تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > إستراحة الأعضـاء

الملاحظات

Ϟ سوآلف وأشياء أخرى بقلمي Ϟ Part 2

إستراحة الأعضـاء

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11 (permalink)  
قديم 16-06-2013, 06:00 AM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

- 4 -
بقلم الكاتبه في صحيفة - الشرق الأوسط -
الأستاذه / أنعام كجة
العدد / 12619



[align=justify]
- 12 كلمة للديكتاتور
ذهب الديكتاتور إلى النوم وهو يفكر في وسيلة جديدة يسيطر بها على شعبه. ولما استيقظ قرر أن يحذف المفردات غير النافعة من لغة الناس وألا يترك سوى 12 كلمة يتبادلون بها الحديث ولا يخرجون عنها. هل ثار الشعب على الرئيس؟ إن الكلمات هي التي تنتفض على الديكتاتور وتطالب بحقها في الحياة على شفاه البشر.

هذه هي فكرة الرواية الجديدة والماكرة للأديب إريك أورسينا، عضو الأكاديمية الفرنسية الذي كتب، في السنوات الأخيرة، عدة روايات تدور حول اللغة وقواعدها. ومن يقلب صفحات «مصنع الكلمات»، يتوهم أنها رواية للصغار واليافعين. ففي كل صفحة، بضعة أسطر تقابلها رسوم كاريكاتيرية وتخطيطات لطيفة. لكنها رواية لكل الأعمار، تبدأ بسؤال: «أين تحرق القواميس؟». وتدور أحداثها على لسان شابة كانت في العاشرة من العمر يوم أصدر «رئيسنا لمدى الحياة وما بعد الحياة» قراره باختزال اللغة.

لقد ظهر، في ذلك المساء، في نشرة الأخبار وكان غاضبا من شعبه الثرثار «شفهيا وتحريريا»، الذي يتكلم ليل نهار ولا يعمل، ووعد بأن يشفي الشعب من تلك العلة. إن الكثير من الكلمات أمر ضار، مثل الكثير من النوتات الموسيقية والكثير من الحرية والكثير من طيب العيش. وفي اليوم التالي، أصدر الديكتاتور قائمة بالكلمات التي يسمح باستخدامها وأمر بحذف كل ما عداها. عاشت الأمة. عاش الرئيس المؤبد.

سكت الناس جميعا على مضض وعاشوا في حزن، وكان بينهم قبطان يهوى جمع القواميس، وشقيقتان تعشقان اللغات المنقرضة كالإغريقية واللاتينية، ومهرب ببغاوات نادرة، وصاحب مقهى يلجأ إليه الأزواج المتخاصمون للتفاهم والتصالح بدل الطلاق. لكن البطلة، بعد طول معاناة، تقرر أن الساعة قد حانت للكلام والاعتراض على قرار الديكتاتور مهما كانت المحاذير. وهي ستستخدم كافة كلمات الحكاية لكي تكون الناطقة بلسان المفردات الغافية في القواميس. إنها ليست متأكدة من أن مواطنيها سيهبون لنجدتها حين تتعرض للهجوم. هل سيغلقون الأبواب والنوافذ ويستغنون عن الورق والأقلام والإيميلات والرسائل النصية؟ ومع هذا تمضي في إيمانها بقدرة اللغة، ولا تريد من الناس سوى آذانهم الصاغية، وأن يفتحوا ذاكرتهم. إن من ينسى المفردات المتنوعة الصالحة للتعبير عن كل أهواء النفس يضمر عقله وتجدب حياته.

يكتب أورسينا على لسان بطلته «نحن لا نستنبط الكلمات، بل هي من يخترعنا». إنها ليست حيوانات صغيرة ناعمة وجميلة، بل مخلوقات تحب المعارك، ذلك أنها وسيلة التعبير عن العواطف ورواية كافة أشكال المغامرات. وهي قد تكون خطرة لمن يرويها ولمن يستمع إليها. وبهذا، فإن بعض الحكايات إعلانات حرب.

ومثلما تبدأ الرواية القصيرة (140 صفحة) بسؤال، فإنها تنتهي بسؤال: «ماذا يكون الحب من دون كلمة حب؟». وعند الانتهاء منها، يخطر على البال أن هناك من الثورات ما اكتفى بكلمتين: «ارحل» و«فهمتكم».

[/align]
  #12 (permalink)  
قديم 16-06-2013, 10:16 AM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

[align=justify]
- 5 -
السواك.. تأثير فعال في تنظيف الأسنان
خصائصة الميكانيكية والكيميائية تنشط الدورة الدموية وتقلل إفراز الأحماض


القاهرة: محمد عجم

أكدت دراسة علمية أجريت بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن نبات السواك له تأثير فعال في القضاء على كل من أنواع البكتريا المسببة لتسوس الأسنان وأمراض اللثة، لما له من تأثيرات ميكانيكية وكيميائية.

