22-04-2014, 03:40 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 13
معدل تقييم المستوى: 22
|
|
الله يجزية الف خير على مافعلة ويفعلة للعالم اجمع
طبعا ابتلا من اللة سبحانة وتعالى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن المرض نعمة من نعم الله على عباده؛ حيث ثبت في الأحاديث أن الله تعالى يكفِّر به الذنوب، ويمحو به الخطيئات، ويرفع به الدرجات، فعن أبي سعيدٍ وأبي هريرةَ رضيَ الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((مَا يُصيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حَزَنٍ، وَلاَ أذَىً، وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوكَةُ يُشَاكُهَا إلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَاياهُ)) وقد يكون المرض سبباً لأن ينال العبد أجر الشهادة؛ فعن عائشةَ رضيَ الله عنها: أَنَّهَا سَألَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الطّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أنَّهُ كَانَ عَذَاباً يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ ، فَجَعَلَهُ اللهُ تعالى رَحْمَةً للْمُؤْمِنينَ ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ في الطَّاعُونِ فيمكثُ في بلدِهِ صَابراً مُحْتَسِباً يَعْلَمُ أنَّهُ لا يصيبُهُ إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِ الشّهيدِ. رواه البخاري. بل قد يكون الابتلاء بمرض ما سبباً لأن يدخل الله العبد فسيح جناته؛ فعن أنس رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إنَّ الله عز وجل قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عبدي بحَبيبتَيه فَصَبرَ عَوَّضتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّةَ)) يريد عينيه، رواه البخاري. وعن عطَاء بن أبي رَباحٍ، قَالَ: قَالَ لي ابنُ عَباسٍ رضي اللهُ عنهما: ألاَ أُريكَ امْرَأةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّة؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هذِهِ المَرْأةُ السَّوداءُ أتتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إنّي أُصْرَعُ، وإِنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ الله تَعَالَى لي . قَالَ: ((إنْ شئْتِ صَبَرتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإنْ شئْتِ دَعَوتُ الله تَعَالَى أنْ يُعَافِيكِ)) فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ فَادعُ الله أنْ لا أَتَكَشَّف، فَدَعَا لَهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وقد يكون المرض عقوبة من الله من العبد على ذنب اقترفه؛ فيبتليه الله في جسده عقوبة له على ذلك الذنب؛ ليعافى ولا يؤاخذ به في الآخرة؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرَادَ الله بعبدِهِ الخَيرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ في الدُّنْيا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدِهِ الشَّرَّ أمْسَكَ عَنْهُ بذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يومَ القِيَامَةِ)).
وقد يكون المرض من باب محبة الله للعبد؛ ليعظم له الأجر والثواب - مثلما حصل للأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ وقد قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
هذا وإن الواجب على المريض ألا يشغل نفسه بسبب المرض هل هو عقوبة من الله أو ابتلاء له؛ بل الواجب عليه:
أولاً: أن يرضى بقضاء الله وقدره، ولا يتسخط لما أصابه
ثانياً: أن يصبر ولا يجزع؛ فإنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب.
ثالثاً: أن يسعى في الأسباب الشرعية التي يحصل بها الشفاء من استعمال الرقية واستشارة الطبيب الحاذق وتناول الدواء
رابعاً: أن يجتهد في الدعاء؛ فإن الله تعالى هو الشافي والمعافي جل جلاله
خامساً: أن يتذكر دائماً أن في الدنيا من هو أعظم بلاء منه، مع تذكُّر عظم الأجر الذي أعده الله لأهل البلاء في الآخرة، والله ولي ال
|