كانت تدخل في إطار ثقافة العيب
«بسطات» شبابية لمكافحة البطالة




الحازمي يمارس عمله بكل فخر
بدر البديني ــ الرياض جريدة اليوم

تمكن عدد من الشباب السعودي من اقتحام مجال العمل في قطاعات متعددة ووظائف كانت حتى وقت قريب ينظر إليها من المنظور الاجتماعي غير المجدي الذي يطغى عليه طابع ثقافة العيب غير أن هؤلاء الشباب استطاعوا أن يسجلوا نجاحا ملحوظا في مجالات العمل المختلفة وتحدي البطالة والتصريح بان العمل في جميع المجالات الشريفة ليس عيبا وأن كل الناس يجب أن يعملوا في مهن وظيفية مكتبية والكل يريد أن يبدأ عمله في مراكز عليا ومناصب كبرى ، وأن من لا يحمل شهادة دراسية ليس جاهلا بل الذي يبحث عن لقمة عيش شريفة بكل تأكيد سيجدها في أي مكان وزمان في بلادنا الحبيبة

قيمة
في احد مطاعم الوجبات السريعة المشهورة لفت نظرنا شاب سعودي في مقتبل العمر نحيل نشيط يتحرك مثل النحلة في تجميع بقايا الطعام والأواني ويمسح الطاولات و يؤدي عمله غير مكترث بمن حوله. و يصف عبد الله المالكي تجربته بأنها ناجحة ومثمرة ويقول أنها كفته حاجة الناس والاستعانة بالآخرين. وأشار إلى تردده في أول الأمر بالالتحاق بمثل هذا العمل نسبة لما يسمعه في المجتمع من حوله غير انه استطاع كسر حاجز هذا التردد مقتحما مجال العمل حيث أعتاد عليه بمرور الزمن ويوفر من خلاله حاجياته اليومية والحياتية. وأكد المالكي ان قيمة العمل تزداد لديه يوما بعد آخر من خلال النظرة الايجابية التي يقرأها في أعين الزبائن المختلفين من سعوديين ومقيمين .

شرف
أما نايف الحازمي الحربي فقال: أنا أحد شباب هذه البلاد الطيبة التي نشئت وترعرعت على أرضها وليس عيبا أن أسعى إلى لقمة العيش الشريفة ومن عرق جبيني نشأت إنه بدأ العمل في البسطات الموسمية مثل بسطات الخضار التي ليس لها مواسم محددة وكذلك بسطات المناسبات التي تختص بمواسم الأعياد والمناسبات الخاصة وبسطات الشهر الكريم التي نقوم فيها ببيع السوبيا وعصير التوت. وكذلك هناك بسطات الدهن والسمن والبقل التي تنتشر بكثرة في فصل الربيع والفقع الذي له موسمه السنوي. وأكد الحربي إن هناك الكثير والكثير من الأعمال التجارية التي تصلح لجميع الشباب ولكن بعض شبابنا يتحجج بعدم وجود وظائف يعملون بها بل العكس من أراد العمل سيجده إن شاء الله ولكن عزيمة بعض الشباب محبطة .

مهنة
من جانبه يقول عايض القحطاني الذي يمتلك بسطة لبيع الخضار إنه سيتمسك ببسطته ويستمر في مهنته هذه حتى لو رزق وظيفة أخرى في موقع آخر ويضيف: إن مهنته هذه مازالت تجري بدمه وهي التي فتحت له ذراعيها لتبعده عن شبح البطالة ومرارتها وقسوتها التي خطفت الشباب للأسف. وأشار القحطاني إلى أنه راض عن وظيفته كل الرضا من حيث المردود المادي والأدبي فهو لا يستحي من التصريح بالانتماء لها أمام الجميع لان العمل ليس عيبا إنما العيب هو عدم العمل والاعتماد على الغير .

نموذج
ويقوم في الآونة الأخيرة مواطنون من جميع دول مجلس التعاون الخليجي بزيارة مناطق ومحافظات المملكة لعرض منتجات بلادهم على المواطنين والمقيمين في البلاد من بين هؤلاء التقينا بأحد مواطني سلطنة عمان الشقيقة الذي أتحفنا وأوصل لنا منتجات بلاده التي تشتهر بها السلطنة من فواكه وبهارات وغيرها من مأكولات غذائية مختلفة وعلى رأسها الحلوى العمانية التي اقبل عليها الزبائن بكثرة حتى الموز العماني الذي يتميز بصغر حجمه وطعمه الحلو المتميز وعصير الجوز الطازج الغني بالفيتامينات والفوائد الصحية به. وأشاد الأخوان عبد الله وعايض البقمي بهذه المنتجات التي وصلت إلى البلاد وسهلت علي السعوديين عناء السفر بحثا عنها.