تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > إستراحة الأعضـاء

الملاحظات

اخوة الشقاء

إستراحة الأعضـاء

_ في حياة كانوا يسعونَ فيها إلى أن تنمحي , أصبحوا إخوة في الشقاء , والشقاء كان قد محا كل شيء . يعلمون أن بين شقائهم وسعادتهم صلة خفية . ورغم اختلاف...

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 04-06-2013, 09:05 PM
Guest
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 599
معدل تقييم المستوى: 0
البااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداعالبااحث عن وظيفه محترف الإبداع
اخوة الشقاء

_







في حياة كانوا يسعونَ فيها إلى أن تنمحي , أصبحوا إخوة في الشقاء , والشقاء كان قد محا كل شيء .
يعلمون أن بين شقائهم وسعادتهم صلة خفية . ورغم اختلاف الدروب هم على تواصل .

.

من زاوية لا وعيهم الشخصي " وقعوا " حين طاروا كطير وارتفعوا فكما طاروا " وقعوا " لم يُخبرهم طيرانهم العقيم أن الصّواعق أحرقت رؤوس الأشجار , الأشجار التي مرّ عليها المطر برقًا .
تلك الأشجار لم تدرك بعد أن جذورها امتدت عميقًا في باطن الأرض إلا حينما أدركت أن ساقها وفروعها امتدت نحو السماء أطول منها بكثير .
تلك الأشجار بكت حين عرفت أن أيدي الفؤوس التي قطعت جذوعها كانت من صلبها خشبًا , ومع كل طعنة فأس فهمت كيف يجحد الأبناء آباءهم .


ومن زاوية وعيهم الشخصي لم يعثر إخوة الشقاء بعد على ضالة الغياب .
تركوا بيوتهم ينتشرُ فيها الغبار كالزمن , وأطر صور فارغة ما زالت معلقة بالجدار , أخذوا الصور معهم وتركوا الأطر توشوش الجدار , تواسيه الغياب .
هم مسافرون تكدست حقائبهم عند الباب قبلهم وخرجت من الباب قبلهم أيضًا .
ودّعوهم بكل اللغات نحو تلويح , وترجموا الشوق رسائل ظنوا بها أنهم سيُقلصون المسافات , ووهمًا حسبوا أنها ستُقنعهم بالعودة .
رحلوا وبقي المودعون بعدهم يشربون في فناجينهم قهوة " سكر زيادة " ليس لأنهم يؤمنون بأن الحياة بعدهم حلوة إنما كانوا يحاولون عبثًا طرد مرارتها .
وحين نسوهم احتفظت بهم ذاكرة الهاتف أرقام .
والأبواب التي غُلقت خلفهم لم تُفتح منذ زمن يحرسها الغياب وحين عادوا استقبلتهم بصريرها فتركوها خلفهم مفتوحة .
يسألونها سرًا من طرقك أثناء غيابنا ؟ و أين اختفت العيون التي بكتنا خلفك ؟ .
تركوها مفتوحة لعل " لا أحد " الذي طرق الباب في غيابهم ينتبه لعودتهم .
تلك الأبواب تعرف أن لغيابهم مواسم فما زالت موسم عودتهم تقطف عنها ثمار الغياب غبار وصدأ كما يقلل الفلاحون من حمل الأشجار المثمرة موسم القطاف.


إخوة الشقاء غادروا أوطانهم ولم ينظروا خلفهم .
عادوا يغمرهم الشوق لكل شيء سوى لأغاني الوطن , لأنها غادرت معهم ولم تعد .
عادوا منفيين وسجناء لا يمكنهم أن يروا من نوافذهم سوى أسراب الطيور المحلقة ,لا يشاطرهم حياتهم سوى بقاياهم فحسب , بلا أنداد .
الأبيض والأسود والأحمر لديهم سواء , خلفهم و الأمام أيضا سواء , فقد نفدت بقية الألوان من عجينة الصلصال في أيدي أطفالهم , فأوطان الصغار عجينة تستند على حوائط من صلصال بالأبيض والأسود .


إخوة الشقاء أُبيدوا وحبات سبحة الفقد لم تنته بعد .
فمنذ تجلي الفتنة بينهم لم يجدوا ذئابًا يُبللوا بدمها قمصان إخوتهم فاستعاضوا عنها بدمائهم نزفوا حتى فقدوا لون الدم , ورابطة الدم , حتى ضاعت سحنة أجدادهم من وجوههم .
رضعوا الخيبة مع الحليب يطلبون الحياة .
اشتد عقوقهم حتى آمنوا أن " القِدر " الذي على نار الجارة دائما أفضل من " قِدر " أمهاتهم .
وأمهاتهم لم يَعدنَ يَسعينَ سبعًا باكيات ليحفر أبناءهن بأظفارهم فيفجروا من عيون أمهاتهم زمزمها .

.

وكثيرة هي الثغور المفتوحة في أجسادهم .
رؤوسهم تعج بالموتى .
وجوههم تحارب وألسنتهم أكلها الجُبن .
قلوبهم عاطلة عن البكاء .
وأعينهم مغمضة فلم تعد حياتهم مرئية .
وذاكرتهم عازلة للذكريات .
وأيديهم تقبض على الماء ولا تمسك منه شيء .
مناديلهم اهترأت وهي تتوق لملامسة أعينهم .
وأمنياتهم ظلت رهينة لجداول الضرب والطرح والقسمة ماتوا وبقي ناتج أمنياتهم قيد الإنشاء قيد التحقق .



قبيح هو حزنهم !
قبيح كقُبح الدمعة الساقطة من عين جلاديهم .
قبيح كخيبة الأيدي الوحيدة التي لم تملك التصفيق ذات بهجة .
وبائس هو فرحهم كـ وجه طفل أخذ لون ألعاب ليست ألعابه .
كضحكة المستقبلون بعد اشتياق حين اكتشفوا أن وجوه العائدين لا تشبه تلك التي تبللت قبل الوداع في نفس المكان قبل سنين .
حتى دمائهم نسيت شكل الجراح وموضعها قبل حتى أن تتخثر .


مثيرون للشفقة هم .
دموعهم التي يحبسونها لا تعود ولا تقدر على النزول تبقى معلقة تذرفها عنهم الكلمات .
حتى الكلام لم يعودوا يملكون منه ما يفسّر ثقوب الورق , فرت منهم الحروف من هلع الحبر المختلط بدموعهم .
ودفاترهم التي فقدوها عشعشت فيها أحزانهم أبيات قصيد بعنوان واحد لم يتغير , نسوا من بين هذه الأبيات أن يكتبوا عناوين بيوتهم .
لم يدركوا بعد أنهم كلما كتبوا قصيدة جديدة أن لا حزن جديد لديهم بل هم أحبوا أن يُزيحوا الغبار عن القديم .


موهومون هم .
فتلك الأرضيات الممسوحة لم تمسح نكاية بهم ليتعثروا أمام الآخرين .
وتلك الأبواب منخفضة الارتفاع أخفض من قاماتهم لم تُصنع لتُجبرهم على الانحناء في ذل بل لأن رقابهم طالت من كثرة ما عبروا أبوابهم دون خطو .
لا يعرفون أن غيرهم يعيش تحت سقوف أخفض من قامتهم حتى أصبحوا لا يستطيعون الوقوف في استقامة .
ومراياهم المحطمة لا تعكس سوى نصف وجوههم , ولا تعكس وجوها غادرتها بالأمس , وحين قررت أن تتحطم تحطمت لأنها لم تعد تحتمل أن يبصقوا عليها كل يوم لينظفوها وهم يحلقون لحاهم أو يوبخوا أنفسهم .
والقادمون الجدد لم يأتوا ليسحبوا البساط من تحتهم , فما زال البساط يتسع لهم ولهم ولظلالهم .
والقادمون الجدد حفاة يسألون أنفسهم , أيجب أن نتأخر ؟ أم يجب أن نسرع لندرك منتعلي الأحذية ؟


وإخوة الشقاء خائفون وهم صفوف.
كبروا وهم يطاردون كل يوم دجاجات أمهم , من منهم يمسك بالغداء .
والدجاجة التي تُمسك تفصل أمهم رأسها عن جسدها في قسوة , وفي الليل حين يُفوتون ساعة نومهم تُهددهم بأنها ستفصل رؤوسهم عن أجسادهم كما تفعل مع الدجاج .
كبروا صفًا كـ صف الجياع عند موزع التبرعات , كصف الخبز , وصف المرضى ليأخذوا أوراق المواعيد .
كبروا صفًا كـ الأخطاء المعلقة على " شماعة " الأعذار .
كبروا صفًا لإنكار التشتت والبعثرة ومصادرة الصوت , ليبق صوتهم أعلى من مهرجانات المدن .
كبروا صفًا يقاوم فردًا يساوم فيهم روح الجماعة بـ " كلنا " لسنا سواء .
كبروا صفًا من فرد أبدي عمره آلاف الموتى من إخوته إخوة الشقاء .


وقتهم من دهر .
يجلسون يحسبون كم يوما وأسبوعا وشهر عدت عليهم وكلما فرحوا بأن يظفروا بسنة , اكتشفوا أن السنة أضاعتهم.
ولكسب المزيد من الوقت أخروا ساعاتهم لتسرق لهم مزيدًا منه لئلا يُعيدوا خطأ صانعوا الساعات الذين لم يدخروا لنفسهم بعض الوقت .
وقبل أن يستيقظ بهم الوقت , وقبل أن يحلم وقتهم بالماضي وقبل أن يُورق زرع مستقبلهم كتبوا تواريخ " كنت وكان وسين المستقبل " ليحفظوها من النسيان .
وساعاتهم تأسفت منهم لم تعد ملكهم اليوم , أضمروا التبرع بها للنشالين , لم يعد الوقت يهتم بهم .
والنشالين الذين سرقوهم لم تُقطع أيديهم قطعوها هم بأنفسهم ليتخلصوا من مواعيد أصحاب الساعات المؤجلة .
ليتخلصوا من مواعيد انتحارهم المحددة .


إخوة الشقاء سمعتهم سيئة .
هاربون هم وسيئو السمعة , هاربون يتركون خلفهم أحذيتهم , وينتعلون العار .
هاربون من السجن سرقوا رغيف خبز , وحذاء , وثوبًا من على حبل الغسيل والذي – من بعد – صار لهم كفن .
مساكين هم تزيغ أعينهم من خلف الأبواب يحسبون أنهم سيرون شيئا فما أصاب أعينهم غير دخان الفضول , والباب الذي خاف أن يُفشي السر صار حطبًا ليحرق العيون التي تزيغ .
هربوا وحين لم يتبعهم أحد سألوا آثار أقدامهم كيف انقطعت فجأة ؟ .
وكيف تترك الأقدام المبتورة لخطاها أثر ؟ .


فقراء هم إخوة الشقاء .
فقرهم كأرض بوار لم يكن لها من الخصوبة نصيب فشُطبت من دورة الحقول .
فقرهم حبة قمح ظلت سنينًا تحت التراب تنتظر المطر , لتشهد موسم الحصاد كالأعياد .
فقرهم أطفالهم ما زالوا يلعقون الأطباق الفارغة .
فقرهم المعول الذي حفروا به قبور بناتهم الموءودات أعوام القحط .
فقرهم جوع بناتهم اللواتي ولدن عام الشبع ونجين من الوأد أعوام القحط .
فقرهم شباكهم التي رموها في البحر في غير يوم الصيد وعادت إليهم فارغة سوى من فردة حذاء .
ينصبون شباكهم للأرانب والغزلان , ولا تسقط فيها سوى ذئاب وثعالب تحوم فوقها الغربان .
ينشرون على حبال غسيلهم ثيابا بالية كلما جفت وجمعوها بللها المطر من فجوات سقوفهم التي تكشف لهم عورات بيوتهم الطينية .
ومطر الفقراء كريم يغسل الثياب النظيفة , والسجادة القديمة , وأول خطوات الأطفال وحبوهم , وتمرهم وخبزهم الجاف .
ويأتي الشتاء ولا تُثقل مشيهم معاطف تُكسب أجسادهم عافية الدفء فيكتفون بالجلوس حول النّار على مقاعد النعاس وبرد الجالسين يطرد الإغفاء .
وحقولهم تشكي للغيوم تعب الساقية كما يحكون هم أحزانهم لها .

.

إخوة الشقاء يسألون من يدفع بالصخرة من الأعلى : هل يوجد فرصة ثانية ؟ .
كيف يمكنهم أن يُهذبوا حياتهم من جديد , كما تُهذب الطيور عيدان القش بعد أن تجمعها لتصنع منها عشًا ؟.
وكيف لهم أن يشعروا بنفس الأمان الذي تشعر به وتحت أعشاشها تموء القطط كل يوم ؟.
و كيف حين يخاف الطير وفي قمة خوفه لا ينسى أن يطير هربًا ؟ .
كبدء جديد بغير انتهاء . ودرب بلا عابرين . بلا عنوان . وجراح دون دم .



_

 

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله إستراحة الأعضـاء

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين