25-06-2013, 09:24 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: السعودية
المشاركات: 6,351
معدل تقييم المستوى: 3901769
|
|
كان أشعث كان أغبر ملابسه قديمة ومهترئة نشأ في عائلة بدوية مسكينة الحال والده كبير في السن غير متعلم لايملك وظيفة ولاتجارة ليس له من أموال الدنيا سوى قليل من الإبل والمواشي ورثها عن أبيه عن جده والده قد تزوج أمه منذ مايقرب أربعين عاماً غير انه لم يكتب الله لها الانجاب سوى هذا الولد عن عمر ناهز الخمسين حولا هذا الولد الذي كان يذهب للمدرسة كأقرانه ميسوري الحال والذين طالما احتقروه وجعلوا منه دعابة للقاصي والداني خصوصاً ابن ذلك التاجر المره المدلل إن سكت آذاه بالكلام وان تكلم جعل من اسنانه وملابسه الغير نظيفه محط للتندر والفكاهة وان غضب قام المدلل وصحبته بضربه
وعند عودته لمنزله يقوم بمساعدة امه ببعض اعمالها تارة يخض اللبن وتارة ينظف المنزل وعندما يفرغ من امه يذهب مع والده لرعي ماشيته والعمل عليها أي طفولة هذه
أي طفولة ليس فيها وقت للهو واللعب أي طفولة ليس فيها فرح يذكر أن هذا الطفل أتى يوما للفصل ولم يحضر دفتر الواجب فقام المعلم بتوبيخه وعند سؤاله عن سبب فقدانه لدفتره أجاب بأنه قد قطعته ماشية والدة حينما كان يحل الواجب هناك مما جعل المعلم يزد توبيخه ظانا بأنه يتذاكى ويتندر وكان ذلك الموقف بين زملائه الذين تعالت أصواتهم بالضحك غير أن صاحبنا هذا لا يستمر معه الحزن سوى دقائق وغالبا ثواني معدوده حيث أنه كان لا يقابل والديه إلا بابتسامة عريضة لبره بهم و لأنه يعلم مقدار الحزن الذي يشعرون به تجاهه اذا حزن فكان لا يترك الحزن يتملك قلبه ثم قلبين ابواه اذا يصرف فكره عن تلك المواقف ويتطلع لمستقبله تدرج صاحبنا هذا في دراسته ثم درس العلوم الاجتماعية وتخرج منها ثم توظف في قسم الخدمات الاجتماعية في أحد المستشفيات الكبرى وذات يوم كان يشرف على حال امرأة طاعنة في السن قد كتب لها الطبيب أمر الخروج للمنزل إلا انها بقيت طيلة الستة اشهر الماضية بحجة ان لا عائل لها بعد الله سبحانه وتعالى وبعد أن بحث في أمرها اخبرته انها من عائلة غنيه ولها ابن إلا انه لا يكترث لأمرها ولم يزرها طيلة فترة تنويمها حيث سقط في براثن ادمان المخدرات قام بالاتصال بالابن وبعد محاولات عديدة أقنعه بزيارتهم في القسم و محاولة المساعدة وعند حضوره كانت المفاجأة إنه زميله في المدرسة ابن التاجر المدلل نعم هو وقد بدت عليه علامات ادمان المخدرات فلم يتمالك صاحبنا نفسه الا أن قال له بعد ان دللتك والدتك ونعمتك تجازها هكذا فرد الابن العاق مستهزئاً لم يغضبني ابدا أني تركت والدتي مايغضبني حقاً هو أنه أنت من ينتقدني ايها الأشعث الأغبر
عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) رواه مسلم
|