09-06-2013, 10:07 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
|
|
[ ألم ] .. ،
بقلم .. دانيال ..
وإنني لندمت حين رفعت صوتي عليه في الهاتف..
وطلبت منه أن يأتي فوراً بشيئاً يحلي تلك القهوة ..
التي قسمت رأسي إلى نصفين..
فأحدهم عاش الجنون بعينه ذلك الصباح..
حاثاً خطاه تجاه مكتبي مسرعاً..
كان في أخر مجموعه من عدة مكاتب ..
ينتهي به نهاية الأمل المشؤوم الذي كدر خاطر الأخرين..
هب إلي داخلاً وأعطاني بعضاً من التمر وغادر..
وإنني لسمعت صراخ اللعنات في جوفه..
لولا لقمة العيش وضمان رغد الحياه لما أتيتكم هنا خانع..
في ذلك الصباح عشت أحدى أروع الكوابيس وإنه المحزن أن أراه بعيناي الحقيقتين ..
حين بدا أحد أخوتي الصغار بالتألم من وجعاً في بطنه في النصف الأول من الليل..
وأهل ذلك المنزل ساكنون، كأنما أغشاهم الموت..
وضع أحد يداه الصغيرتين على كتفي وقام بهزها والأخرى كان شاداً بها على بطنه..
لم يستطع أن يتكلم وإن فتح فاه لصرخ جوفه من شدة ذلك الألم..
استفقت بنصف عين .. ناظراً إليه ..
وفي عيناه سيول من الدموع ..
نهضت من فراشي بعد أن تخاطرت أفكارنا وعلمت ما به أسا ..
أخذته في تلك اللحظة إلى المستشفى العام القريب من الحي ..
وبعد أن دخلت إلى عيادة الأطفال..
وأجرينا له ما يجري على الأخرين من المرضى .. ذلك الروتين الممل والذي لا مفر منه ..
أشار علي بأن أبقيه لعدة ساعات على ذلك السرير الأبيض..
فقمت بالتجوال في ذلك المستشفى الذي كان يعج بالبشر ..
وبعد أن نظرت من باحة أحد العيادات ..
أخذت أمشط بعيناي .. عدة مباني كانت للعمليات ولغرف المرضى.. ومبنى الطوارئ ..
أدركت بأن الأجواء مشحونة في كل لحظه هنا..
فصوت سيارة الإسعاف يعصف في كل نصف دقيقة..
وصياح النساء والرجال لفقد حبيب وأخرين فرحاُ لحياة أخر ..
وكم تألمت وتألمت حين تخيلت نفسي مكان كل شخصاً هناك وهناك في كل مبنى ..
وعلمت بأن تلك الأماكن تعج بالصلوات والدعوات..
عدت أدراجي بعد أن أستكلب علي الحزن..
ذاهباً بـذلك الصغير إلى المنزل قبل الشروق..
وهو يحمل في كلتا عيناه الشكر والامتنان..
اللهم شاف كل من يتألم .. آمين آمين
التعديل الأخير تم بواسطة دآنيال ; 09-06-2013 الساعة 10:10 AM
|