**على قــدر الألم يكــون البــكاء**
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين...اما بعد..
قد يكون في بداية اي موضوع كتابي..سواء كان مقالة او قصة او رواية..قد يكون من اصعب الادوات التي يختارها الكاتب
هي تلك المقدمة لما سيكتبه..او سيخبر به..لست بذلك الفيلسوف الخطيب او المتحدث المفوه لأني لم اتعلم تلك العلوم..
لكن بالنسبة لي حاولت ان اختار مقدمة لما سأكتبه..فلم اجد صعوبة تذكر للمقدمة التي سوف ابدأ بها..لأني وجدت نفسي اكتب بلا قيود تكبلني..او حواجز تعيقني.. في اختيار مقدمة الكلام والحديث
المكان:بنك ....-فرع الحمراء
التاريخ:10-2-2007
هناك كان بداية عملي...ولنقل بداية المرحلة التي لن انساها في حياتي ابداً...بدأ هذا الفرع وبدأت معه حياتي العملية
بداية كنت احمل معها التطلعات والامال والامنيات...ان احقق ما اصبو اليه في هذه الحياة العملية..
من تجسيد روح الاخوة بين افراد الفريق الواحد.وعكس القيم والمبادئ والمُثل التي علمني اياه والداي..وتعلمتها في المدرسة وانا صغير..واشياء اخرى كثيرة..لكني اكتشفت ان التنظير في هذه الامور شيئ وتطبيقها واقعياً شيئ آآآآخر بعيد عن الافق..
يختلف في مضمونه وفحواه..في سره ونجواه..
مضت الايام...وتناثر افراد هذا الفريق العملي..مابين من رحل لفرع آخر..وبين من انتقل لادارة اخرى..وبين من ذهب خارج البنك..فبقيت انا الشخص الباقي من ذلك الفريق والاقدم في هذا الفرع..
لم اكن اتصور ولو للحظة ان ابقى في نفس المكان الذي بدأت منه حتى هذا اليوم..
لكنه اولا واخيرا هو اختيار الله سبحانه وتعالى لي وهو قدر مكتوب لي قبل ان اتي لبنك ......
لكني في النهاية كنت ضحية اشخاص لم يقفوا بجانبي ولم يدعموني..رغم شهاداتهم لي بأني متميز على كافة الاصعدة
من الانضباطية والانتظام والخلق الرفيع..فيكفيني شرف تلك الشهادات التي لن انسى فضل اصحابها علي ابدا
فلا اتذكر اني في يوم من الايام تهربت عن اداء عملي او اني اختلقت الاسباب للهرب من الدوام والعمل بحجج غير صحيحة
بل اتذكر تماما اني في احد ايام اجازتي عدت للعمل من تلقاء نفسي حباً واخلاصاً لعملي..
ولأني شخص في داخلي وقرارة نفسي لم اتعود على الكسل والخمول والتراخي كغيري..لكن للاسف لم ينظر لهذا الامر في عين الاعتبار ابداً...
كم هو مؤلم جدا ان تكون ضحية للاخرين..والمؤلم اكثر واكثر ان لا يحس احد بألمك..فتكون انت ذلك الشخص الذي يبتسم وقلبه يقطر دماً والماً..
المرة الاولى التي كنت ضحية فيها..هي مديري السابق..مدير فرع الحمراء الذي كان له
اشخاص محبوبين لديه فكانت لهم تلك المعاملة الخاصة..
فكان هؤلاء الموظفين هم المقربين له..فلم اكن ذلك الشخص القريب...ولا اتذكر اني خلال فترة ادارته للفرع اني دخلت لمكتبه سوى مرات قد لا تتعدى اصابع اليدين...فلم اكن ادخل الا لغرض يخص العمل او متعلق به..عكس بقية الموظفين الذين كانوا على الدوام ملازمين بالجلوس لديه لسبب او بدون سبب فقط لاجل كسب الولاء والقرب والاستفادة من المدير ليس اكثر من ذلك..
كان هذا المدير دوما ما يثني على عملي واجتهادي وانضباطي في العمل والفرع والمجهود الكبير الذي كنت ابذله في ضبط الية العمل واجراءاته داخل الفرع..لكن للاسف كل تلك الثناءات والشهادات ذهبت ادراج الرياح لانها لم تنعكس على وضعي الوظيفي سواء من ناحية المزايا المالية او غيرها..
كان ذلك المدير يملك من العلاقات الشخصية والقوية داخل بنك .... الشيء الكثير..تلك العلاقات كانت كفيلة بتحسين وضعي الوظيفي سواء بترقية او زيادة..فعلاقته فقط مع مدير شبكة الفروع تلك العلاقة الوطيدة كان بامكانه ان يفيدني من خلالها باعطائي ترقية او ما شابه ولم يكن في ذلك الامر اي حرج عليه..لكن قد تكون حجته بأن مدير شبكة الفروع شخص لا يحب الواسطة والمحسوبية ابدا ولا يريد ان يدخل المجاملات في عمله باي شكل من الاشكال..لكن كلامه هذا لو كان صحيحا لكان طبقه على نفسه فمدير شبكة الفروع السابق ذهب لأحد البنوك وجلب معه مدير فرع الحمراء هذ واخرين ا!!!
