق بعد أن سيطر عليه الأجانب طويلاً.
مراكز قيادية
وبيَّن «مشعل العنزي» -مدير أحد المجمعات التجارية- أنَّ القطاع الخاص قد عمل على جذب العديد من الشباب الباحثين عن عمل، مُشيراً إلى أنَّ هذه الفئة من الشباب أدركوا أهمية عدم إضاعة الوقت في انتظار الحصول على الوظائف الحكومية، مؤكداً على أنَّ القطاع الخاص واعد وجذاب، وأنَّ مستقبله مشرق، مُضيفاً أنَّ العديد من الشباب المنتظرين للتعيين أو الباحثين عن فرص عمل في القطاع الحكومي استثمروا أوقاتهم بالعمل في هذا القطاع، ووجدوا ضالتهم من خلاله.
وأضاف أنَّ كثيراً من الشباب عملوا في الشركات والمؤسسات وأبدعوا في تنفيذ الأعمال المسندة إليهم، ونالوا ثقة وتقدير الجهات التي عملوا فيها، مُشيداً في ذلك بتجارب شركة المراكز العربية، التي عملت على استقطاب العديد من الشباب الذين أدركوا أهمية استغلال مثل تلك الفرص، لافتاً أنَّ بداياتهم كانت بسيطة جداً، ومع الجد والمثابرة والتدريب تمكنوا من الوصول إلى أعلى المراكز القيادية، مُشدّداً على ضرورة استثمار القطاع الخاص لقدرات وطاقات الشباب، وتدريبهم وتطوير قدراتهم.
وأشار إلى أنَّ من أهم أسباب وصول العديد من الشباب السعودي لمراكز قيادية متقدمة في القطاع الخاص استعدادهم التام لتطوير قدراتهم، وبحثهم المتواصل للحصول على المعرفة، وعدم الاكتفاء بماهو موجود في بيئة العمل، مُضيفاً أنَّ طبيعة القطاع الخاص تنافسية، حيث إن لم تصل فإنَّ هناك من سبقك إلى ذلك، وبالتالي فإنَّ على الشباب انتهاز الفرص المتاحة، والعمل على تطوير أنفسهم.
عمالة أجنبية
وقال «سلطان الرميثان»: هناك فئة من الشباب ركنت للراحة، وقضت أوقاتها مُنتظرةً قدوم الوظيفة إليها، متنقلين بين المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت، مُضيفاً أنَّهم أهدروا وقتهم وجهدهم بين مواقع التواصل الاجتماعي، وجلد الذات، والمجتمع، و»وزارة الخدمة المدنية»، و»وزارة العمل»، مُحملينها أسباب بطالتهم، مُضيفاً أنَّ الأجدى أن تعمل تلك الفئة بالأسباب، وأن تبذل قصارى جهدها في ممارسة بعض الأعمال التي من الممكن أن تُدِرَّ عليها مبالغ مالية؛ يستطيعون من خلالها التوسع في تجارتهم مستقبلاً، كالعمل في سوق الخضار، وغيره من الأعمال الشريفة التي تعمل بها فئة من العمالة الأجنبية، لافتاً أنَّ على الشباب أن يعمل بنفسه في أيّ مجالٍ شريف حتى تتحقق له فرصة الحصول على الوظيفة المناسبة.
وأضاف أنَّ هناك فئة أخرى من الشباب مِمَّن قاموا بمبادرات جيدة في سبيل مواجهة الكسل والخلود للراحة، ولوم الآخرين، واستثمروا أوقاتهم بالعمل في العديد من الأعمال الشريفة، مُشيراً إلى أنَّ العاطل شخص سلبي في مجتمعه، ويُتوقع منه عمل العديد من الأعمال السلبية إن لم يعمل جاهداً على استثمار وقته وتجربة العمل الحر، والسعي لتكوين الذات بمشروع خاص، مبيناً أنَّ الشاب سيبرز مع مرور الوقت كرجل أعمال، لافتاً أنَّ كثيراً من رجال الأعمال الشباب تلذذوا بحرية اتخاذ القرار، والابتكار، والمغامرة، ونجحوا في مشاريعهم الصغيرة، التي أصبحت حالياً رائدةً ومميزة.

تواجد المواطن في قطاع الاتصالات يدر أرباحاً عالية


محل اتصالات مغلق بعد أن تركته العمالة المخالف