![قديم](tl4s-btalah2020/statusicon/post_old.gif)
10-10-2013, 12:06 AM
|
عضو مهم جداً![](images/5stars.gif)
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 510
معدل تقييم المستوى: 1700386
|
|
احذروا من ذي الوجهين فإنه لا أمان له
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) . صحيح الجامع .
وفي رواية ... أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانين يوم القيامة من نار ))
وفي هذا الحديث الجليل بألفاظه الناصعة بيان لصفات لصيقة – ( ملتصقة ) بمن كان على هذه الشاكلة من الخُلُق الرديء , والعمل السفيه .
الصفة الأولى : أنه شر الناس في الدنيا .
الصفة الثانية : أنه من شر الناس في الآخرة .
الصفة الثالثة : أنه ذو نفاق يغاير من خلاله ظاهره باطنه .
الصفة الرابعة : أنه صاحب نميمة وغيبة .
الصفة الخامسة : أن له لسانين من نار – يوم القيامة - , لتعكس عليه صنائعه – من حاله – سهامه .
... ومن خلال هذه الصفات الخمس الأساسية يتعرف الناظر البصير إلى أهم الملامح التي تنجبل عليها نفسية ( ذي الوجهين ) هذا ؛
التي من خلال سوادها وظلامها يقوم بممارسة عادته الشهية إلى نفسه ! اللذيذة في عقله ! لأن نفسه صغيرة وعقله ضيق !!
( ذو الوجهين ) صغيرٌ صغيرٌ , مهما كَبرَ اسمه , ومهما عَظُمَ رَسمُه , ومهما زاد حجمه , فمقاييس الدنيا ليس لها عند الله تعالى مكانٌ أو منزلة ...
( ذو الوجهين ) محدود العقل و محدود النظر , ومحدوديته – هذه – وَلَّدَت عنده ضعفاً مكشوفاً ؛ لا ( يُقَوِّيه ) إلا بممارسته النفاق القولي والعملي الذي هو نفسه غطاء شفاف رقيق لا يكاد يستر نفسه !
وذو الوجهين ظاهره رشاد *** وباطن قلبه سوء يراد .
( ذو الوجهين ) مريض في قلبه , عَيِيٌّ في خُلُقه , لا يجد للصدق مذاقاً , ولا يعرف للحق طريقاً !
فتراه يلج الطرق الملتوية , ويستخد الأساليب المُلتفَّة ؛ لإثبات وجوده , بين ( رَبعِه ) و مُريديه , و ( تمكين ) ذاته بين جماعته و ( موافقيه ) مُلَبِّساً عليهم , ومُخَوِّفاً إياهم ...
وهو في هذا كله يحاول جاهداً أن ( يُقنع ) نفسه بنفسه ! وأنى له ذلك ؟!
( ذو الوجهين ) يُجيد القفز والتجاوز !! القفز فوق الأبواب , والتجاوز عبر النوافذ ؛ فهو لا يأتي البيوت من أبوابها , وإنما يدخل من الشقوق ! أو يتسلق الجُدر ..
( ذو الوجهين ) يعيش في شقاء مستمر , وتعاسة دائمة , لأنه لم يذق حلاوة الصدق , ولم ينعم بجمال الحق , وإنما تجرع مرارة الغيبة , وشَرِقَ بغصة النميمة !!
( ذو الوجهين ) يسعى حثيثاً أن يُوجِدَ لنفسه مكاناً بين الناس ؛ فتراه يَدُسُّ أنفه بين الكبار , ويَزُجُّ نفسه بين الفِخام .. لِيُثَبِّتَ منه الأقدام , ولكن ... هيهات هيهات ؛ ما أن يقف إلا وتراه ساقطاً , وما أن يقوم إلا ويتكبكب على عينه هاوياً ...
ومهما تكن عند امريءٍ من خليقةٍ *** وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ
( ذو الوجهين ) هذا – غارق في النميمة إلى أُسِّه ؛ لا يكاد يَبين من هول بأسه : كعبه من رأسه !! فالغيبة شرابه , والنميمة طعامه , والطعن هواؤه , والكذب ماؤه ...
( يحاول ) المرة تلو المرة أن يُقلع ! فيجد نفسه ( مخنوقاً !! ) فيرجع !!
و ( يُعاهد ) بالتوبة : فإذا هو ( لفعائله ) – لحالته – ذو أوبة ؛ فتاراه يسارع في الكيد غادرا , وبالناصح له ( متربصاً ) وماكرا ...
وإن مما يزيد ( هذا ) إغراقاً فيما هو فيه : وجود من يُزيِّن له فعائله , ويزخرف له صنائعه ..
دون كلمة حق يُسمعه إياها , أو نصيحة صدق يُبديها له ... لَعَلَّه ... لَعَلَّه !!
فهذا الخائض , وأعوانه ومن معه – هم – كمثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( شرار عباد الله : المشَّاؤون بالنميمة , المُفَرِّقون بين الأحبة , الباغون للبُراء العَنَت ) أخرجه أحمد ( 4 / 227 ) عن عبد الرحمن بن غنم وانظر غاية المرام ( 434 )
... ((يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ))
من كتاب ( الجموح عن الآخرة – ص 52 – 58 ) لفضيلة الشيخ علي الحلبي حفظه الله ورعاه -
منقول
----------------------------------------------------------------
أيها الأكارم ما مدى انتشار مثْل هؤلاء وكيف يمكن للإنسان أن يستطيع الجلوس مع مثْل هؤلاء فمثْل هؤلاء ربما يكون معك اليوم وينقلب ضدك غدا ... نسأل الله أن يكفينا شرهم
------------------------------------------------------------
آراؤكم تثْري الموضوع
|