02-07-2008, 08:31 PM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 559
معدل تقييم المستوى: 45
|
|
بنجلاديشى يمتلك 100 دكان فى جدة
عاشور، بنجلاديشي وصل إلينا - حافاً جافاً - قبل عقود: اليوم يتربع هذا البرجوازي على مفاتيح عاشور التي تنوء بحملها وبلا مبالغة شاة مكتنزة. وصل إلينا لازماً ظل الحائط، لكنه اليوم (يمتلك) مئة دكان في سوق الشاطئ الجداوي، فما هو سوق الشاطئ؟ هو باختصار مربع بنجالي خالص ومن أراد أن يثبت لي استثناء واحداً في ذلك السوق الضخم فسأنسحب بكل هدوء من الكتابة. وكلما أذهب لسوق الشاطئ، أسأل عن عاشور فتذبل وجوه (ملاك) الدكاكين: يقفون احتراماً للاسم ثم دهشة وجلة من السؤال. يتربع عاشور فوق ثروة مدهشة. ذات مرة شاهدته بقلب السوق معتمراً نظارة شمسية بعيد العشاء وقد أحاطت به صفوف البنجال كأنه مهاتما الهند أو دلاي لاما التبت. لباس سهرة صاخب وقد تدلت من عنقه قلادة صفراء. أما الخواتم والأساور فهي بلا مبالغة أيضاً تنوء بحملها دجاجة متوسطة الوزن. يمشي عاشور بين الصفوف وخلفه (مائلاً) لليسار، بنجالي آخر من أولئك الذين مازالوا في بدايات الخروج من ظل الحائط. لهذا البنجالي مع عاشور عمل وحيد: أن يمسك بالسيجار الهافاني الفاخر كلما أراد عاشور أن يضع تلك العصا من يديه. يخرج عاشور من سوق الشاطئ مودعاً بمثل ما استقبل به. يستقل سيارة فارهة قد لا يشهد مثلها ذات الشارع طوال شهر، وبالطبع، لا يفتح عاشور بابها ولا يغلقه مثلما هو تماماً لم يلامس جلد المقعد الأمامي اليسار وإن كان بكل صدق لم يجرب بعد برجوازية الركوب في المقعد الخلفي حيث المساحة ربع غرفة مستطيلة. والجوهري الأهم في كل مساحة عاشور أنه يستند إلى حائط صلد وإن كان لا يلزم الظل. يذرع عاشور كل الأرض بطريقة نظامية. لا يحمل عاشور في جيبه ورقة توريط ولم يمهر توقيعه على ربع وثيقة: أشك أنه حتى يقرأ أو يكتب ناهيك عن قدرته على تكرار إكليشة التوقيع. يحمل عاشور في جيبه إقامة نظامية ***** المفعول وهو لا يحتاج لغيرها أبداً كي يدير كل هذه الثروة بالتستر. يدخل عاشور كل دكاكينه فلا يجد عليها حرفاً من اسمه ولا صورة لسحنته. كل دكان لديه باسم الكفيل، فيما يتفضل سعادة المعقب بالتكفل بكل الأوراق. كل دكان في سلسلة عاشور يرفع أوراق الغرفة التجارية والجوازات والدفاع المدني حسب آخر الأصول ووفقاً لآخر التعليمات وبجوار هذه الأوراق على يسار - الكاشيير - صورة منسوخة لتصريح فتح الدكان وكل عامل في السلسلة مستوف لكل الشروط النظامية. الفارق أن سلسلة عاشور منطقة بنجالية محررة وكل بنجالي في السلسلة الهائلة يعمل بالنظام (الحرفي) تحت دمغة الأوراق الرسمية لكفيل، لكن المدينة بأسرها تعرف أن كل السوق الضخم لا يعمل تحت كفالة أحد: إنه الأنموذج الوحيد بالتستر لأكبر سوق بنظام السوق - المفلوتة - التي سنتجمل معها باسم السوق الحرة. تتحدث الأنباء أن عاشور يؤجر السلسلة من الباطن لبني جلدته بالاحتكار الذي لا يستثني بداخلها سحنة دخيلة واحدة. يشترط من كل فرد أن يستوفي كل الأوراق النظامية ويشترط أكثر من هذا كشفاً شهرياً حتى بتسديد مخالفات المرور على كل فرد إن وجدت. يأخذ من كل فرد منهم من (الباطن) خمسة آلاف ريال في الشهر ولا أحد يعلم حتى اليوم الوسيلة التي يأخذ بها منهم مثلما لا يعلم أحد على الإطلاق ترتيبات (الظهر) مع الكفيل. والخلاصة أنني أدعوكم لثلاث تجارب مع عاشور: الأولى أن تعثروا عليه رغم أن اسمه النظامي بداخل الحاسوب. الثانية أن تكتشفوا خيطاً وحيداً لقصة تستره وهذه محبوكة لا يدخل منها خيط إلى ثقب إبرة. الثالثة، أن تعطوه تأشيرة خروج كي تقطعوا ذيل الثعبان لأنه، وتحت تدبير عاشور، ثعبان بألف رأس، فعاشور قد ضرب الحسابات حتى لهذه اللحظة.
2 - ملك السويكت: آسيوي آخر ولن نذكر السحنة ولا الجنسية حتى لا نتهم بالتحامل على مؤامرات احتيال. يسيطر هذا الإمبراطور على صناعة الثياب في أكبر شارع للخياطة بالمملكة. له الفضل وهو يسترنا بالثياب التي يسبغ عليها مع الزمن كل جديد بالموضة. لم يسأله أحد من قبل: لماذا يصنع هذا الإمبراطور لنا جيوباً واسعة وأكماماً بحجم الكفوف فوق القلوب. لن أسترسل في قصة هذا الإمبراطور لأنه صورة كربونية من قصة عاشور وباستطاعتكم أن تدبلجوها ولكن: كم ألف مرة ستكتشفون مثل ذات النماذج في كل الشوارع والأسواق والمهن؟ كم عاشور يعيش بيننا اليوم بالاستنساخ في كل مكان ومع هذا مازلنا نعيش لوكاً في مفردة البطالة والدخل المحدود. الذي روى لي قصة عاشور قبل أن أذهب محاولاً كشفها بالتحقيق قال لي إن ذات عاشور لا يحلم اليوم بشيء قدر حلمه بشيء واحد: بطاقة أحوال مدنية سعودية حتى لو كانت مقابل كل شيء. هو مستعد أن يعود لنقطة الصفر تضحية بكل شيء إن امتلك هذا الكنز الذي يفتح مفاتيح الأرض ومغاليقها. كم هي هذه البطاقة السعودية حلم للملايين كي يدخلوا بها سوقاً ضخماً فيما نحن لا نعرف أرقامها وصورنا عليها إلا عندما تطلب منا شهادة أو تزكية في المحكمة.
|