05-11-2013, 12:16 AM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
الدولة: جده
المشاركات: 174
معدل تقييم المستوى: 116489
|
|
هـم الليـل وذل النـهار
المتـقـاعـدون .. هـم اللـيـل وذل النـهار !!
محمد العصيمي
لا أعول كثيرا على الحبال (الذايبه) لمجلس الشورى فيما يخص الحد الأعلى لرواتب المتقاعدين، فهذا المجلس، الذي لا أكن له إلا كل احترام، ليس بيده إلا التوصيات التي يسقط الكثير منها في الطريق إلى الجهات التنفيذية، التي يتحرك بعضها، بتوصيات وبدونها، مثل سلحفاة أكل الدهر عليها وشرب. وهذا، على كل حال، ما أخبرني به عضو سابق بمجلس الشورى، من أنه لو طبقت الجهات التنفيذية بالسرعة المطلوبة كل توصيات المجلس من نشأته إلى الآن لما وجدت تحفظا أو شكوى واحدة من مواطن تجاه أي أمـر من الأمور.!!.
ولذلك فإن ما أعول عليه حقا في موضوع رواتب المتقاعدين الضعيفة هو القـرار الرسمي الحاسم الذي يصدر من جهة تنفيذية ويجري تطبيقه على الفور. ولا أظن أنني بحاجة لأستعيد معكم الاسطوانة المشروخة عن من أفنوا أعمارهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم ويستحقون منا كل التقدير، فهذا الكلام لا يقدم في معيشة الكثير من المتقاعدين ولا يؤخر.. هم ونحن نعلم ما قدموا وما بذلوا وترديد هذه الاسطوانة لن يفيد أحدهم في شيء حين يراجع حسابه في البقالة المجاورة، التي يشفـق عليه صاحبها من محدودية الدخل وضنك المعيشة.
ثم إن المتقاعد، وهذا الكلام لجميع من بيدهم هذا الملف، ليس لديه أمل إلا في الرأفة بحاله وزيادة معاشه بما يستر حياته وحياة أسرته، فهو ليس شابا متعطلا يرجى توظيفه، ولا يرى أمامه سوى كلاما (فارغا) للاستفادة المدفوعة من خبراته التي تراكمت عبر السنين. وهذا يفتح ثغرة أخرى في التعاطي الوطني والاجتماعي مع المتقاعد، حيث لا توجد إلى الآن آليات حقيقية لحصر المتقاعدين وخبراتهم وقياس درجة استعدادهم لمزيد من العطاء الوظيفي، الذي يؤمن لمن يرغب منهم مداخيل إضافية ترفد صعوبات معيشتهم.
وهذا، طبعا، إذا تجاوزنا عن أن إنساننا بعد تقاعده من حقه الراحة والاستمتاع في حياته مثله مثل كل متقاعدي العالم، الذين تنفتح أمامهم أبواب حياة جديدة بمجرد أن يخطوا الخطوة الوظيفية الأخيرة. وقد رأيت بعض هؤلاء المتقاعدين في دول كثيرة وهم يعيشون أيامهم بالطول والعرض ويتزودون من مباهج الحياة ما طاب لهم هذا التزود أو التزيد، في ظل ما توفره لهم رواتبهم الجزلة وما تقدمه لهم بنوكهم المحلية من تسهيلات خاصة تـتيح لهم فرص حياة كريمة ومريحة.
وبالتالي فإن (متقاعدنا الضعيف) الذي تـتقاذف العديد من الجهات ملفه الحائر وتنظر إليه بنوكنا، التي تعودت على احتضان الهوامير، شزرا، سيظل يعاني إن لم تحصل التفاتة جادة لأوضاعه ويتخذ قرار لا يقبل التأويل والمماطلات والمماحكات برفع سقف راتبه لسد حاجاته وفواتير حياته الباهظة التي تضرب أطنابها في كل ركن من أركان حياته وتقلبه بين هـم الليـل وذل النـهار.
نزل موضوعه بجريدة عكاظ وحبيت اخذ ارائكم فيه وربي حرام وضع المساكين المتقاعدين
|