14-05-2013, 02:54 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
|
|
من خلال السور ..
[align=center][/align]
[align=justify]
بقلم .. دانيال
أمسية سعيده، ورائحة ورود كانت تنبعث من أرجاء الحديقة الملكوتية التي لطالما قتلني الفضول لإستراق نظره إليها. سمعتُ صوت بكاء بنت تُكنى بشذى يخترق صوت الجدار الفاصل الذي كان بين بيتنا وجنتهم، حيث دفعتني الجرائة لسماع سراً كانت تشكوه لأختها التي كانت تكبرها بسنتين. تقول فيه إن فؤادي قد سئم من الحياة وإن لي عقلاً وقلباً قد جففه اليأس وإن المراد لي وهو كل المراد أن أعيش لحظة صفاء ذهن وساعة هناء من غير كد ولا شقاء يعصر هذا .. مشيرتاً إلى رأسها.
مُستهلتاً حديثها قائله : نولد أبرياء من غير ذنب أو خطيئه تندس أرواحنا، وما إن نكبر حتى نصارع نزعات الشر التي أشغلت قلوب أقرانا من البشر وما إن تستحكم تلك النزعات الأفئدة البريئة حتى نصبح أشد شراً وفتكاً من من كان قبلنا من البشر فلما كان كل هذا وذاك؟ وكأنها تدرك مستقبلا مالذي سيحدث لها وأن ليس لها لا حول ولا قوة في مجابة ذلك الشر الذي سيتلبس روحها النقية.
وما هي الا لحظات حتى أهلت الغيوم دموعها على الأرض وكأنها كانت تسمع لحديث تلك الفتاة، عدت أدراجي سريعا بعد أن سمعت شقيقتها تواسيها ببضع كلمات وما كنت لأظن أن كلماتها ستُهدئ من تلك العواصف التي تموج داخل راس تلك الصغيره.
إن الأخلاقيات ومعارف السلوك الإنساني كانت نقطة إهتمام للفلاسفة المتنورين القدماء في تأملاتهم وملاحظاتهم. وإن ما رفع حضاره وحط حضاره في التاريخ غير سلوك الأمه التي كانت تعيش في تلك الحقب التاريخية مروراً بالسامريين والأشوريين والفراعنه والإغريقين ثم بعد ذلك المسلمين وقس على ذلك غيرهم الكثير، وأقرب مثال هو ما نحن عليه الأن.
إن نزعة الخير هي أساس الروح التي أودعت في أجسامنا وإن ما غير ذلك هو مجرد دخيل سمحنا له بالولوج إلى واقعنا. فما عسانا أن نفعل بعد أن تلوثت أرواحنا بكل هذا الكم الهائل من السلوك الغير إنساني الذي هو في الأساس يُعد عفناً على أرواحاً. وإن ما أجزم به هو أن الخير والشر في تنازع منذ القدم وهو متمثل في كل شئ في هذا الوجود الذي نعيش فيه فقط تأمل وستدرك ذلك.
دمتم أخياراً ومُسالمين..
[/align]
|