فأي واسطة واي علاقات ومجاملات التي هي ليست من اولويات مدير الشبكة والتي كان يتحدث عنها هذا الشخص الذي لم ينفع موظف لديه..كان هو وباعتراف شخصي منه ان هذا الموظف يستحق من يتعب لأجله..لكن للأسف لم ينفعني في ذلك الوقت...فكنت في هذا الموقف ضحية لهذا المدير...
بعد تلك الاحداث والامور التي مررت بها...ومع مرور الوقت..جاء ذلك المدير الجديد..الذي كنت ارى من خلاله ذلك الشخص الذي لن تتكرر تلك الصورة التي عايشتها..من التمييز في التعامل مع الموظفين..ووجود المحسوبية والمعاملة الخاصة من مديري السابق..
لكن مع تعاقب الايام اكتشفت ان الامر هو مجرد تكرار لما عايشته..فمع مرور الوقت وقبل مجيئ موظفين جدد لهذا الفرع..
سنحت لي الفرصة بالحصول على ترقية كمشرف للفرع..لم اكن ارى نفسي اني سوف اخدم بها البنك والفرع..لأني لا املك تلك المهارات المطلوبة لها..فاعترفت بصعوبة المهمة المطلوبة مني..والاعتراف ليس ضعفا بقدر ماهو شجاعة مني..لاني سوف احاسب على ذلك امام الله سبحانه وتعالى...فالعمل امانة قبل كل شي..فرفضت هذه الترقية وشرحت الاسباب لهذا المدير ووضحت له اني ارغب في ترقية اخرى في مجال وادارة اخرى استطيع ان اخدم من خلالها بنك .... الذي لطالما كنت تواقاً لخدمته شغوفا بأن احترق لاجل عملي ونثر الابداع بعيدا عن مجالي الحالي وهو مقابلة الجمهور الذي قضيت فيه فترة كافية...فتفهم الوضع ووعدني بتلك الوعود الزائفة..
ومرت الايام..وسنحت لي الفرصة الانتقال لادارة شبكة الفروع..و التي رشحني لها هذا المدير..وذهبت للمدير الاقليمي للمنطقة الوسطى والذي كان يحتاج لموظف لديه في تلك الادارة واكتشفت ان الوظفية هي وظيفة عادية لايوجد فيها اي نوع من الترقية او المكافأة فكان الغرض الاول منها والاهم هو خدمة المدير الاقليمي والذي عرفت فيما بعد انه صديق مدير الفرع وان علاقته به على قدر كبير من القوة والمتانة...حتى اكثر من علاقة المدير الاقليمي بغيره من مدراء الفروع بحكم الارتباط الاداري بينه وبينهم..
لم تتم تلك الخطوة وعدت لما كنت عليه سابقا..ولكن كانت العودة جدا مختلفة تماما..كاختلاف الالوان والاشكال..
اكتشفت انه ليس هناك اختلاف بين المدير السابق والمدير اللاحق..فجميعهم كان لديهم موظفين مقربين..ومحسوبية وخلافه
لكن قد يكون الوضع الذي عشته مع هذا المدير..اشد مراراة وقسوة وظلماً..
كان هو اكثر من يشيد يجهودي وعملي وتضحياتي التي ايضا ذهبت ادراج الرياح..
كان دوما يشيد بعملي ويقول: لولا الله ثم انت يافلان واعني بها نفسي لضاع الفرع..واختربت الامور..واختل توازن العمل..
لعل الله اختار لي هذا الوضع لاعرف اني كنت شخص ناجح وسط مجموعة لم تحب في لحظة من اللحظات ان تتحمل ضغط العمل والكد والتعب باستثناء بعض الموظفين الذين رسموا لوحة غاية في الجمالية في الجد والاجتهاد وخدمة العملاء..
فالطيور الحرة لا ترضى سوى بالقمم العالية كي تعيش فيها وترفض الظلم والمحسوبية وعدم الانصاف والتفرقة في التعامل بين الموظفين الذي يمارس عليها دون وجه حق..
لم اكن اعرف شخص كان يقوم بعمل خدمة العملاء سوى شخص واحد وبشهادة المدير نفسه سواء المدير السابق او الحالي وكل الزملاء من مدراء العمليات وصرافين ومسئولي ومدراء العلاقة والزملاء الاخرين الذين عرفتهم في الادارات الاخرى والذين يعرفون حقيقة ووضع الناحية العملية والانضباطية في هذا الشخص وهو انا للاسف الشديد..
