قصه أحببت أن تشاركوني قرأتها
اعتدت منذ دخولي للجامعة أن أرى في كل فصل كلمة ( متعثـّــر ) ؟!
منذ أول فصل دخلت فيه و كلما ظهرت نتائج الفصل ، يُكتب لي في الجدول ..
( وضع الطالب متعثـّــر ) !
لا يكاد يمر فصل إلا و أتعثـّــر في مادة أو مادتين و أحياناً ثلاث مواد مِن أصل خمس !
و أرى طالبات مثل وضعي تماماً ، لكن موادهن تنزل و تسير جداولهن بشكل سلـِـس ..
إلا أنا !
تتعقـّــد أموري و أمور جدولي ..
فأحاول مِن هُنا و هُناك كي أعدّل و أصحح الوضع ، لكن لا فائدة !
في العام الماضي ..
نزلت لي مواد الفصل الدراسي الأول ، و كالعادة .. مواد قليلة و ساعات قليلة !
بدأت الدراسة ، و بدأ معها هـَــمّــي !
و مضت الأيام حتى بدأت الاختبارات ثم ظهرت النتائج ..
نأخذ النتائج مِن موقع الجامعة ، و لا نتكلف الذهاب للجامعة .
فتحت الموقع و دخلت على النتائج ..
و حينها ..
رأيت الذي لا يسر !
تعثـّــرت و لم أنجح !
اعتدت على هذا الوضع ..
لكن لا أدري ما الذي أبكاني حين رأيت النتيجة ..
و بدأت أتمتم " إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها "
أخذت أكررها ..
تركت الجهاز و اتجهت إلى غرفتي ..
جلست في زاوية الغُرفة خلف الباب !
أخذت أبكي و لي نشيج و أزيز !
بكيت بحرقة ، و رددت " إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها "
تذكـّـرت قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
فقمت و وقفت بين يدي الله ثم كبـّــرت و بدأت أصلّي ..
صليت و أنا أتألم و دموعي بللت وجهي و غطاء رأسي ..
أحسست براحة و سكينة ، و سألت الله أن ييسر أمري .
بدأ الفصل الثاني ..
نزلت المواد الخاصة بذلك الفصل ، و حاولت أن أضيف مواد الفصل الأول الذي تعثّرت فيه ..
لكن و كالعادة ، فطلبي غير مُجاب !
بدأت الدراسة ..
و رأيت شيئاً عجيباً !
رزقني الله قوّة ًفي الحِفظ و الفَهم لم أعهدها !
و سخـّــر الله لي أعضاء هيئة التدريس ، و تسهـّــلت أموري بشكل عجيب .
كان يـُــشرَح الدرس الصعب فأفهمه مِن أوّل مرّة !
كنت أقرأ و أحفظ مباشرةً ، و لم أعاني مِن حِفظٍ أو فِهم ..
اختبرت اختبارات الفصلية وحصلت على درجات عالية جداً !
ثم اختبرت الاختبارات النهائية و درجات كبيرة و عالية !
حصلت على معدّل مرتفع ، ما حصلت عليه منذ دخولي للجامعة !
حينها تذكّرت قولي " إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها "
فلقد رأيت الخيرَ و كل الخير ..
و قلت في نفسي :
ياليتني منذ دخولي للجامعة قلت " إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها "
لكن ..
قدّر الله و ما شاء فعل .
انتهت القصـّـة .
أوردت القـِـصة كي أقول :
أننا في مواطِن كثيرة ننسى الله !
ننسى ذِكره سبحانه ..
ننسى { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ }
و أنـّــه ما مِن أمرٍ إلا و هو بيده سبحانه .
اذا لم تترشحي أو تكدرتي من أمر أو أن تعسرت الامور قولي
إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها
إننا بحاجة كبيرة لتصحيح بعض المفاهيم كي تسير حياتنا بصورة أفضل و أسهل .