وتم من خلال الدراسة، كما يقول الدكتور محمد أبو اليزيد رئيس قسم تقويم الأسنان بالمركز القومي للبحوث، أخذ عينة من طبقة البلاك (الترسبات) الموجودة على الأسنان من فم مرضى يعانون من نسبة تسوس عالية، ثم عزل البكتيريا العنقودية المتحورة المسببة للتسوس، وكذلك البكتريا المسببة لأمراض اللثة وتحديد العدد البكتيري لها، وبعد ذلك تم تجفيف نبات السواك لمدة 15 يوما ثم تقطيعه وتحويله إلى مسحوق بودرة ثم معالجته للحصول على مستخلص مائي.

وأظهرت نتائج البحث أن مستخلص نبات السواك أدى إلى تناقص إحصائي في العدد البكتيري للبكتريا العنقودية المسببة للتسوس، وكذلك البكتريا المسببة لأمراض اللثة، كما وجد أن نبات السواك الخام له تأثير أكثر فاعلية في تقليل البكتريا عن المستخلص المائي. لذا ينصح دائما بضرورة استخدام السواك الخام بانتظام لما له من دور وقائي وعلاجي لحماية الأسنان، علما بأن تأثيره يظهر خلال 48 ساعة من استخدامه.

ويرجع الدكتور أبو اليزيد تلك الفاعلية إلى أن السواك له تأثيران، الأول ميكانيكي، حيث يساعد في تدليك اللثة ويساعد علي سريان الدورة الدموية بها ومن ثم يحافظ عليها من الالتهابات وينظف الأسنان. أما التأثير الثاني الكيميائي، فيرجع لاحتوائه على مجموعة من المواد الفعالة من أهمها مادة «ثايوسيانيدتينوفيو» التي ثبت أن لها تأثيرا مثبطا لإنتاج الأحماض في اللعاب.

يذكر أن تسوس الأسنان ينتج عن تراكم فضلات الطعام التي تتكون عليه بكتيريا تلتصق ببعضها وتتخمر فتفرز أحماضا تؤدي إلى تآكل في طبقة المينا التي تحمي الأسنان من التسوس.

المصدر / صحيفة الشرق الأوسط
[/align]
  #13 (permalink)  
قديم 16-06-2013, 03:28 PM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

[align=justify]
- 6 -

* منقول من موقع ( معلومات مباشر ).

- «هيئة الاتصالات» في معركة «كسر عظم» ضد شركات التطبيقات.. بحجج «غامضة»



تخوض هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات معركة «كسر عظم» مع الشركات المنتجة لتطبيقات المحادثات والرسائل المجانية، في خطوة حذّر خبراء من أنها قد تعيد السعوديين إلى عهد «الفاكس» و«التلكس» والمحادثات الهاتفية الباهظة الكلفة. ووفقا لصحيفة الحياة عجزت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن شرح المبررات التي حدت بها إلى منع تطبيق «فايبر» للمحادثات والرسائل المجانية في المملكة، متمسكة بعبارتها «الغامضة»: «عدم استيفاء المتطلبات التنظيمية (...) ومخالفة الأنظمة السائدة في المملكة». وفاجأت الصحافة المتحدث باسم الهيئة سلطان المالك أول من أمس بأن موقع الهيئة على شبكة «الإنترنت» لا يعرض أية لائحة بـ«متطلبات تنظيمية» تحوي الشروط التي يتعين على الشركات المنتجة لتطبيقات المحادثات المجانية والرسائل و«الشات»، فردّ المالك بأن تلك التطبيقات تخضع لما سماه «بروتوكول الإنترنت».

ومرة أخرى يتضح أن لا وجود على موقع الهيئة لمسمَّى من ذلك القبيل، يمكن من خلاله معرفة الشروط المطلوب الوفاء بها. وفيما تردد على نطاق واسع أن تطبيق «واتساب» سيحظر قبل حلول رمضان، قال متخصص في ابتكار التطبيقات واختراق البرامج إن إحدى شركات الاتصالات في السعودية أبلغته بأنها نجحت في اختراق «واتساب» وأضحى بمستطاعها اعتراض الرسائل المتبادلة من خلاله.

وأكد خبير اتصالات أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ليست لديها لائحة تنظيمية خاصة ببرامج التواصل مثل «فايبر» و«واتساب» و«سكايب» أو ما يعرف بشركات over thetop player. ولفت الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن تحجج الهيئة بأنها أوقفت «فايبر» لعدم استيفائه متطلبات لائحة الهيئة التنظيمية «كلام غير دقيق، لأنه لا توجد لائحة لتنظيم عمل مثل هذه التطبيقات أصلاً». وأكد أن أسباب منع «فايبر» أمنية واقتصادية. غير أن المتحدث باسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المالك نفى وجود أسباب اقتصادية أو تجارية وراء هذا المنع، مشدداً على أن المنع سببه عدم استيفاء المتطلبات التنظيمية الخاصة بالتراخيص التي تمنحها الهيئة للشركات المشغلة، ولمخالفتها للأنظمة السائدة في المملكة، وليس له علاقة بالنواحي الاقتصادية والتجارية.

