16-04-2013, 05:32 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 2,279
معدل تقييم المستوى: 11269737
|
|
الــــــــــــــرحــــمــة .....
بسم الله الرحمن الرحيم
تؤلّف بين القلوب ، وتذوّب الجليد ، وتزيل الحواجز ، وتفتح سبل التفاهم والتعاون (فبما رحمة من الله لنت لهم ) . و القسوة تبغِّض وتنفِّر وتزرع الأحقاد (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك ) . فالرحمة قوّة جاذبة ، والقسوة قوّة طاردة .
الرحمة
خلق ربّاني ، يعامل الله بها عباده ـ حتى المسيئين منهم ـ وهو الذي أغراهم باللجوء إلى خيمة رحمته حينما يخطئون أو يذنبون أو يسرقون على أنفسهم ، أي أ نّهم يهربون منه إليه .
أمّا القسوة فخلق شيطانيّ ، تركبُ ذوي النفوس المريضة ، والشاعرين بعُقدة النقص من الطواغيت والجبابرة وظالمي أنفسهم وغيرهم .
الرحمة .. اقتدار وعفو .
القسوة .. ضعف وبطش .
الرحمة
تعبير رائع وجميل عن إنسانية الانسان في الكلمة والموقف ، و القسوة تعبير عن الجانب الحيواني الشرس المفترس .
فالذئب أو النمر أو الأسد لا يرون في التعامل مع الفريسة سوى أنّها وليمة يسدون بها جوعتهم .. فالقسوة غريزة لا عقل لها .. و الرحمة عقل راجح وعاطفة جيّاشة .. عقل ينادي بها ويدعو لها لأ نّها تنسجم مع مبادئ الحق والخير والجمال ، والقلب يهتف بها لأ نّها طريقه الأوسع إلى العقل .
الرحمة
تربِّي وتهذِّب وتشذِّب وتعلِّم وتقوّم ، و القسوة)تعلِّم أيضاً ، ولكن شتّان بين التعليمين .
الرحمة تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل ، والقلب مع القلب والانسان مع أخيه الانسان ، فهي تعارف وتحابب وتواصل .
و القسوة تعلِّم الحقد والكراهية والضغائن والثأر والانتقام .
الرحمة إذن ربح كبير .
و القسوة خسارة فادحة .
الرحمة
اسلوب الأقوياء ، و القسوة اسلوب الضعفاء لأنّ مَنْ يحتاج إلى القسوة والعنف الضعيف الذي يحاول تغطية نقاط ضعفه بقوّة البطش والسلاح وتكبيل الأيدي وخنق الأنفاس .
القاسي .. لا يملك سوى قبضة الإرهاب والإرعاب ، فهو يمتلك من الانسان بدنه .
والرحيم .. يملك النفس العالية المتعالية ، ولذا فهو يمتلك من الانسان قلبه .
ما هو الطريق إلى الرحمة ؟
الرحمة اكتسابية ، أي أ نّنا نحصل عليها بالتعلّم والتربية والتدريب ومبادلة الناس حبّاً بحبّ ، ورحمة برحمة .
لقد كان العرب في الجاهلية قساة ، لكنّ الاسلام استطاع أن يخلق من تلك القلوب القاسية قلوباً رحيمة حانية ملأت العالم رحمة .
أخيراً ..
ردِّد في أعقاب كلّ صلاة :
«أللّهمّ إنّ مغفرتك أرجى من عملي
وإنّ رحمتك أوسع من ذنبي ..
أللّهمّ إن كان ذنبي عندكَ عظيماً
فعفوك أعظمُ من ذنبي ..
أللّهمّ إنْ لم أكنْ أهلاً أن أبلغَ رحمتك
فرحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأ نّها وسعت كلّ شيء» .
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
|