استفسارات القروض والحسابات الجارية والمحافظ والصناديق الاستثمارية وآلية التمويل والبطاقات الائتمانية واعتماد جهات العمل واجراءات مراسلات الادارات ذات العلاقة بسير العمل والشيكات وبطاقات الصراف والكثير والكثير من عمل خدمة العملاء الشخص الذي كان يقوم به هو كاتب هذه الاسطر..والعهد الخاصة ببطاقات الصراف ودفاتر الشيكات وبطاقات الائتمان كانت لو قت طويل وطويل جدا في عهدة هذا الموظف..لم تسلم لغيره سوى في فترات قليلة جدا لا تكاد تستحق الذكر..جميع مراسلات المعاملات الخاصة بالعملاء من طلبات البطاقات الائتمانية وعقود التمويل وتنشيط الحسابات وتحديث البيانات والحسابات الجارية وجميعها كنت اكثر موظف يقوم بها والتي يتم ارسالها اما بشكل دوري او بشكل يومي لعدد من الادارات كادارة دعم القنوات او ادارة تمويل الافراد او ادارة مركز البطاقات والكثير من الادارات..كانت جميع تلك المعاملات يقوم بها ذلك الشخص وهو انا..وبالامكان الرجوع لتلك الادارات والتأكد من ان التوقيع والرقم الوظيفي التي تحمله تلك المراسلات وتلك المعاملات هو توقيعي ورقمي الوظيفي..ذلك الموظف الذي كان يرى في اداء العمل والقاء جميع المهام عليه نجاحا وتحدي للذات..وهذا دليل على صدق كلامي وليس ادعاءا بما ليس فيني..وما يدل على مراراة الوضع الملقى على عاتقي..انه في تاريخ 27-11-2010 هذا التاريخ الذي مرضت فيه فاستاذت قسرياً من العمل في ذلك اليوم لاحساسي بالتعب..ورغم غيابي كان قلبي مع الفرع وعملائه..وزملائي الموظفين..خشية ان يكون هناك ضغط يواجههم..وفي اليوم التالي عندما جئت للفرع كأن بي ابحث عن شيء فقدته خلال يوم واحد من غيابي فقط..جلست ابحث عن شيء لا ادري ماذا اسميه..هل اسميه الخوف على الفرع..ام الخوف انه هناك خطأ في الية العمل حدثت اثناء غيابي..ام هو فقط الحرص على ان يكون العمل سائر على اكمل وجه..او ربما هناك مساعدة استلزم الامر مني ان اقدمها ولم اعلم عنها..لكني لم اكن اتصور حقيقة ما جرى عندما علمت ان الفرع لم يفتح فيه اي حساب جاري في ذلك اليوم..فكانت المرة الاولى التي لا يفتح فيها حساب جاري لاي عميل منذا مايقارب الـ3 سنوات وقد يكون الفرع الوحيد في ذلك التاريخ من بين فروع بنك .... الذي لم يقم بتسجيل اي عملية فتح حساب..مع العلم ان المستخدم الخاص بمشرف خدمة العملاء والمستخدم الخاص بمدير علاقة العملاء لديه الصلاحية لفتح الحسابات..لكن فقط هو سبب واحد الذي كان سبب في حدوث ما حصل..وهو عدم الشعور بالمسئولية وعدم مراقبة الله عزوجل في اداء العمل..فلا ضير في ذلك ان غاب هذا الشعور من احساس الموظف فلا نستغرب حدوث اي شيء..فلان وهو انا كاتب هذه الاسطر.. كان هو الشخص الذي دوما ما يسأل ويوجه له السؤال والاستفسار في هذا اغلب واكثر عمليات خدمة العملاء وكأن بقية الموظفين باستثناء البعض منهم هم تكملة عدد لا اكثر ولا اقل..فلم يكن احد يرغب منهم في التعلم والاستفادة في شيء هو مطالب به لانه من صميم و صلب عمله ويجب عليه التعلم..لكن لا الومهم في هذا الشيء الخاطئ..واوجه اللوم للمدير الذي لم يكن يعرف في فنون الادارة سوى اسمها فقط وان المنصب شيء من الكماليات..
لو كان بالفعل هذا المدير مديراً بمعنى الكلمة لما رضي بأن يلقى العمل على شخص واحد..او ان يكون المرجع لهذا الفرع وعمل الفرع هو شخص واحد..
حتى ارشيف الفرع الذي يحتوي على ملفات المعاملات كان السواد الاعظم منه والنسبة الكبرى منه يحمل توقيعي والرقم الوظيفي الخاص بي كشاهد على اني كنت الركن الاساس في هذا الفرع وفي انجاز كافة المعاملات الخاصة بالعمل...لكن للاسف كل ذلك لم يكن ليشكل او ليمثل نقطة في بحر..ولا حتى عملي وحيدا في قسم خدمة العملاء مابين منتصف2009 وحتى اخر ايام عملي كوني كنت الشخص الثابت في هذا القسم وتعاقب عليه اسماء فبقيت انا الباقي فيه لخدمة العملاء..رغم كل ذلك خرجت من البنك دون اي ميزة تذكر على الصعيد الوظيفي..لكنها الواسطة وما ادراك ما الواسطة؟؟!!
ذلك الفيتامين القوي ذو المفعول السحري..الذي يجعل من الكسول شخص بارز...ومن المحب لعمله شخص مهمش..
ذلك الفتامين المسمى بفيتامين واو الفيتامين الذي حاولت مجازاً البحث عنه في الصيدليات ظناً مني انه يباع هناك..لكني عرفت انه لا يباع لان الكل سوف يتهافت عليه..
عشت في هذا الفرع اسوء سنوات حياتي على الاطلاق..عشت من خلالها تحت ادارة مدير الفرع الذي لم يكن يلقي لي ادنى اهتمام او رعاية..فقط كان يوهمني بأنه بذل وفعل وقدم لي تلك الوعود الزائفة التي لتم تترجم الى شيء واقعي ملموس في الحقيقة..مارس علي اشد انواع القتل..وهو القتل النفسي..كان دوما يثني علي بأني مميز و..و..و..وفي المقابل لم ينعكس ذلك الثناء الى تطبيق حقيقي على ارض الواقع..فلم يلحقني ترقية او زيادة راتب.. او حتى بونص سنوي تم توزيعه في نهاية عام2009 وكل الموظفين حصلوا عليه وكانت المفاجأة اني لم احصل على شيء يذكر..حتى بعض زملائي تفاجأو بذلك لمعرفتهم بأني اكثر من كان يتعب ويقضي الساعات الطوال في العمل..واول من كان يأتي حيث كنت آتي باكرا للفرع منذ الساعة الـ7:30 واخر من كان يخرج وقد يرى البعض ان حضوري مبكرا وخروجي متأخر ليس بالضرورة ان يكون بهذا الشكل لكني تعودت من تلقاء نفسي على النظامية والانضباطية من واقع حياتي الشخصية..وفي النهاية لم احصل على ذلك البونص..لكن من باب حفظ ماء الوجه لذلك المدير فلم يوصي ان احصل على ذلك البونص..ذلك المدير الذي لم احصل منه الا على كلمات: الله يقويك يافلان وهو انا..الله يعطيك العافية يا فلان..بيض الله وجهك يافلان..انت من خيرة الموظفين يافلان..
تلك الكلمات التي كان وقعها اليماً في نفسي وانا اعلم انه كان يهزأ بي لاني لن احصل منه سواء على هذه الكلمات..
منذ عملي في ذلك الفرع وحتى تاريخ تقديم استقالتي كان اجمالي المرات التي دخلت فيها مكتب مدير الفرع قرابة الـ34 مرة!!
وبقية الموظفين كانوا في اليوم الواحد يجلسون في مكتب المدير اضعاف هذا الرقم وكأن هناك شيء يجذبهم لذلك المكتب..وحده النفاق والتملق ولاشيء سواه..مدير العمليات ومشرف الفرع ومدير العلاقة..كانوا دوما هم المقربين...وكانوا هم دوما سبب معاناتي وسبب لكل ما قاسيته من الاهمال والتهميش ولا انسى مديرهم ايضا مدير الفرع الموقر..
مدير العمليات..الذي كان دوما منذ قدومه للفرع اختل حال الفرع واصبح في الحضيض..كان التأخير دوما في تعميد العمليات الخاصة بالفرع وايضا التأخر في الحضور في الوقت المحدد لساعات العمل فهو يجب ان يكون القدوة لغيره في الانضباط لكن للاسف الواقع خلاف ذلك..كان ذلك هو السمة والديدن الذي تراه منه..كنت اذا طلبت منه تعميد عملية فتح حساب او ماشابه..يأتي ويوقع الاوراق..ومن ثم يذهب لكن الى اين؟؟
يذهب لمكتب المدير ويضحك ويبتسم.او تجده يلهو في جوال الآي فون الخاص واخر تطبيقاته تاركاً العميل ينتظر وانا انتظر معه انهاء معاملته المتوقفة على تعميد مدير العمليات!!!
مشرف الفرع..الولد المدلل والمحبوب لدى مدير الفرع..كيف لا وقريبه المدير الاقليمي السابق والذي سمعت انه يكون خاله والشخص الذي يحبه مدير الفرع ليس حباً فيه..بل حباً لمنصب خاله ولعلاقة المنفعة التي تجمعه...ولولا ذلك لما كان هذا المشرف وخاله محبوبين لديه..
كان دوما ينكر و بشدة بل ويرفض ان لهذا المشرف معاملة خاصة عن غيره...
وكان دوما يصر انه مثله مثل بقية الموظفين من حيث المعاملة..
والدليل الاستثناءات التي كان يحصل عليها والاجازات والاستئذانات..والكثير الكثير...الذي كان يجرح قلبي ونفسي ويزداد يوما بعد يوم احتراقي من الداخل..كنت دوما احترق من الداخل..وانا اراهم مجتمعين سويا...مدير العمليات ومشرف الفرع ومدير العلاقة ومدير الفرع...كنت ارى انهم هم الذين سرقوا مني البسمة...سرقوا مني الرغبة في النجاح..سرقوا مني كل شيء..واخذوه دون وجه حق...وياليت الامر اقتصر على ذلك..بل انهم استغلوني وعلى رأسهم مدير الفرع الذي استغلني ابشع استغلال..
فعندما حصلت لي فرصة جيدة كنت اتمناها وعملت على تحقيقها وسعيت لها من تلقاء نفسي للانتقال
لادارة"مركز تمويل التجارة"الخاص بالضمانات البنكية رغبة في ان احقق فيها طموحي الوظيفي وان اخدم بنك .... قبل كل شيء وكان هو نفسه قد اعطاني الضوء الاخضر والموافقة من قبله للتنسيق لما اراه مناسبا لي ولمستقبلي الوظيفي..وعندما سنحت لي الفرصة طلب مني مهلة كي يعرض الامر على مشرف المنطقة.. كي ياخذ موافقته..وعندما اتى لدينا في الفرع وفاتحه بالموضوع..علمت من نظرة العيون ان الطبخة معدة مسبقاً لتعطيل امر انتقالي تحت حجة النقص وعدم وجود البديل ومن هذه الاعذار...فلم يكن لي حيلة ان انتصر على اشخاص متفقين علي ولديهم السلطة..
