20-06-2008, 12:08 PM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 559
معدل تقييم المستوى: 45
|
|
أميركا: «مبتعثون» سعوديون... «غسيل صحون» و «رعاية أطفال» لمقارعة «
بدلاً من قضاء وقتها بين قاعات المحاضرات ورفوف المكتبة في الجامعة التي تدرس فيها، تضطر «أمل» الطالبة السعودية المبتعثة مع زوجها لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة، إلى «غسيل الصحون» في مطبخ الجامعة لأربع ساعات يومياً. أجبرها على ذلك أزمتها المادية.
دفع غلاء المعيشة الذي ضرب الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة عدداً من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة هناك إلى العمل في وظائف بدوام «جزئي» لتحسين أوضاعهم المعيشية، واضطر طلاب آخرون إلى «رهن» بعض ممتلكاتهم لتوفير المال الذي يكفيهم إلى نهاية الشهر، خصوصاً أولئك الذين لديهم أسر تحتاج منهم إلى توفير الكثير من المصاريف. قصة المبتعثة نورة مختلفة، فهي لم تعمل في غسيل الصحون كما فعلت «أمل»، إذ اضطرتها تكاليف الحياة الباهظة إلى العمل «جليسة أطفال» لبعض العائلات الأميركية في إجازة نهاية الأسبوع، في مقابل 7 دولارات في الساعة للطفل.
وتعود أمل لتؤكد في حديث مع «الحياة» ونشر في العدد الصادر اليوم أن المكافأة التي تمنح لعموم الطلبة المبتعثين لا تتناسب مع غلاء الأسعار وتذبذبها في الولايات المتحدة، خصوصاً مع ارتفاع الوقود أخيراً.
وقالت: «الضريبة التي أدفعها حالياً هي قضاء وقت أكبر في العمل خلال حياتي اليومية، في حين أقضي ما تبقى لدي من وقت قصير في متابعة دراستي والتفرغ لأسرتي». وأشارت إلى أنها تعمل في مطبخ الجامعة بدوام جزئي (أربع ساعات يومياً)، من أجل سداد بعض الالتزامات المتعلقة بأسرتها، وهناك تنسيق مسبق مع إحدى الزميلات لمتابعة طفليها. وأدى التعامل اللائق لنورة وزوجها مع جيرانهما من الأميركيين إلى اقتناع بعضهم بإبقاء أبنائهم لديها لمراقبتهم نهاية الأسبوع، لمدة ثلاثة ساعات في مقابل 7 دولارات في الساعة للطفل الواحد، لكون جليسات الأطفال في أميركا لا يعملن يومي السبت والأحد.
وقالت نورة التي تدرس الماجستير، إن أجور عملها ساعدت أسرتها في تغطية 50 في المئة من مصاريفهم، التي تتضمن الكهرباء والماء والاتصالات بما فيها الإنترنت، وشراء الكتب التي تفرض عليهم كمقررات في الدراسة.
وأوضحت أن متابعة الأطفال لا تحتاج إلا جهد كبير، «ففي الغالب أذاكر دروسي وأنا جالسة مع الأطفال، وأضمن سلامتهم بوضع التفزيون على إحدى قنوات الأفلام الكرتونية».
وأضافت: «غالبية العائلات الأميركية لا تعلم أن طريقة عملي مخالفة للنظام، لكنني بعدما شعرت بخطورة الموقف توقفت عن استقبال الأطفال منذ شهرين، وأبحث أنا وزوجي عن وظائف أخرى لزيادة الدخل الشهري».
فيما ذكر طالب مرحلة الدكتوراه في علوم الحاسب خالد الطخيم، أن تدني مكافأة الطالب السعودي المبتعث معضلة كبيرة في طريق كل طالب لا يتوافر لديه دخل إضافي بجانب المكافأة (1300 دولار أميركي شهرياً).
وكشف الطخيم الذي كان رئيساً لأحد الأندية الطلابية السعودية في أميركا، أن عدداً من الطلاب المبتعثين يقومون برهن بعض من الأمتعة المنزلية نهاية الشهر لمحال الرهن pawnshopبغرض الحصول على بعض المال، لكي يسدد التزاماته الشهرية إلى حين تسلم المكافأة.
وأوضح الطخيم الذي يعمل حالياً في إدارة تقنية المعلومات في الجامعة، أن تدني المكافأة قاده إلى العمل «بدلاً من التفرغ كل وقتي من أجل الدراسة والحصول على معدلات عالية، لتحسين الوضع المالي لي ولأسرتي المكونة من زوجتي التي تدرس أيضاً وطفلتي».
|