وأوضح الخبير أن أسباب منع «فايبر» اقتصادية وأمنية، فعلى الجانب الأمني فإن محتوى هذه التطبيقات لا يمكن الاطلاع عليه حتى مع وجود دواعٍ أمنية. أما على الصعيد الاقتصادي فبرامج مثل «فايبر» و«سكايب» و«واتساب» باتت تشكل خطراً على سوق تقنية المعلومات في السعودية. وأضاف: «برامج التواصل المرئي والصوتي مثل فايبر وسكايب ضربت دخل شركات الاتصالات من الاتصالات الدولية، فيما أثر واتساب في العائد من خدمة الرسائل القصيرة».

وكانت أنباء محلية نسبت لمحافظ هيئة الاتصالات عبدالله الضراب قوله إن الهيئة أجرت اتصالات مع ممثلي «واتساب» لحملهم على استيفاء متطلبات الهيئة، لكنه ذكر أن تلك المحادثات لم تسفر عن نتيجة، ورجح أن «واتساب» سيحظر قبل حلول رمضان.

[/align]
  #14 (permalink)  
قديم 16-06-2013, 03:50 PM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

- 7 -

بقلم الصديق العزيز / مانع ال دواس
- مسافة جدار


[align=justify]
المسألة كانت تتعلق بسؤال بسيط ، هل ما يحدث حقيقي !

هذا السـؤال في شكله المبدئي أتى ثلاث مرات وعلى ثلاث مراحل مختلفة، وفي كل مرة تأتي الإجابة واضحة ومقنعة ومستجيبة تماما لقوّة حضور السؤال حينها. بيد أنها في المرة الثانية وهي محل الحديث هنا أتت بشكل غريب، ربما أنها وصلت الإجابة جيداً لكنه لا يدري أين اوصلته تلك الإجابة، والتي أودت بالسؤال إلى قعر عميق، وأحالته شيئاً آخر تماماً في شكله النهائي.

كان قد مضى عليه حينها شهرين، أو أكثر أو أقل، حقيقة أنه لا يدري كم بالضبط، ليس إهمالاً أو لا مبالاة أكثر منه رضوخاً لحالة التشويش التي يعيشها. كان عليه أن يستحم، ولكي يستحم الشخص لا بد أن يذهب إلى أحد الحمامات الأربعة فقط، التي تغطي إحتياج أكثر من مئة وخمسين مثانة وجسداً متسخاً متعطناً من رائحة المكان، ورطوبته النتنه التي تحيا بين جدرانه في سبات قوامه عشرات السنين، غرف تلتصق بعضها ببعض في خطين عموديين متقابلين تفصل بينهما مساحة صغيرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، لم تطأها أشعة الشمس قط، هي وأغلب المساحات في المكان، وفي طفولته مد له أبوه معلومة بأن الشمس تطهّر ما تقع عليه عينها. وذلك المكان في أغلبه كان نجساً إذ أن عين الشمس تقصر عنه، تضاجع كائناته بعضها بعضاً، يُسمع أحياناً فحيحها وهي تنثر مياه الرذيلة في أحشاء بعض.. إما في حمام الركن أو تحت أحد الأسرّة المغطاة بقطع قماشٍ بالية ومتّسخه.

كان المكان يزدحم بالكثير ومن كل الطبقات وتحت تلك الأسقف العارية - إلاّ من سحابة دخان تعانقها - لا يختلف فرد عن فرد ولا يفرق بين كل الطبقات سوى ما يفكرون فيه.

ضوء الشمس الذي لم يكن يصل إلى الكثير من مساحة المكان وفضائه تركه مرتعاً للظل، وإستمرار الظل برد، وزمهرير.. وزمهرير ليست مجرد برد قارس، بل عفن متكدّس في طيّات الظل والبرودة والهواء الآسن. وبقايا آلاف الأجساد التي مرّت من هناك ما زالت هناك، ولن تبرح المكان، رحلت وخلّفت بقاياها لتلتحم مع السقف والحيطان والأرضية الميّتة وتنتج مائدة يتكرر كسادها كل لحظة. ومن حولها تتحلق الأجساد الحاضرة مؤخراً لتطرد قيء الأولى وروائحها الكريهة وتكنس أماكن تضاجع أشدها عُهراً ودون اكتراث يشبه كثيراً لا مبالاة الحارس أمام المكان وخلف الباب المشوّك من الجهة الأخرى للحياة أو العدم. هناك حيث يقف كجدار يفصل مدينتين.

كان عليه أن يدرك تماماً أنه هناك، وأنه هو ذاك الذي كان خارج المكان قبل شهرين فقط تزيد أو تنقص، والإدراك ليس فقط مجرد معرفه، أبعد من ذلك إلى اليقين والتثبت، وهز الرأس بثقة ورويّة وهدوء وتعمّد دلالة على الإستجابة، وإن كان مصحوباً بألم وضيق تنفّس. وحين ينظر للجدار يدرك أنه بضآلته يشكل كل تلك المسافة القائمة بين الزمنين والمكانين والشخصين الذين يتصارعان داخله.

