20-08-2013, 06:19 AM
|
(عضو لم يقم بتفعيل عضويته)
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 371
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشَّجر الأخضر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يروق لي هذا النوع من التساؤلات ...
أولاً: دعينا نأوّل السؤال.
أيّهما: اختيار بين أمرين أو شيئين.
أهمّ: أولوية قصوى ونهائية بالنسبة للمرء أو السائل أو المجيب.
الشكل: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يقترب من معان لغوية مثل: السطح، الظاهر، البارز، واضح للعيان ....
العمر: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يقترب من معان لغوية مثل: العمق، الباطن، المخفي، غير واضح للعيان...
- بالنسبة لي - انحاز إلى هذا التأويل:
أيّهما أهمّ الظاهر أم الباطن؟!
هذا هو بيت القصيد.
ثانياً: هناك علاقة بيولوجية إحيائية بين مظهر الإنسان وصورته وشكله وعمره.
قال الله تعالى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [غافر: 67]
وأيضاً قوله تعالى:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [ الروم: 54 ]
فالإشارة للطفل تظهر من صورته، وكذلك الشاب والعجوز..
وهذه هي الصورة الطبيعية... ولكن المعنى الطبيعي واسع جداً فهو يشمل أيضا العوامل الوراثية بأنواعها والتغييرات البيئية الأخرى؛ فيظهر لنا امتزاج جديد من خلق الله سبحانه وتعالى.
فهناك العائلات أو السلالات البشرية يكثر فيها صفة أو صفات معيّنة وتقلّ أو تنعدم أخرى.
وليكن الشيب مثلاً في عائلة أ، فنجد بعض أفراد عائلة أ، يكثر في شعورهم البياض رغم صغر سنّهم وقبل وصولهم مرحلة الشيخوخة. وكذلك بالنسبة لباقي الصفات الآخرى المادية والمعنويّة.
ثالثاً: التعرّف على مواقع الأهمية بالنسبة للشكل(الظاهر) والعمر(الباطن) حسب ما تقتضي الأحوال.
# عند التكليف بالواجبات والأعمال الشآقة واتخاذ قرارات قصوى.
يجب مراعاة العمر، وعدم الأخذ بمعوقات/ محددات الشكل إلّا بالحدّ الذي يؤثر على طبيعة المهمة أو القرار.
# عند طلب الزواج أو العمل أو أعمال أخرى ذات صفة اجتماعية واعتبارية.
يجب أن يحتلّ الشكل(الظاهر) موقعا بارزاً - في تقييم الأهمية - دون أن يؤول إلى إهمال العمر ومتطلّباته. بحيث أن الشكل لا يقف عند اعتبارات المظاهر الحسنة إنما الغوص إلى اكتشاف عمق وثراء وعراقة التجربة الإنسانية أو الجذور التي ينتمي إليها المرء.
# من الناحية الدنيوية البحتة:
يغلب على الناس الوقوف عند الظاهر، والاكتفاء بالانطباعات الأوّلية، دون التحقق منها. وللأسف، رغم سهولة أخذ الأحكام المبدئية عن الأشخاص إلّا إنّها مصحوبة بتكاليف باهظة جداً.
فيحجب عن الناس الكثير من الحقائق الموضوعية التي تساعدهم على التعامل أو السلوك بصورة أفضل...
# من الناحية الآخروية، مواعظ الأنبياء عن ربّهم سبحانه وتعالى ووصايا الحواريين والصالحين:
قال الله تعالى:
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان: 16]
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [لقمان: 17]
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18]
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ[لقمان:19]
وقوله تعالى:
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ[الطارق: 9] فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا نَاصِر [الطارق:10 ]
وفي الحديث النبوي الشريف:
حديث أبي هُريْرة "إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ "
(المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ خالد بن عثمان السبت، دروس علمية، شرح كتاب رياض الصالحين).
وفي حديث نبوي آخر:
(( لا تَزُولُ قَدَمَ ابنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبّه حَتّى يُسْأَلَ عن خَمْسٍ: عن عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وعن شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ ))
(المصدر: موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية:
محاضرات وندوات خارجية - لبنان - المحاضرة 37 : محاضرة في بيروت بدار الفتوى - إدارة الوقت .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2003-11-03)
والسلام ختام.
|
مشكووووره وماقصرتي
على الشرح الوافي والمقنع
|