20-07-2013, 10:31 PM
|
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 25
|
|
مرض الــ PKU
مرض الفينيل كيتونيوريا هو أحد اﻷمراض الوراثية المتعلقة بالتمثيل الغذائي(أو ما يطلق عليه اﻷطباء باﻷمراض اﻹستقﻼبية). وهو مرض نادر على مستوى العالم .و يندرج هذا المرض تحت مجموعة أمراض اﻷحماض العضوية , و يتلخص هدا المرض في عجز جسم اﻹنسان في تكسير نوع من العناصر البروتينية.و اختصارا ﻻسمه الطويل إلى حد ما فان اﻷطباء يطلقون عليه اسم مرض (بي كي يو) PKU و هي اختصارا لكلمة (Phenylketonuria).
مقدمة عن البروتينات
يستخدم اﻹنسان البروتينات كمصدر أساسي لبناء الجسم , وهو قادر على اﻻستفادة منها عند الضرورة لتوليد الطاقة , وتتكون البروتينات من عدة وحدات صغيرة تسمى أحماض أمينية ( Amino acids) . ولكي يستفيد الجسم من هذه البروتينات فإنها ﻻبد أن يكسرها أوﻻ إلى مكوناتها اﻷساسية ,مما ينتج عنه العديد من اﻷحماض التي يستفيد منها الجسم ﻹكمال عمليات البناء و إنتاج الطاقة (التمثيل الغذائي ). و مستوى هذه اﻷحماض في دم ثابت و محدد. إن حاجة اﻹنسان مستمرة ﻹنتاج الطاقة , وفى سبيل ذلك فأنه يقوم بتكسير المواد البروتينية إلى عدد كبير من اﻷحماض اﻷمينية ,
و في سياق حديثنا عن مرض PKU فهناك حمضيين أمينيين مهمين وهما:
الفينايل أﻻنين Phenylalanine والتايروسين Tyrosine حيث يقوم نوع من الخمائر (إنزيمات) بتكسير حمض الفينيل أﻻنين ويحوله إلى حمض التايروسين وهو حمض ذو فائدة لجسم اﻹنسان. و ينتج هذا اﻹنزيم من شفرة جينية محددة موجودة داخل المورث (أو ما يسمى بالجين). وهذه الجينات موجودة على الكروموسومات و التي هي أيضا موجودة في داخل النواة في جميع خﻼيا الجسم.
عند وجود خلل ( أو ما يسمى بالطفرة الوراثية ) في الجين (المورث ) المتحكم بهذا اﻹنزيم, فأن نسبة حمض الفينايل أﻻنين ترتفع في الدم وتنخفض نسب التايروسين, و التي تتميز بتأثيرها السلبي و البالغ على المخ بشكل خاص, و الذي يؤثر على الجهازين الحركي والعقلي لﻺنسان. وبشكل عام , فالمواد البروتينية التي قد تفيد اﻹنسان الطبيعي (السليم من المرض ) فأنها قد تضر الشخص المصاب بهذا المرض وتصبح سما ضارا بصحته .
ولهذا المرض عدة أشكال تختلف شدتها من مريض ﻷخر ، بحسب مقدار النقص في الخميرة , فكلما زادت شدة نقص الخميرة زادت شدة المرض و بالتالي يظهر المرض في عمر مبكر (اﻷسبوع اﻷول من العمر ) .
نسبة انتشاره
إن مرض PKU ,من اﻷمراض الوراثية النادرة عالميا,و لكنه من اشهر أمراض التمثيل الغذائي و أكثرها انتشارا. وبما أنه من أمراض الوراثة المتنحية فانه يزداد مع زيادة زواج اﻷقارب علما بأنه قد يحدث في بعض اﻷسر من دون وجود صلة قرابة واضحة و لكن القرابة هي اﻷكثر شيوعا. وبشكل عام , فإننا ﻻ ننصح بازواج اﻷقارب عند وجود مثل هذا المرض في اﻷسرة كما نشجع على استشارة أطباء الوراثة للكشف عن هذا المرض قبل الزواج .
اﻷسباب
مرض PKU ينتقل بما يعرف بالوراثة المتنحية, و هذا يعنى أن وجود طفل على اﻷقل في اﻷسرة يعني تلقائيا إن اﻷبوين حاملين للمورث (الجين ) المسبب لهذا المرض, و هذا تلقائيا أيضا يجعل احتمال إصابة طفل أخر بنفس المرض هو 25 % في كل مرة تحمل فيها اﻷم( واحد من كل أربعة), و أن نسبة 75% ( ثﻼثة من أربعة ) يكون الطفل بأذن الله سليم. و لكن علينا التنبه أن هذه النسبة تكون خﻼل الحمل و ليس لها عﻼقة بعدد اﻷطفال السليمين أو المصابين السابقين. وللمزيد من المعلومات عن الوراثة المتنحية يمكنك الرجوع إلى مطوية الوراثة المتنحية.
اﻷعراض اﻷولية للمرض*
سنركز حديثنا عن النوع اﻷشد خطورة و اﻷكثر شيوعا, هو ما يطلق عليه النوع التقليديClassical , و الذي يتميز بحدوث اﻷعراض المصاحبة للمرض في عمر مبكر، غالباً وفي الدول المتقدمة يتم كشف المرض قبل تفاقم اﻷعراض، أما في حالة عدم إكتشاف المرض فإن الطفل بتشنجات أو تأخر عقلي ويكون حجم الرأس أصغر من الطبيعي، وتراكم كميات كبيرة من حمض الفينايل اﻻنين يظهر رائحة مميزة في الجلد، أما نقص حمض التايروسين فإنه يؤدي إلى إعطاء الجلد والشعر لوناً فاتحاً بسبب نقص صبغة المايلين.
التشخيص*
يعتبر مرض الــ PKU من اﻷمراض النادرة والتي يصعب على الكثير من اﻷطباء التوجس والتفكير باحتمالية حصولها ﻷي مولود, إﻻ إذا تم إخبار الطبيب بوجود طفل سابق مصابا بنفس المرض. وبشكل عام, ينبغي للطبيب المعالج التفكير والتوجس بوجود أي مرض للتمثيل الغذائي, عند انعدام وجود أي تفسير سريري أو مخبري لتدهور صحة المولود العامة, وعندها يجب على الطبيب المختص عمل الفحص الشامل ﻷمراض التمثيل الغذائي(اﻹستقﻼبية), والذي يجب أن يكون تلقائيا , خاصة عند وجود حالة مماثلة لدى احد اﻷقارب خاصة بنوا العمومة و اﻷخوال. يتم فحص حديثي الوﻻدة عن طريق عينات دم تؤخذ منهم ويتم الكشف عن كميات الفينايل أﻻنين المرتفعة ويجب الـتأكد ما إذا كان ارتفاع حمض الفينايل أﻻنين هو مرض PKU أو نقص في بروتين يدعى BH4 حيث أنه يؤدي لنفس اﻷعراض. الرجاء الرجوع لمطوية مرض الفينايل أﻻنين BH4.
العﻼج
مرض PKU كغيره من اﻷمراض اﻹستقﻼبية الوراثية ﻻ يوجد له عﻼج ناجع وشافي . ولكن عند التمسك التام بالحمية الغذائية وأتباع اﻹرشادات الطبية و إعطاء اﻷدوية الﻼزمة يمكن الحد بشكل كبير من المضاعفات الشديدة لهذا المرض خاصة اﻷعراض السمية الشديدة نتيجة ﻻرتفاع حمض الفينايل أﻻنين إلى مستويات عالية أدت إلى تلفها.
اﻷمر المهم أيضا و الذي يجب التركيز عليه هي الحمية الغذائية, فكما ذكرنا سابقا أن هذا المرض ناتج عن زيادة الحمض اﻷميني الفينايل أﻻنين و الذي يوجد في البروتينات, لذلك يجب التقليل منها, إلى الحد اﻷمثل والمنصوح به في مثل هذه الحاﻻت. كما يجب أن ﻻ ننسى أيضا أن الفينايل أﻻنين في نفس الوقت مهم جدا لنمو الجسم, لذلك فإن المحافظة على نسبة محددة منه في الدم بكمية مناسبة و ﻻزمة ﻹكمال عمليات النمو والبناء في جسم اﻹنسان من اﻷمور التي يجب أن ﻻ نغفل عنها.
إن هذا التوازن الغذائي بين الكمية المهمة للنمو والمستوى الضار للمريض هو من أهم النقاط التي ينبغي الحرص عليها , لكي ﻻ يسبب النقص الحاد لهذه المواد نقصا مزمنا في النمو , وعلى النقيض فان الزيادة تؤدى إلى انتكاس المرض وفقدان السيطرة الكلية عليه. هناك العديد من المنتجات الغذائية والحليب المعد مسبقا والمصنع خصيصا لهؤﻻء المرضى يحتوى على النسب اﻷمثل من اﻷحماض اﻷمينية والمواد الغذائية اﻷخرى .
عند فطام الطفل المصاب, يجب أن ﻻ ننسى أن القاعدة اﻷساسية هي الحذر التام من المواد البروتينية ( اللحوم , اﻷلبان ومشتقاتهما ) , مع الحرية في تناول المواد النشوية (السكريات)و الدهنية و الفواكه و الخضروات . وبشكل عام , فان هذه النواحي الغذائية وغيرها تستدعى المتابعة المستمرة ﻷخصائي التغذية المتمرس في مثل هذه اﻷمراض , كما ينبغي الحذر المستمر عند إدخال نوع جديد من اﻷطعمة لم تكن تعطى سابقاً للمريض .كما يجب قراءة جميع مكونات المواد المعلبة و المحفوظة لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على مواد مضرة بالطفل.
المضاعفات
1) التأخر العقلي و الحركي بجميع الدرجات ( شديد ،متوسط ،خفيف ) , وهدا التأخر يرجع إلى ضمور خﻼيا المخ , و كلما لم يتم التحكم بمستوى الفينايل اﻻنين بمستويات مقبولة, كلما تأثر المخ وتعطل نموه في فترة الطفولة الحرجة (و لتشخيص هذا الضمور يمكن عمل فحص أشعة الرنين المغناطيسي أو اﻷشعة المقطعية للمخ ورؤية هده التغيرات) .
2) ضعف البنية مع ضعف الشهية لﻸكل.
3) الصرع أو التشنجات.
إن تشخيص هده المضاعفات قد تحتاج لعمل الكثير من الفحوصات , لتحديد شدتها , والعمل مبكرا للتقليل من آثرها على حالة الطفل . كما أن تشخيص المرض مبكرا بعد الوﻻدة, والتمسك الصارم بالتعليمات الطبية قد يجنب المولود حصول هذه المضاعفات .
طرق الوقاية والفحص المبكر للمرض*
هناك عدد محدود من المراكز العالمية البحثية التي قد يكون لديها المقدرة على تشخيص الجنين المصاب بالمرض , و ذلك في حدود اﻷسبوع 10-13 من الحمل , ويتم ذلك بتحليل عينة خﻼيا من السائل اﻻمينوسي أو المشيمة (لجدار الكوريونى المحيطان بالجنين) وقياس نسبة الخميرة المسئولة عن حصول المرض (اﻹنزيم ) بدقه . و للمزيد من طرق فحص الجين الوراثية كتيب الفحص الوراثي خﻼل الحمل. و نظرا لعدم توفر العﻼج لهذا المرض فانه من معرفة إصابة الجنين تكون مفيدة فقط في حالة النية في إسقاط (إجهاض) الجنين المصاب حسب الفتوى الشرعية.
أما التشخيص الوراثي للجين ( المورث) المسبب للمرض لدى الزوجين و اﻷوﻻد , فأن هذا يتم عن طريق البحث عن الطفرة المسببة للمرض و التي عن طريقها يمكن معرفة ما إذا كانت اﻷطفال السليمين من المرض حاملين للمرض كأبويهم أم ﻻ.و يقوم الطبيب بإجراء هذه الفحوصات عند البلوغ أو عند النية بالزواج.وإذا ما كان الشخص حامﻼ للمرض فإنه يترتب أن يجرى فحص آخر للمرآة أو الرجل الذي ينوى الزواج منه.و لكن لﻸسف ﻻ تتوفر هذه الفحص الدقيقة إﻻ في القليل من المراكز عبر العالم .و كذلك عن طريق الفحوصات الوراثية على البويضة الملقحة قبل غرزها في الرحم و ذلك بالطريقة المعروفة بطفل اﻷنابيب (Preimplantaion Genetics Diagnosis)،
و ﻻ تنسى آخى و أختي الكريمين أن تخبر طبيبة النساء و الوﻻدة و الطبيب المتابع لطفلك السابق عند التخطيط للحمل القادم, وذلك ﻹتباع الوسيلة اﻷمثل لمتابعة الحمل و لعمل الفحوصات الﻼزمة مباشرة بعد الوﻻدة و قبل أن تدهور حالة المولود الجديد.*
|