إتجه إلى الحمامات القذرة، في إحدى يديه إبريق، من إبريقين يستخدمهما أفراد حجرةٍ لمّت كل الطبقاتٍ المعروفة لديه والمجهولة تماماً، والتي يظن الشخص أنه سيظل فقط يسمع عنها، أو عن أعمالها و سلوكها.

كانت تلك الحجرة مأوى للنوم فقط، والنوم يكون في منتصف أرضيتها تماماً، تلك المساحة التي بالكاد تحصّل عليها بين زحام الأجساد، وحين يمد الشخص ظهره يتحسس من خلال السجاد المسحوق تحته تفاصيل بلاط أرضيتها، يتدثرون أغطية مرّت على الكثير قبلهم ولا يُدرى كم من القاذورات مرت بها وكم ذابت تحتها من الشهوات الشاذة، وهل يكفيها ما تشربته من ماء الغسيل الدائم وصابونه، أم أن عين الشمس يجب أن تمرّها ألف يوم لتطهُر. أم أن يوم طهورها هو يوم أن تلقى في سلة القمامة كمصيرٍ أخير متوقع.

أخذ ذلك الإبريق الأحمر، ومضى ليجد أمامه طابوراً صغيراً، البعض هناك يجب أن ينتظر في طابور من الرجال كي يستفرغ غثاؤه، والبعض الآخر تدل المناشف المعلّقة على أكتافهم - وكأنهم بائعي خرق ملونه جائلين - بأنهم يريدون الإستحمام.

لسوء حظه أن أربعة ممن سبقوه كانوا يريدون الإستحمام وهذا يعني إطالة أمد الإنتظار أكثر بعد ذاك. كانت ملابسهم ومناشفهم تتدلّى من الأبواب المتعرّين خلفها، بعضهم لا يُلاحظ أنه يريد الإستحمام، والعٌرف هناك يشير إلى أن حمامين للإستحمام وآخرين لقضاء الحاجة، كان عُرفًا يبرز وقت الزحام. وتلك الليلة لم يكن هنالك ما يستدعيه، وأحدهم يوهمهم وبحيلة متكررة عدم رغبته الاستحمام في حين كان يلوي خصره تحت ثوبه بمنشفته. ولم يُدرك إلا والثوب والمنشفة مدلاّة من خلف الباب، لا بأس دقائق هي من الأنتظار لا أكثر.

تلك الأماكن لا تحتمل أكثر من دقائق معدودة، كان يضع المنشفة على رأسه بشكلٍ ملفوف وكأنه مهراجاً هندي، بيده إبريقه الأحمر، وملابسه هي هي لن يغيرها، فقط يريد الإستحمام فليس المجال بسانح للترف والتغيير الدائم للملابس.

وحين أتى دوره ودلف المكان، أدرك أن ذلك المتر المربع هو المكان الأوحد على الإطلاق في مساحة العطن والرطوبة والظل الدائم تلك الذي قد نستطيع قول (خاص) عنه. هناك حيث يأتي حمام الركن تماماً تحت الكاميرا المعلقة في الزاوية، وما هو تحتها بشكل عمودي فإن عينها الأفقية لن تراه، وسيوفّر على عين المتلصص من خلفها رؤية النص الأعلى من جسد المستحم العاري.

خلع ثوبه وعلّقه على الباب بشكل يغطي كامل مساحته العلوية ومن ثم علق منشفته على جزء منه واضعاً في الحسبان أن يكون الثوب واقياً لها من براثن الباب المتآكلة أطرافه بفعل تطايش الماء فغدى كجذع خشبي نخره الضمأ والسوس وطول الأمد ولم يسقط بعد، خلع لباسه الداخلي وكان الإبريق قد بدأ يعبٌّ ماء الصنبور المدار، علق اللباس على الجزء المتبقي من مساحة يحميها الثوب فوق الباب، وعاد ليتجلّى أمام نفسه كطفل صغير، واجه نفسه، قابلها كأول مرة لضرير تفتح عينيه فجأة أمام مرآة.

تحسس جسده كاملاً، يديه بيديه، من أسفل الإذن والرقبة، وأعلى الكتف، ومفصله حتى المرفق والساعد، ودوّر بأبهامه والسبابة على المعصم، حتى تشابكت رؤوس الأصابع.

تلمّس صدره، بطنه، إستدارة خاصرته، فخذاه ورجولته، وانحنى باليدين على الركبتين فالساقين، وتمنى كثيراً لو تحرر من الحذاء لولا قذارة الأرضية التي تلمع بفعل الماء الذي لا يفارقها أبداً ـ وتدس بين أعطافها كل نجاسة الدنيا.

عاد بنفس الكرة من أسفل لأعلى هذه المرة وكان الماء قد بدأ ينضح من رأس الإبريق وفمه، ما إن رجع لاستقامته حتى انحنى على الإبريق ودلق ما فيه دفعة واحدة فوق رأسه، لم يشهق، ولم يرتعش جسده، وكأنه أنكر هذا الماء أو لم يتعرف عليه، ولم ينبس ببنت نفس نشاز. نزح عن عينيه الماء وما يتقاطر من مقدمة شعره، وأعاد الإبريق تحت دفق الصنبور ليمتليء من جديد، فضّل أن يتخذ وضعية الجالس، وصار يسكب الماء دفعة واحدة فوق رأسه ويتلذذ بخط مساٍر يرسمه فوق أنحناءة الظهر، ومع كل إغماضة صغيرة فور تدفق الماء وإنحباس النفس قليلاً يبرز سؤاله أمامه: هل أنا فعلا هنا.. أنا.. أنا؟

هل ما زلتُ أنا أنا ذلك الذي كان يعيش في ذلك العالم الحقيقي. سؤال الشاب الطموح، المقبل على الحياة لم يكن سطحياً، كان أعمق بكثير، ولم يكن التساؤل موجها للجدران التي نبت فجأة من حوله وحاصرته، حتى وضعته في مساحة حرية لا تتعدى متراً مربعاً واحداً فقط. كان مقدمة لسؤال وجودي كبير، من أنا في هذه اللعبة الكبيرة، ولم أنا بالذات!

في تلك اللحظة؛ الماء المتدفق، كان بقوة موج هادر، وبإستمرارية شلال مائيٍ خالد. ينثال فوقه فلا يتوقف وكأن آبار الأرض كلها إجتمعت لتملأ ذلك الإبريق.

وكان في الأعلى تحت كاميرا الزاوية فوراً، يرى ذلك الشخص الذي ينحني بإستحياٍء تحت وشل ضئيل متقطعٍ من إبريقه الأحمر فلا يستمر أكثر من خمس ثوان. كان أول من رآه وأول من عرف الإجابة.

بعد أن إنتهى، أخرج من أعلى الباب بإحدى يديه الإبريق طالباً المساعدة، وهنالك على الدوام من هو مستعد للمساعدة ممن يقف بالطابور أو ممن يغسل يديه أو ملابسه أو ممن يفر من نفسه إليها، سأله أن يملأ الإبريق من الماء المحلّى، من صنبور يتيم خصص لماء الشرب، ليغسل برويةّ ما تعلّق من أملاح الماء القادم من خزّان قديم بالجوار، يقف كشاهد صامت و حزين، تملأ الطحالب جدرانه الداخلية.

نزح عن عينيه الماء ومقدمة شعره، وإرتدى ملابسه دون أن يتجفف وجر نفسه للحجرة كي ينام وكأنه لم ينم منذ دهر. وحين يصحو يدرك أنه كان ينام كل يوم ويصحو كل يوم. وقته كله رهين ذلك المنوال، ولكنها الرؤية التي تتبدّل والصورة التي تتشكّل لتدفع بكرة التساؤل قُدماً ولتحاول محو أثر التشويش الضاغط وتعطي للسؤال أكثر من إجابة، وتريح النفس من التوتّر ولو كذباً، في مهرب روحي من خلال التأمل أو تصنّعه, وإن برز أمام الباب الحارس بلباسه الكاكي أشاح ببصره عنه نحو أفق لا يسدّه بابُ مشوّك أو سجّانٌ مترصّد، وإن قفزت أمام باب حجرته كائنات رثّة أو تساؤلات مرّه نثر ملح تفاؤله فوقها ومضى.

[/align]

  #15 (permalink)  
قديم 17-06-2013, 02:31 PM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

[align=justify]
- 8 -
منقول من صحيفة ( الشرق الأوسط ).
العدد 12619

السعودية: مواطن الشعراء تثير الجدل مجددا
التشكيك بشأن حاتم الطائي يفتح السجال بين المحققين


الرياض: بدر الخريف

رغم أن الجدل بشأن موطن الشاعر حاتم الطائي، كان قديما وكامنا، فإنه عاد مجددا ليطرح في الصحف اليومية والمنتديات الثقافية السعودية، ومعه جدل آخر بشأن مواطن عدد من الشعراء الذين عرفتهم الجزيرة العربية، مثل امرؤ القيس، وعبد يغوث الحارثي، وطرفة بن العبد، وعنترة بن شداد، والأعشى، وجرير، والفرزدق، وذي الرمة، وغيرهم من الشعراء الذين حدد البلدانيون مواضع سكناهم ومرابعهم في كثير من المؤلفات القديمة والحديثة.

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء عدد من المختصين والباحثين والمؤرخين حول هذه القضية، وحقيقة المنهج الذي يستند إليه المشككون.

* د. العسكر: الشك والأسطورة
بداية يشدد الدكتور عبد الله العسكر عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود على أن قضية التشكيك في آدابنا العربية الكلاسيكية وفي شخصيات عربية قضية قديمة قيلت فيها نظريات متعددة. والشك المؤدي إلى اليقين نظرية عربية قديمة قال بها الجاحظ والنظّام قبل ديكارت وكارلو نلليلو ومرغليوث وغيرهم. ثم تبناها بعض العلماء العرب في العصر الحديث كطه حسين. لكن التشكيك في الشعر العربي القديم انتقل إلى التشكيك في وجود شخصيات عربية مثل حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم الواسع أو التشكيك في وجود عنترة بن شداد الذي اشتهر بالفروسية والشجاعة والشعر.
وزاد العسكر بالقول: «ومذهبي أن الشك يؤدي إلى اليقين. وإذا لم يؤدِ الشك إلى اليقين فيصبح الشك ضربا من العبث. ذلك أن الشك من أجل الشك فقط لا يخدم قضية علمية».