كان بامكان مديري تمرير امر انتقالي باسهل مايكون كونه هو ومشرف الفروع من اعز الاصحاب وعيال عم كما يقول بالعامية..لكن قرر استمرار مسلسل الاستغلال البشع لي..ومشرف الفروع لا اقول له سوى حسبي الله ونعم الوكيل عليك..لانك لم تراعي حق الله تعالى فيني..وسيأتي يوم وسينتقم الله تعالى منك على مافعلته بي..فلو كنت تخاف الله في الموظفين الذين هم تحت ادارتك لما رضيت ان يبقى موظف مثلي عمل 4سنوات في هذا الفرع بكل اخلاص وتفاني لم تسجل عليه حالة شكوى واحدة او حالة تهرب من اداء العمل شهد له جميع عملاء الفرع بالخلق الرفيع وانت تعلم علم اليقين انه اكفأ موظف في الفرع ولم يحصل على زيادة في راتبه سوى مايقارب الـ152ريال طوال مشواره الوظيفي..152ريال ياللسخرية اي مدير فرع هذا واي مشرف فروع هذا..لكن لا اقول سوى ان الله تعالى هو الكفيل باخذ مظالم الناس..ولا تظنوا انكم ستمضون في ظلمكم فسوف يأتي يوم من الله عليكم وتذقون نفس مرارة الظلم الذي عايشته فسبحانه يمهل ولا يهمل..
مدير العلاقة..ايضا كان له نصيب الاسد من المعاملة الخاصة من الاجازات والتأخير والتغاضي عن عدم الانضباط بالحضور والانصراف..والتفرقة في المعاملة بينه وبين مدير العلاقة السابق الذي هو الرجل الحقيقي لقسم الخدمات الخاصة في ذلك الفرع من حيث الجهد والتعب الذي قدمه عكس مدير العلاقة هذا..لكنه للاسف كان ضحية عدم التقدير من مديره مدير الفرع..
في احد المرات وعندما حصلت مشكلة مع احد العملاء والذي كان لديه قرض وحصلت مشكلة في النظام..تم حجز مبلغ الخسارة في القرض واحتسابه علي..وبقي الحجز على المبلغ حتى هذا اليوم..لم يفكر هذا المدير في ان يدافع عن احد موظفيه بل القى التهم مباشرة علي في اني كنت السبب فيما حدث..لم يحاول ان يدعم اتهامه بدليل اني كنت سببا..لكن الشيء الغريب والعجيب في هذا الامر..اني تلقيت اتصال من مدير شبكة الفروع في ذلك الوقت..والذي تفاجأت ان لديه خبر كامل بما حصل..وسألني عما اذا كان هناك مشكلة وشرحت له الوضع بشكل دقيق..فكان اهتمامه بي هو عزائي الوحيد..فهل يعقل ان مديري المباشر لا يهتم لمشكلة موظف لديه...ويأتي الاهتمام من مدير اخر وهو مدير شبكة الفروع!!! الكثير من علامات الاستفهام التي تدور في عقل من يسمع هذا الكلام
اي مدير هذا الذي لا يلقي بالاً لموظف لديه ولا يعلم عنه اي شي..
مدير كان يميز في تعامله مع الموظفين..ويمنحهم معاملة خاصة..من الاستئذانات والاجازات والتراخي عن التأخر في الحضور
والانصراف..مدير لم يزرع في نفوس موظفيه الشعور بالمسئولية والمحاسبة الذاتية والاحساس بالامانة العملية والاحساس الذي لابد ان يكون حاضرا من تلقاء الموظف نفسه..لخدمة العميل وانجاز مهام العمل..هذه الامور كفيلة بتحطيم اي شخص مهما بلغت قوته وتحمله الداخلي..
ذلك المدير الذي يأتي في يوم من الايام يطلب من موظفيه ان يفتحوا ايميلاتهم الخاصة..ظناً مني انه هناك امر مهم خاص بالعمل..فتكون المفاجأة انه يرسل صورة له مع احد المدراء التنفيذيين للبنك يظهر هو معه في هذه الصورة!!
وليس قصدي هنا التقليل من قدر ذلك المسئول حشى وكلا فانا اكن كل الاحترام كما اكن لجميع موظفي ومسئولي البنك
لكن هل هذا شي يستحق الاهمية لهذه الدرجة ولا اعني من هذا الامر السخرية..ام انه يدل على مدى الغرور والفراغ والنقص الذي يعيشه هذا الشخص..الذي للاسف نسي او تناسى معنى الادارة الحديثة..لكن للاسف هذا هو مفهوم الادارة لدينا نحن العرب...الادارة التي هي عبارة عن تركيبات سوداوية رجعية لم يعد لها وجود..
اصبح مفهوم الادارة في الوطن العربي هو ذلك المدير الذي يكون دوره مقتصرا على اصدار الاوامر والتوجيهات لموظفيه فقط وانه صاحب السلطة و..و..و
ونسي ان مفهوم الادارة..هو الجمع بين الحزم والمرونة...هو ترسيخ روح الفريق الواحد..هو بأن كل موظف هو مدير في مجال عمله واختصاصه..هو ان الكل سواسية فلا وجود لمحسوبية ومجاملة في العمل..هو تأصيل لمبدأ الثواب والعقاب..
لكن هذا المفهوم ليس موجودا من الاساس في واقع العمل العربي كي ننشده...وننشد تطبقيه..
لعلي بعد ما سردته من تجربتي المريرة في بنك ......ان اعترف بان البنك علمني اشياء كثيرة..وانا مدين لها بالشكر الجزيل
فلقد علمني بنك .......انه ليس بالضرورة ان ذلك الشخص الذي جعل الصدق والاخلاص والشعور بالمسئولية شعارات له ليس بالضرورة ان يجد الاثر الايجابي لذلك..
فمعاني الاخلاص والتفاني والصدق في العمل..هي معاني خاطئة وشعارات غبيةغير صحيحة اكل عليها الدهر وشرب..وغير مطلوبة التطبيق..او انه يجب علي ان اغير كل ما تعلمته من مبادئ وقيم..
وقد يكون مجال تطبيقها في المجتمع الغربي..الذي يقدر معنى العطاء والاخلاص والصدق..رغم انه مجتمع كافر مبني على حب الحياة وفصلها عن الدين..وهذا ما يدعو للاستغراب فسبحان الله على هذه التناقض العجيب الذي يعطي للانسان دروسا في حياته..قد اكون مخطئاً فيما قلت وقد اكون مصيباً..فنظرتي هذه قد تختلف باختلاف الحال والظرف..
لعل لي الحق بعد الذي عايشته في بنك ......وما عايشته من خلال الاشخاص الذين عرفتهم..وكانوا سبب في عدم بروزي وحصولي على امتيازات..هم بانفسهم حصلوا عليها بفضل..واسطة..ومعرفة ومحسوبية..
فأنا لم يكن والدي او عمي او خالي..مديرا في البنك او مسئول تنفيذي او عضو مجلس ادارة كي انتفع به..كما انتفع غيري من علاقاتهم الشخصية..لاني كنت مؤمن بأن الشخص هو ذلك الانسان الذي يصنع نفسه..ولا يحب ان يصنعه الاخرون..
لم اقصد من خلال هذا السرد سوى كشف الظلم الذي مورس علي من قبل هؤلاء الاشخاص..فهل كان لهم الحق في ان يمارسوا هذا الامر علي..ام هل كنت انا المخطئ لانه لم يكن معي معرفة او واسطة تدعمني..ام انه كان ذنبي اني اقترفت خطأ لا يغتفر بأن اكون موظف واضح يعمل على مبدأ الصدق والاخلاص في عمله كل واسطته هو جهده واجتهاده ليس الا..كثير من الاسئلة التي لم اجد لها اجوبة..
والان بعد مرور 4سنوات قضيتها في بنك ......رأيت اشكال الناس..وتلاوينهم..وتشكيلاتهم البشرية..تولد لدي الشعور
بالكره والغبن والحقد..لكل شخص كان سبب في عدم بروزي وحصولي على ثمرات جهدي وتعبي..لكني توقفت للحظة مع نفسي اخبرها..بأني لست انا الوحيد..بل ان البنك كان مليء بالنماذج العملية التي لم تحصل على الانصاف
والتي ايضا عاشت نفس تجاربي التي مررت بها..
ومليئ ايضا وايضا بالنماذج التي كانت تتقاضى رواتب وبالنظر لعطاءاتهم فهم لم يحللوا كما يقال بالعامية ربع رواتبهم وليس النصف او الثلث...والاغبن من ذلك ان تراهم لايعرفون شيئا يذكر في ابسط اجراءات العمل او حتى طريقة كتابة ايميل او حتى خطاب وانشاء كلمة مقتضبة وانا لا اخصص احد بقولي هنا سوى الاشخاص الذي عاصرتهم وعملت معه..فيا للاسف ان يكون هناك اشخاص بهذه المواصفات..
لكنها الواسطة والمعرفة فتباً لها كم هي قاسية ومدمرة لاصحابها..فالاشخاص الذين يظنون ان الواسطة هي التي رفعت من قدرهم ومكانتهم وزادت من راتبهم ومنصبهم الوظيفي لم يعلموا وبكل اسف انها دمرت في انفسهم حب العمل والتمرس على تحمل ضغوط الحياة اولاً..والعمل ثانياً...فالشخص الذي دوما وابدا يعتمد على واسطته ومعرفته في كل شئونه اقولها له..بانك لم تحس بطعم الحياة وطعم النجاح في العمل..فالراحة التي تعيش فيها بفضل واسطتك هي في الحقيقة عار وشنارعليك
وايضاً تعب لك وستعرف حقيقة ذلك عندما يذهب عنك الشخص الداعم لك بالواسطة..
لست اقول هذا الكلام واعبر عن هذه المعاني كي يفهم اني احسد الناس على ما آتاهم الله من فضله..حشى وكلا..لكنه فقط تنظير لحالي وحال اولئك الموظفين الذين عاشوا نفس تجربتي..
فأنا شخص رباني والدي رحمه الله على حب الناس ورسم الابتسامة على محياهم وكسب الاحترام والتقدير والجد والاجتهاد والصدق في العمل والتعامل فاحمد الله اني اكتسبته من الجميع سواء كانوا موظفين او عملاء..العملاء..الذين هم كانوا وقودي نحو الاستمرار والمضي في العمل..كانوا دوما ما يسالوني..يافلان..كل الموظفين نراهم يذهبون ويتغيرون الا انت..يافلان..كلما نأتي لمراجعة الفرع لا نرى احد في قسم خدمة العملاء سواك..فالتمس العذر لغيري..واقول لهم لكن في نفسي..بأن هذا قدري الذي كان يتحكم فيه شخص ومدير لا يخاف الله..لم اكن في يوماً ما ان اسمح لمعاني الكره والحقد ان تتغلغل في قلبي..رغم اني كنت ضحية اشخاص ومدراء لم يراعوا حق الله فيني..لكني لم القي لذلك بالاً..
وأنا على يقين بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي اقف فيه امام الله عزوجل وامام هؤلاء الاشخاص والمدراء ونتواجه امامه سبحانه وتعالى..ويبدأ الحساب والجزاء..وسأخذ وقتها جميع حقوقي سواء كانت صغيرة ام كبيرة..
ولأني اعرف انه هذا الشيء هو قدر اختاره الله لي..ان ارى الظلم واعايشه..
ودوما كنت اعترض على هذا الظلم الواقع علي ضمن حدودي طبعاً لاني لم اكن اتصور ولو بمجرد التفكير ان اذهب لاحد المسئولين في البنك واخبره عما كنت اواجهه من ظلم وعدم انصاف وتفرقة ومحسوبية وامور اخرى كثيرة..لاننا لم نتعود في مجتمعنا على هذا النوع من الشفافية والوضوح والديموقراطية في التعبير وايصال وجهة النظر للمسئول رغم انها وجهة نظر سليمة وليس يشوبها شائبة او عائبة..لكن كان الخوف يسودني في ان اتعرض لظلم اخر نتيجة اني تجاوزت حدودي كموظف بسيط لايحق له الشكوى او ان يتكلم عن مديره او ينتقده او خلافه..فآثرت ان اقدم استقالتي واخسر وظيفتي بعد ضغوط المدير وزمرة موظفيه الذين قتلوا فيني كل شيء جميل وفي نفس الوقت جعلت قلمي يكتب ويسيل في سبيل ايصال هذا الصوت لسعادة الرئيس التنفيذي المحترم وبقية المسئولين الموقرين في بنك .... لعلمي بانهم هم المؤتمنون على هذا الصرح الاسلامي..وليس لدي ما اخسره بعد الاستقالة وخسارة وظيفتي..لكني لم احمل هما تجاه ذلك..لأني نسيت وتذكرت ان الرزق شأنه شأن الموت والحياة والزوجة والاولاد..كلها مقسومة ومكتوبة عند الله عزوجل ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها..فلم احمل لذلك هما بعد تقديم استقالتي..
وعندما اسأل نفسي لماذا حصل لي هذا الشيء من الظلم الذي وقع علي رغم اني سلكت الطريق السليم..باني اتخذت من الاخلاص والصدق في العمل والانضباط وكافة المعاني التي حسب فهمي القاصر انها يجب ان تكون هي الحاضرة كي يصل الشخص للنتيجة المطلوبة لكني اتراجع واقول:يا...اعني فيها نفسي هل كنت مخطئا عندما جعلت من هذه المعاني سمات تتسم بها؟
ام ان الوقت الذي نعيش فيه يستلزم ان يتغير الشخص للاسوء؟
ام ان المعاني والشعارات التي تعلمتها في المدرسة يا..اعني فيها نفسي ايضاً والتي كان بعضها يقول: من جد وجد ومن زرع حصد
والاخرى التي تعلمتها من مدرسي:لا يصح الا الصحيح..والصحيح عمره ما يطيح؟
هل هذه الشعارات اصبحت مندثرة لا وجود لها؟
لكني اعود بفكري واقول في نفسي :اتعترض يا..اعني فيها نفسي..على ظلم وشيء كان مكتوب عليك ان تعيشه من قبل ان تخلق الخلائق..فاستغفر الله واعود لصوابي واعرف انه ابتلاء ليمتحن الله صبري وتحملي..
وسوف لن انسى كل من ظلمني وهو يعرف انه ظلمني..واكثر من ظلمني في بنك .... هو مديري الحالي..
وكان سببا في تحطيمي وقتل كل الحماس والرغبة في تقديم مالدي في العمل وكان سبب في رفعة غيري من الموظفين..
هي دعوة واحدة فقط..سأذكرها..وسيلهج بها قلبي في كل حين..في صلاتي وسجودي وخلوتي وذكري لله عز وجل..
دعوتي هي: ان يكبر اولادك ويوفقهم الله لما يحبه ويرضاه..وان يكونوا من خيرة عباده وخيرة خلقه..وان ينفع بهم..
وان تكبر انت معهم وبعد ان تشييخ انت وتبلغ من العمر الطويل على الصحة والعافية باذنه تعالى...ويأتي ذلك اليوم الذي تنتظر فيه بر ابنائك واحسانهم لك والوفاء بالدين الذي قدمته لهم من الرعاية والاهتمام..ادعوه سبحانه وتعالى باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل بها اعطى واذا استغفر به غفر...ادعوه ان لا ترى من ابنائك البر والاحسان الذي كنت تنتظره منهم
وان تعيش في نفس حالة الاهمال والتهميش وعدم الاهتمام الذي كنت اعيشه انا عندما كنت موظف يعمل لديك...وقتها ستحس بطعم المرارة والالم الداخلي الذي يعتصر القلب حزناً وكمداً..ذلك الشعور الذي احسست به انا والذي يصعب وصفه في كلمات او سطور عابرة..في ذلك الوقت فقط ستعلم معنى الظلم وحرمة الظلم الذي حرمه الله على نفسه وجعله حراما بين عباده..
كم هو صعب جدا بعد ان تركت بنك .... وبعد هذه الفترة التي امتدت لـ4سنوات ان اخرج كما بدأت..كل جهودي وما بذلته من تعب ورغبة صادقة في الاخلاص..كل ذلك قد يكون هناك من علم عنه ومن المؤكد ان هناك من لم يعلم عنه..
لكن في كلا الحالتين..انا سعيد جدا لاني اعلم ان جهودي لن تضيع عند الله عزوجل ففيه سبحانه عوض عن الجميع وعنده تعالى فليبشر من تعلق قلبه بالله عزوجل فليبشر بكل مايسره..
وسعيد جدا بأني لن ارى مديري مرة اخرى الى الابد..ذلك الشخص الذي تسبب في ماساتي..هو ومن سبقه..فكلهم سوف لن اراهم..واشخاص اخرين كان مجرد رؤيتي لهم يسبب لي التعب النفسي..
قبل ان اختم كلامي احب ان اوضح عدة نقاط مقتضبة في ثنايا هذه الرسالة:
*ارجو ان لا يفهم من هذه الرسالة التي وجهتها للمسئولين اي تقليل او عدم احترام او انتقاص لأشخاص فلهم مني كل
الاحترام والاجلال والتقدير وعلى رأسهم سعادة الرئيس التنفيذي وبقية المدراء والموظفين ومنسوبي البنك..بل كانت مجرد وجهة نظر ونقل لتجربة شخصية من موظف بسيط القدر والمكانة..وقد تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ..
*من خلال رسالتي هذه والتي اوجهها لسعادة الرئيس التنفيذي ومدراء العموم والمدراء التنفيذيين كان الهدف منها هو ايصال الصورة والحقيقة كاملة ولا شيء سوى الحقيقة..ولكي تكون تجربتي درس يستفاد منه آثرت على ان اوصل هذا الصوت لمسئولي البنك..ولعلي نموذج مصغر من نماذج كثيرة تعكس واقع الموظفين والظلم الحاصل وعدم الانصاف الواقع علينا والتفرقة والمحاباة بين الموظفين والواسطة والمحسوبية الظاهرة والتي هي كفيلة بقتل الطموح لدى اي موظف عانى منها..
الواسطة..ذلك الداء العضال..الذي يكمن فيه جمود النفس..وقتل الحماس..واغتيال الحلم..ومصادرة الجهد والتعب..واستكانة القدرات وشل حركتها..قد لا اكون ذلك النمذوج الذي عكس واقع الموظفين وقد لايكون بالضرورة ان تجربتي في البنك قد مر بها جميع الموظفين او بعضهم..قد تختلف باختلاف الاحوال وتبدل الظروف...لكن قد تكون تجربتي اكثر ألماً واشد وطأة ً..واتمنى ان لايكون احد قد مر بتجربتي التي ذكرتها من خلال استعراضي لاهم احداثها...لاني لا اتمنى السوء والالم الذي مررت به ان يمر به احد من الموظفين..لاننا في النهاية اخوة..تجمعنا رابطة الدين وشهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله.
*لكل شخاص ظلمني واساء لي وهضم حقوقي وانكر جهودي ولم ينصفني بأي شيء انعكس علي في ارض الواقع..اقوله لك
باني سامحتك وحللتك باستثناء من ظلمني ظلم بشع..فاقول له..اني قد اوكلت امرك لله عزوجل..فهو سبحانه
نعم المنتقم ونعم الوكيل..
*اضاءة: لاصار حلمك بين الوقت والناس..لا الناس تفرح لك ولا الوقت يرحم
اغسل يدك من حلمك بموية اليآس..واهرب بلا حلمك عسى بس تسلم
واصبر على المقسوم لو فيه حرمان..يمكن يصير بآخر الوقت خيره
*اذا وجدت في حياتك بصيص أمل فتمسك به..فما اضيق العيش
لولا فسحة الأمل
وختاما ان اصبت فمن الله..وان اخطأت فمني ومن الشيطان..وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته