زحام وعراك ينتهي بغلبة أصحاب "القوة والبأس الشديد"
الأفارقة "المخالفون" يسيطرون على صنابير مياه زمزم بكدي
مكة المكرمة - تحقيق، تركي السويهري:
سيطرت العمالة الأفريقية على صنابير مياه زمزم بكدي في مكة المكرمة، حيث غلبت "القوة والبأس الشديد" على غيرهم من القادمين للحصول على المياه.
"الرياض" قامت بجولة بكدي ورصدت عن قرب مشكلة توزيع مياه زمزم من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً إلى جانب ضعف قوة دفع الصنابير وعدم فتح كل الصنابير لخدمة المستفيدين.
وقال في البداية المواطن محمد السفياني: لكم أن تتخيلوا أنني منذ الساعة السادسة صباحاً قادم من جدة حيث أرسلت ابني يوم أمس وعاد الظهر خالي الوفاض ولم يستطع تعبئة أي جالون مما جعلني أشك في مصداقية حديثه حول مارواه عن مجموعة من الأفارقة وسيطرتهم على صنابير الماء مما جعلني منذ أن أديت صلاة الفجر اتجه من جدة إلى مكة وكنت أظن أن الوضع لايستغرق أكثر من دقائق معدودة ولكن ما شاهدته يعجز عن وصفه اللسان فمنذ الفجر حتى الآن الساعة الحادية عشرة وأنا أعجز أن أصل إلى صنابير الماء التي تمت السيطرة عليها تماماً من قبل الأفارقة في ظل غياب الرقابة من مسؤولي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ممثلة في سقيا زمزم وكذلك أجهزة الأمن المكلفة بحماية أرواحنا وممتلكاتنا.
وقال المواطن محمد الزهراني إنني منذ صلاة الفجر وأنا متواجد هنا ولكن ما إن دقت الساعة السادسة والنصف والأفارقة قد سدوا الأبواب تماماً وسيطروا عليها ولم يدعوا مجالاً لغيرهم بل إنهم يقومون باملاء جوالين "دينات" فالقوة شعارهم وبعضهم لديه ثلاث شاحنات مياه زمزم ليقوم قائدها وهو من بني جلدتهم بتوزيعها على المنازل وكما تشاهدون كل صنبور ماء مسيطر عليه وافد أفريقي بل ان بعضهم مسيطر على أكثر من صنبور وساعد على حرماننا من ماء زمزم (ضعف الدفع) في الصنابير حيث يستغرق الجالون الواحد عدة دقائق.
ويضيف المواطن محمد طاشكندي: ان الصنابير المفتوحة لاتتجاوز النصف من كمية الصنابير الموجودة ودفعها ضئيل جداً والفترة منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً فهذه الفترة لاتكفي إضافة إلى سيطرة الأفارقة على صنابير ماء زمزم ففي كلتا الحالتين حرمنا من ماء زمزم رغم أنني منذ أن وعيت على الدنيا وأنا وأسرتي لانشرب إلا زمزم ولم يخل منه منزلي لأكثر من خمسين عاماً ولكن هذا العام حدث ولا حرج فلقد حرمنا من ماء زمزم وبلغ سعر الجالون الواحد أكثر من أربعين ريالاً وهذا مالم يحدث في السابق.
وقال حتى من أراد منا أن يقوم بتعبئة جوالينه بنفسه فالأفارقة يحولون بينه وبين إرادته بسطوتهم وقوة عضلاتهم وساعد في ذلك انعدام الرقابة الأمنية على موقع تعبئة مياه زمزم سواء التي في مواقف كدي أو الصنابير الموجودة تجاه الساحة الشرقية للحرم المكي الشريف فكما تشاهدون بعيونكم وليس من رأى مثل من سمع فالبعض منهم يعقد اتفاقيات مع عدد من أصحاب الشاحنات وكل شاحنة تحمل ما لا يقل عن ثلاثين جالوناً ويتفقون فيما بينهم ويسيطرون على الصنابير وكثيراً ماتقع المشاجرات بينهم وبين عدد من المواطنين ومع وافدين من جنسيات أخرى، ولذا أنني أناشد الجهات الأمنية سواء شرطة العاصمة المقدسة أو دوريات الأمن بإيجاد حراسة دائمة لمنع أولئك الأفارقة من فرض سيطرتهم على صنابير الماء ولمنع الفوضى العارمة التي يعج بها الموقع وإحقاقاً للحق بحيث يعطى كل ذي حق حقه وينال كل مواطن ومقيم نصيبه من ماء زمزم دون جهد أو عناء أو عراك بينه وبين أولئك الأفارقة.
ويقول إسماعيل فاروق محمد نيجيري الجنسية اعترف بأنني لا التزم بالنظام ومراعاة الغير في تعبئة جوالين زمزم لأنني لو ألتزمت فغيري لن يلتزم لذا سأحرم نفسي من مالاً أنا أولى به من غيري وباستطاعتي أن أحصل عليه بكل يسر وسهولة وبكل أمانة إنني أحس بمرارة وأنا أحرم غيري من حق مشروع له وأستولي عليه أنا بقوة الجسم ولكن كلما راجعت نفسي وجدت غيري يتسابق إلى أن يستولي على صنابير الماء بقوة بنيته ويتعاقد مع أصحاب الشاحنات التي تنقل جوالين زمزم ويحرم غيره من تعبئة جوالينهم ولا يتفرقون ويرتدعون عن ذلك إلا إذا شاهدوا دوريات الأمن في الموقع كل منهم يهرب باتجاه ولايقتربون من الموقع لأن كل الذي تشاهدونهم يقيمون إقامة غير نظامية ورغم ذلك لايراعون ذلك ولا يلتزمون بالأدب.