وبشأن الجدل الحالي عن شخصية حاتم الطائي، يقول العسكر: «أرى أننا إذا لم نستطع أن نثبت أن شخصية حاتم الطائي أو عنترة بن شداد شخصيات وهمية أو أسطورية، فالأصح أن نقبل بوجودهما بناء على المعطيات المتوفرة. لا أرى أن التهالك والاستمرار في إنكار شخصيات عربية فذة دون الإتيان ببديل ذي فائدة للبحث العلمي. بل أزيد أن شخصيات عربية قديمة أقبلها حتى ولو كانت من الأساطير. فالأساطير الآن مقبولة في ميدان العلم. وهي مهمة لوجدان الأمة وهي تشكل مخزنا وذاكرة لتاريخ الأمة، بصرف النظر عن تفاصيل حياة تلك الشخصيات».

هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم

ويتساءل الدكتور العسكر: ما الفائدة في التشكيك في هذه الشخصية وفي شعره ما دام أن لدينا من القرائن ما يثبت وجوده. وما دام أن المتشككين لا يأتون بما يدحض هذه المعطيات. والشيء نفسه يُقال عن شخصية عربية قديمة دار حولها كثير من الجدل العقيم وهي شخصية حاتم الطائي، وهو شاعر عربي جاهلي (? - 605 م) من قبيلة طيئ. واسمه: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم. ويكنى بأبي سفانة وأبي عد. وهو فارس جواد يضرب المثل بجوده، ويُعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة، بل ويُعد مضرب المثل في الجود والكرم. ومات في سفوح جبل في بلاد طيئ. وتوجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقدته الشهيرة في بلدة توارن في حائل. ومن شعره هذا البيت الذي يُعبر عن فلسفة الكرم عنده:

وقائلة أهلكت بالجود مالنا
ونفسك حتى ضر نفسك جودها
فقلت دعيني إنما تلك عادتي
لكل كريم عادة يستعيدها.

وخلص العسكر إلى القول: «لا أرى فائدة كبيرة من التشكيك في رموز عالية في تراثنا العربي. خصوصا أن المتشككين في شخصية عنترة وحاتم لا يأتون بما يعزز شكوكهم. ومهما يكن من أمر سيظل عنترة وحاتم رمزين شامخين في ميدان الجود والمروءة والكرم والفروسية والشاعرية. نفتخر بهما كما يفتخر الإنجليز بشاعرهم الكبير شكسبير».

* د. أحمد الطامي: استثمار لا ازدراء
من جانبه يوضح الدكتور أحمد الطامي أستاذ الأدب الحديث بجامعة القصيم ووكيل الجامعة للشؤون التعليمية بأن لكل أمة رموزها التاريخية المتجذرة في ذاكرتها الشعبية والثقافية والتاريخية. وهؤلاء الرموز يتحولون في الأمم المتحضرة إلى قوى ملهمة تدفع بالأمة إلى الأمام وإلى استثمار مجالات الرموز لخلق أمة عظيمة تستلهم من رموزها التاريخية.

ويتناول الطامي في هذا السياق حاتم الطائي، الذي كان الشخصية الأكثر في إثارة الجدل والشكوك حولها، موضحا بالقول: «يكاد يكون حاتم الطائي من الرموز التاريخية الموغلة في القدم التي تكاد تكون الرمز الأبرز في خُلق كريم يعد من أبرز القيم التي يعتز بها العرب وهو الكرم. لقد احتفى الوجدان العربي عبر القرون بحاتم الطائي بهذه القيمة السلوكية وبرمزها حاتم الطائي حتى تحول هذا الرمز إلى وجود أسطوري بصفته نموذجا لا يمكن لبشر أن يتجاوزه».

وأضاف في هذا السياق: «أما قضية وجوده الواقعي - التاريخي فقضية ليست جديدة ولا خاصة بشخصية حاتم. كل الرموز التاريخية في عصر ما قبل الإسلام واجهت سؤال الشك والانتحال، ولم يكن الشعر والشعراء هم وحدهم من تعرض لهذا الاتهام أو الموقف التشكيكي. ومن الخطأ أن نتعرض لهذا السؤال انطلاقا من فرضية وجوده التاريخي أو عدمه، إذ إن قصر التشكيك في زاوية ضيقة تفترض وجوده أو عدم وجوده خطأ منهجي في مواجهة قضية التشكيك في شخصية حاتم الطائي».

وأكد الطامي في هذا السياق على ضرورة التخلص من ظاهرة ازدرائنا لرموزنا التاريخية، وفي الوقت نفسه ضرورة توظيف أولئك الرموز توظيفا إيجابيا لترسيخ القيم العظيمة في مجتمعنا العربي، تلك القيم التي اشتهر بها أولئك الرموز. وبالتأكيد لو لم تكن تلك القيم عظيمة ومؤثرة لما تحولت سيرتهم إلى أسطورة واشتهرت وتغلغلت في وجدان الإنسان العربي.

* الضراب: تصحيح الأخطاء
واعتبر الباحث عبد الله الضراب، وهو أحد المهتمين في التشكيك في أسماء مواضع ومنازل الشعراء وغيرها، وله تجربة شخصية في تحقيق بعض المواضع والمنازل ومنها موطن وقبر حاتم الطائي، أن المحاولات الأولى لتحديد المواضع المذكورة في الشعر العربي القديم ومعاجم البلدان مقارنة بالتسميات الحديثة للمواضع بدأت بجهود الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد في كتابه «صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من آثار» الواقع في خمسة أجزاء.

وأضاف الضراب: «قام الشيخ حمد الجاسر باستلام الزمام بعد ابن بليهد حيث خدم هو الآخر هذا العلم أيما خدمة وأعانه على ذلك لفيف من العلماء مثل العبودي في القصيم والجنيدل في عالية نجد وعبد الله بن خميس في اليمامة، وكان من أهداف أولئك تحقيق أسماء المواضع الواردة في الشعر العربي وعلى رأسها ما ورد في المعلقات وهي مواضع اختلفت أسماء أغلبها وبدأت تحمل أسماء مغايرة لأسمائها الأصلية مثل الدحول وحومل وتوضح.. وغيرها».

وأشار الباحث الضراب إلى أن هذه النهضة واكبها نشر الكثير من الكتب التي لم تكن متوافرة قبلا مثل كتاب: «بلاد العرب» للأصفهاني، وهو كتاب أعان على تحقيق المواضع وتصحيح وتصويب الكثير من الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤلفين فضلا عن العوام وذلك لما حواه من ربط الأسماء بالأبعاد بالميل والأوصاف الطبيعية «الطبوغرافية» للمواقع وكل ذلك أسهم فيما وصف بالتشكيك. وعن تجربته في تحقيق الأماكن، يقول: ساهمت بعض الكتب إضافة إلى استخدام المسح الميداني والقيام بالزيارات للمواقع المطلوب تحقيقها وتطبيق الأبعاد عليها والسمت والأوصاف الطبيعية مثل جبل الغراء وهو جبل في رأسه بياض من ذلك اكتسب التسمية، مع تجربة أخرى من خلال تحققي من مواطن وقبر حاتم الطائي في تنغة أو تنعة وقد وصفت بأنها في بطن حائل وأنها مطلع الشمس عن جبال أجا.. وكل ذلك لا يتوفر في القبر المتعارف على أنه قبر حاتم الطائي في توارن.

* حاتم الطائي ليس أسطورة
*د. سعد بن عبد العزيز الراشد
تابعت بعض ما أثير حول حاتم الطائي الشاعر العربي والشخصية ذائعة الصيت بين قبيلة طيئ، ومكانته الاجتماعية والثقافية في قلب جزيرة العرب. وأستغرب من يقول إن حاتم الطائي شخصية أسطورية وإنه لا توجد شواهد حضارية في منطقة حائل تنسب لقبيلة طيئ.

والمتتبع للمصادر التاريخية والأدبية يجد أن قبيلة طيئ يمتد انتشارها في نطاق جغرافي تقاطعت عليه أهم الحضارات في قلب الجزيرة العربية، وهناك الكثير من المواقع والمناهل لا تزال تعرف بأسمائها القديمة كانت ولا تزال مساكن لبطون من القبائل الطائية. ولا تخلو كتب الجغرافيين المسلمين من معلومات قيمة عن الجغرافيا التاريخية لمنطقة حائل وصلة قبائل طيئ بها.

أما حاتم الطائي وشهرته فليس حديث الساعة، ومن يشكك في تاريخه ومصداقية أفعاله فهو ذريعة للنيل كذلك من مشاهير الشعراء العرب في عصر ما قبل الإسلام، الذي يحتفظ بالذاكرة التاريخية والجغرافية لجزيرة العرب. والشعر ديوان العرب وهو من المصادر الرئيسة في توثيق التاريخ وتحقيق المعالم التاريخية والمواقع التاريخية وحركة تنقلات القبائل العربية واستقرارها في أنحاء الجزيرة العربية.

والكرم الحاتمي امتد في عروق قبائل العرب في حائل وفي غيرها، ولا يمكن أن ننفي مكان سكنى حاتم الطائي (توارن) وصحة المكان المسمى موقدة حاتم القريبة منها، ما لم تثبت الدراسات المستقبلية غير ذلك.

يقول حاتم الطائي:
أوْقد فإن الليلَ ليل قَرُ
والريح يا موقدُ ريحٌ صرٌ
عسى يرى نارك من يمر
إنْ جلبْتَ ضيفا فأنت حر

فهذه المعاني النبيلة لا يمكن التشكيك بها والنيل منها، وقد استمرت هذه السمة الجميلة في ثقافة المجتمع في منطقة حائل وفي أنحاء كثيرة من جزيرة العرب التي تشكلت في حاضرنا الملموس في وطن الخير المملكة العربية السعودية. وحري أن يبقى حاتم الطائي في الذاكرة التاريخية، وكذلك بقية الشعراء العرب، نستمد من شعرهم المعرفة بالتاريخ واللغة، ولا غرو أن نحيي ذكرهم بإطلاق أسمائهم على معالم ثقافية وتربوية وحضارية. لقد وجه المشككون في مصداقية منازل حاتم الطائي، نداء للهيئة العامة للسياحة والآثار للتأكد من صحة المعلومة، والواقع أن الاستكشافات الأثرية وأعمال التنقيب والبحوث الأثرية المستمرة في منطقة حائل وفي المناطق الأخرى تخرج لنا كل يوم حقائق ومعلومات جديدة عن البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية كما أنه وفقا لرؤيتها في الخطة الاستراتيجية لتكوين الهيئة هو إبراز التراث الثقافي وعادات وتقاليد الشعب السعودي الفريدة، وما يتميز به من كرم وضيافة وزيادة المعرفة بعناصر التراث الثقافي، والمواطن بالدرجة الأولى شريك أساسي وكذلك مؤسسات الدولة ومنها وزارة الثقافة والإعلام.

[/align]
  #16 (permalink)  
قديم 17-06-2013, 03:28 PM
الصورة الرمزية دآنيال
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع

[align=justify]
- 9 -
منقول ( صحيفة الشرق الأوسط )
العدد / 12590
بقلم الأستاذ القدير / مشعل السديري


هل هناك شيء يعوض الفقد؟!

لا أدري هل أنا الذي يمسك بالقلم، أم أنه هو الذي يمسك بي؟! هل أنا الذي أتشبث به، أم أنه هو الذي تحول بيدي إلى سكين تكاد تقطع أوصالي؟!

مهما كتبت ومهما حكيت ومهما شكوت ومهما بكيت ومهما صغرت الدنيا عندي، ومهما كبرت وطالت واستطالت وطارت، لا تساوي عندي في هذه اللحظة حتى ولا قلامة أظفر. الموت حق، هذا صحيح، ولكن الفقد قاس ورهيب، لا شيء يعوض الفقد حتى لو وضعت خزائن الأرض تحت قدميك.

لست إنسانا متمردا، ولكنني إنسان حزين حزين حزين! ومن هو الذي لا يحزن بفقد الحبيب؟!

لك الله يا أيتها الدنيا التي أمدتنا بالأمل، ثم في غمضة عين سلبته منا، وفوق ذلك كله فقأت أعيننا بمخرز من نار!

لك الله يا أيتها الدنيا غير المأسوف على شبابها وبهرجاتها ومراوغاتها ومخاتلاتها ومفاجآتها وصدماتها، كم أنت خداعة خداعة!

كم أنا آسف وأسيف، أن أسفح دموعي أمامكم، وأنا الذي كنت دائما أتمنى أن أفقد البقية الباقية من عمري لكي أجلب لكم ولو طيفا بسيطا من ابتسامة هاربة، ولكن ماذا أقول وغيوم الأرض كلها مع غربانها تكالبت عليّ اليوم من كل جانب؟! فأرجوكم المعذرة ثم أرجوكم المعذرة.

ولكن فعلا ماذا أقول وأنا الوحيد الشريد الطريد أقلب وجهي بالسماء لا أبحث عن شيء سوى رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء؟!

لا أستطيع أن أتخيل أن كل الأحلام والذكريات والضحكات والممازحات تشطب هكذا دفعة واحدة وبجرة قلم، فأي أمان وأي عاصم بعد ذلك يجمعنا من تقلبات الزمان الواقف لنا دائما وأبدا بالمرصاد؟!

أعرف أن الدور لا بد أن يأتينا إن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد، أعلم ذلك جيدا، وأعلم أن الأشجار تموت وهي واقفة، وأعلم أن الكبير لا بد أن يفطم يوما من لذة الحياة مثلما يفطم الرضيع يوما من ثدي أمه، وأعلم أن العذاب يتغلغل بالقلب مثلما يتغلغل الغرام بالقلب تماما، وأعلم أن اليوم الذي يذهب لا يعود مرة ثانية مهما حصل، حتى لو مزقنا ثيابنا ومعها صدورنا كذلك.

من الصعب أن أشاهد السطور التي هي أمامي الآن وأنا أكتب هذه الكلمات، ومن الصعب أكثر أن أعيد قراءتها مرة ثانية، فكلامي هو مثل رثائي، مثل حياتي كلها وعن بكرة أبيها، ما هي إلا هباء في هواء في ليلة عاصفة.

فيا أخي ويا حبيبي سلمان، انتظرنا أو لا تنتظرنا، فنحن قادمون.

ورحم الله والدي وصدق عندما قال:

الناس بالأيام راحل ونزال
تفجعهم الأيام وهم دالهينا.

[/align]


التعديل الأخير تم بواسطة دآنيال ; 17-06-2013 الساعة 03:30 PM
موضوع مغلق

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله إستراحة الأعضـاء

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 04:45 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين