05-10-2013, 07:52 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 104627
|
|
" كلام يكتب بماء الذهب لابن تيمية رحمه الله "
✒:
(( فمن الناس يغتاب موافقةً لجلسائه وأصحابه وعشائره ؛ مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت ،
وربما يقول دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه ، ..
أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ، وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه ...
ومنهم من يخرج الإغتمام فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطو على التشفي به ، و لو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به ، وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه ...
[مجموع الفتاوى
٢٨-٢٣٨/٢٣٦]
|