من منا لا يعرفها ذلك الحيوان الطائر الذى ينام نهارا ومختبئا داخل مغارات
وكهوف عفنه تنبعث منها روائح كريهة على الدوام0
ويصحو وينشط ليلا ليتابع فرائسه ويمتص دمها0فانه يتلذذ بطعم الدم ورائحته
ولونه ايضا حين يسيل من الضحية0
حيوان قاتل فى اغلب الاحيان مراوغ ويتشح بالسواد مختبئا خلف ظلام الليل
يباغت ضحاياه ولا يتركهم الا بعد ان يمتص اكبر كمية من الدماء0جبان يخشى
من النور ولا يطيق رؤيته مراوغ لاتستطيع الامساك به شرس ونهم لا يشبع
وقد يعاود الكرة مرات ومرات وعلى نفس الضحية احيانا 0رائحته كريهة
ومظهره مخيف 0واحيانا يخرج فى جماعات عندما يشعر بالخطر ظنا منه
ان الكثرة والثرثرة بصوت عالى قد تخيف ضحاياه0



مقدمة ضرورية!
تلك الصفات السالفة تنطبق وبوضوح على نفس الفصيلة من بنى البشر
مع فارق واحد هو تمتع البشر بالذكاء والعقل فأى خطورة واى دمار
يمكن ان تلحقه تلك الفصيلة بالحياة والغلابة من بنى الوطن0
لقد زاد عددهم وبكثرة فى هذا الزمان وانتشروا فى ربوع الوطن
مهددين اهله بمص كل ما تبقى من دماء حيث الطلب زاد على العرض
كثيرا والدماء قلت من الاسواق وهم متربصون فى كل ركن وزاوية ولم
يعد احد قادر على ردع تلك الفصيلة 0لان صاروا جماعات قوية ولهم
صوت عال يصم اذان البشر ويد طويلة وانياب اذا ما نبشوها فى جسد
لا تتركه الا جثة هامدة0
لقد تسربوا الى كل الاماكن حتى الشقوق ودورات المياه كالوباء المستحكم
الذى لا يلوح منه فكاكا-اصبحنا نراهم الان ليلا غالبا ونهارا احيانا حينما
تقتضى الضرورة ذلك-صارت لهم وجوه من الخشب والسنة من نار وانياب
فولاذية-خلف المكاتب الفارهة يجلس بعضهم -فى قصور الحكم يوجد جلهم
واعوانهم يمدونهم بكل ما يريدون وفى اى وقت-
احيانا تجد الخفاش فى هيئة تاجر واحيانا فى هيئة مسئول كبير واخرى داعية
وثالثة مذيع ورابعة فنان وخامسة مستثمر وسادسة رجل اعمال وسابعة عضو
برلمانى لامع وثامنة عجوزا متصابية مستعلمة او مستجهلة وتاسعة سيدة مجتمع
(فاسد) وعاشرة صاحب شركات وتوكيلات وعبارات او حتى مدير قطارات
واحيانا تجده مدرس خصوصى او موظف فى دائرة املاك الدولة -وتشم رائحتهم
الكريهه فى طعام فاسد يقتل الاطفال فى المدارس-او فى المبيدات المسرطنه
او فى قانون مشبوه او فى صندوق مزور او رغيف خبز غير ادمى او فى دواء
فاسد او فى فياجرا مهربة او تعليم فاشل او فى صحة متهالكة وخدمة رديئة
تودى بالمريض الى القبر او فىحوادث لا يمكن ان تحدث الا فى بلاد تركب
الافيال او الماعز لا فرق او حتى فى صفقة لبيع ما تبقى من الاثار والتاريخ0
تلك الخفافيش التى ساهمت فى تدمير ما تبقى من احلام البسطاء ولا تشبع
ولديها اصرار على الاستمرار فى مص دم الانسان وبلا رحمة وبدون توقف
لانها لم تجد من يردعها لا بل تجد من يحميها ويدعمها وكانما تحالفوا على
البسطاء والفقراء لابادتهم من البلاد متصورين ان هؤلاء البشر ليس لهم الحق
فى الحياة او حتى فى مجرد الحلم الذى بات الناس متاكدين من استحالة تحقيقه
رفعت رأسى(ليس للشعور بالعزة)وانما رفعتها وشخصت بصرى الى السماء
داعيا الله ان يخلصنا من هذا الوباء والكرب العظيم ووجدت لسانى يقول
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
اللهم فرج كروب هذه الامة واشفق برحمتك على عبادك الفقراء
= - أمين-=