هولاء الشابين لهم معاناة لأنهم متخرجين جامعيين وا تجاوز عمرهم أربعين عام من ضمن ألف خريج عاطل فلن تجد أفضل شاهدا من بطلي مادتنا الصحفية , وإذا اردت ان تثبت بالادلة والبراهين على مدى غياب التخطيط في عدد من الوزارات الحكومية فلا تتردد كثيرا , وإذا اردت ان تشاهد خفايا مسلسل ( الضياع ) على حقيقته فتابع حلقات مسلسل الشابين علي وعيد , وإذا اردت ان تجدد في خطبة طارق بن زياد الشهيرة بدون ان تتلاعب في المضمون فما عليك سوى ان تردد مع الشابين علي وعيد ( البحر من ورائكم والعطالة أمامكم فأين المفر )
لن تحتار كثيرا للعثور على إجابة على التساؤلات المذكورة فمن خلال قراءتك للسيرة الذاتية للمواطنيين عيد وعلي ستجد إجابة شافية يشيب من خلالها شعر الطفل كما شاب شعر عيد وعلي وسيحفظ التاريخ فرحة شابين جامعيين وئدت ودفنت طموحاتهم في خدمة الوطن كأعضاء صالحين وفاعلين مع بيروقراطية ( معالي ) الوزير و(سعادة ) نائبه و(وكيل )وزارته و(مدير ) قسم و(رئيس )شئون
الإسم / عيد ظاهر عيد الحمدي
الجنسية / سعودي
من مواليد 15 / 12 / 1387 أي ان عمره تخطى الثانية والاربعون
المؤهل / بكالوريوس تاريخ منذ اكثر من اثنا عشر عاما ولازال عاطلا مع سبق الإصرار والترصد
الخبرات الحياتية / يتيم الأم والأب , وبكل فخر من درجة مواطني الطبقة الكادحة
أما عن الحالة الإجتماعية , فهو أعزب حتى الآن لانه وبحسب وصاية االمعنيين على توظيفه لم يحن الوقت له للزواج
أما السيرة الذاتيه لزميله الآخر فهي كالتالي :
الإسم / علي حميد الجهني
الجنسية / مواطن سعودي
ولد في 2 / 6 / 1391 بمعنى ان عمره شارف على الأربعين
تخرج قبل احدى عشر عاما من كلية التربية سابقا والتي تحول إسمها فيما بعد إلى جامعة طيبة
ولازال عاطلا على الرغم من حصوله على عدد من الخبرات وشهادات التقدير اثناء عمله في مدرسة اهلية براتب 1200 ريال شهريا لمدة سنة فقط , اما الآن فهو وحسب تأكيده عاطلا عن العمل وعلى باب الله الكريم ...
الخريج الجامعي علي حميد يكشف عن الصلع دلالة لكبر عمره
أما حالته الإجتماعية فهوعكس زميله عيد حيث انه اعلن شق عصا الطاعة على العطالة و الفقر اللذان تسببا في ضياعه وقام بثورة هائجة تمخض عنها زواجه الذي نتج عنها عدة اطفال أبرياء لازالوا يتضورون جوعا بسبب الحصار المفروض على والدهم العاطل
العلامة الفارغة / إنتشار الشيب والصلع في رأسه وامراض السكر والضغط
وإذا كانت السيرة الذاتية للشابين عيد وعلي مختلفة في بعض جوانبها فإن القاسم المشترك فيها أن العمر المتبقي لهم في الحياة الوظيفية هذا ( إذا تم توظيفهم ) لن يتجاوز 17 عاما ومن ثم سوف يتم إحالتهم للتقاعد لبلوغهم سن الستين والشئ المؤكد انه لن يتم ترشيحهم لمنصب ( وزير ) لعدم توفر سنوات وظيفية كافية لديهم , أما عن احلامهم والتي (احتضرت) أكثرها فهي الحصول على
( التعيين في الوظائف التعليمية ) فقط .. فقط ...فقط .. لانه حق من حقوقهم حيث ان الراتب الذي سوف يحصلون عليه ليس صدقة او هبة من جيوب الوزاراء او نواب ووكلاء الوزارات المتسببة في ضياع هؤلاء الشابين
علي وعيد خريجان جامعيان برتبتي عاطل
هيا لنكمل الإستماع للشابين علي وعيد فلعل سماعنا لهموهم تنفيسا لما تحمله صدورهم من كراهية وحقد على كل من تسبب في ضياعهم حيث يقولا : إننا نناجي كل قلب وجد به شئ من العطف والرحمة والشفقة سواء مسئولا او معنيا بتوظيفنا ان ينظروا في احوالنا فقد مزقنا الإنتظار فمنذ حصولنا على وثيقة التخرج الجامعية ونحن رفقاء لضنك المعيشة واسرى للحاجة والفقر وامنيتنا لهؤلاءالوزراء و المسئوليين الذين ينعمون بالجلوس على الكراسي الوثيرة أن يكفروا عن إهمالهم ويراجعوا حساباتهم قبل ان يحاسبهم الخالق القهار يوم الحساب وينتقم لنا جراء ماتسببوا فيه من ضياع وحرمان في حياتنا الدنيوية ,, فأيدينا واكف الضراعة والإلتجاء لرب الجلالة نعرفها بدون وسيط وبدون الحاجة للوقوف امام بوابة وزارة الخدمة المدنية وبدون الإنتظار لإحتياج وزارة التربية والتعليم وبدون معرفة المخصصات المالية لوزارة المالية وبدون الإطلاع على خطط وزارة التعليم العالي
المرجع : جريدة المدينة يوم الخميس 24/6/1429هـ منتديات ينبع المستقبل