الأشعة فوق البنفسجية .. احمِ نفسكـ


بحمد الله حلّ علينا شهر آب - ( August ) أحد أكثر الأشهر حرارة ، ويزيد المُناخ سوءاً لدينا في الخليج تبعاً لطبيعة الأرض الصحراوية ( عدم وجود غطاء نباتي - يعمل على توازن الحرارة - يصنع تبايناً في درجة الحرارة بين النهار والليل ، كما أن الغطاء النباتي يمتص نسبة من الأشعة الضارة بعكس المناطق الرملية التي تعكسها فتزيد من ضررها على الإنسان ) .


وبما أن الأشعة التي تصل إلى الأرض تزداد حدّة ، فإن الأشعة فوق البنفسجية تُشكل خطراً حقيقياً على صحة الإنسان لا تهاون في الحماية منه !


تُصنف الأشعة فوق النفسجية إلى ثلاثة أنواع - حسب شدة ترددها - هي : ( UVA , UVB , UV-C ) مرتبة من اليمين إلى اليسار نزولاً حسب الشدة .. ولكن النوع C غير مؤثر - رغم قوته البالغة - علينا بفضل وجود طبقة الأوزون والعوالق في الجو ، ليتبقى لنا حماية أنفسنا من النوع B الأخطر ثم A .


أعلم أنني لو شرعت في ذكر كيفية الوقاية دون ذكر الأخطار ؛ فإن الأكثرية من الأعزاء لن يكترث أو ربما لن يتعامل بجدية مع الأمر ، لأنه يريد دافعاً حقيقياً يحفزه للحرص على حماية نفسه ..!


وإذا شرعنا في الحديث عن الأضرار فلن ننتهي ، ولكن نشير إلى أنها تسبب في إتلاف قرنية العين والمياه البيضاء ( cataracts ) إلى جانب أضرار بليغة في شبكية العين ، والتعرض لفترة طويلة لهذه الأشعة يعجل بما يعرف بشيخوخة الجلد ، ويتناسب ظهور التجاعيد طردياً مع فترة التعرض إلى جانب حروق عميقة في الجلد وأورام ميلانينية وسرطـان الجلد - لا قدر الله - .


أكثر الناس عرضة للأخطارهم الأطفال والمراهقون ، إذ أن تأثير الأشعة عليهم يكون أشد وقعاً من غيرهم ، وذلك أنهم في طور نمو وعدم نضوج كامل مما يسهّل من مهمة الأشعة الخطرة عليهم خصوصاً عندما نتحدث عن العين وعدستها ، وتزداد الخطورة كلما صغر الفرد في السن .. كما أن من يقتضي عملهم التواجد في مَضرب الشمس يتعرضون لأخطار جسيمة .


للوقاية ..:

** امتنع وامنع غيرك من الخروج في الفترة ما بين العاشرة صباحاً والرابعة عصراً ، حيث تكون الأشعة في أوجّ شدّتها ، كما احرص على التعرض إلى أشعة الشمس عند الشروق وعند الغروب حيث تكون الأشعة منخفضة ، لتستفيد من تعزيز فيتامين د .

** لسُكان المُدن الساحلية ورُوّادها .. احذروا الشواطئ في هذه الفترة ، خصوصاً لمن يرتدي لباس البحر ، فهذا يزيد من المساحة المُعرضة للأشعة فيزيد الضرر .

** حتى السباحة تحت الماء لا تمنع من أشعة الشمس ، لذلك تجنب السباحة في أوقات الذروة وارتدِ نظارة السباحة .

** الأشعة في حال السماء الغائمة والضوء النافذ من النوافذ لا تختلف في ضررها عن الأشعة العادية ، لذا خُذ حذرك !

** عندما تتحول بشرتك إلى اللون الزهري فابتعد مباشرة إلى مكانٍ ظليل لا تنفذ إليه الأشعة ، فهذا تحذير من خلاياك !

** ارتَدِ الملابس " البيضاء القطنية " ، واحرص أن تغطي أكبر مساحة ممكنة من الجسد .

** احرص على اقتناء نظارة شمسية مضمونة الكفاءة ( تحجب 99% من الأشعة عن العينين ) ، كما ارتدِ غطاءً للرأس .

** إن كنت ممن يتعرضون طويلاً لأشعة الشمس فاستعمل واقيات الشمس ( الطبيعية ) المكونة من مواد طبيعية ، واحذر الكيميائية فإن أكثرها ينفذ عبر الجلد إلى مجرى الدم لتخلف دماراً أكبر مما هي مصنوعة لأجله !

** تسودّ الشفاه بسهولة مع أشعة الشمس نظراً لطبيعة خلاياها ، فاحرص على وضع مرطب الشفاه كَوَاقٍ لها .

** تناول كميات كافية من الماء ، فالماء يساعد الخلايا على حماية نفسها ويعزز أداءها الحيوي ، كما يعوض النقص الحاصل بالتعرق .



هذا أبرز ما يمكن أن يُذكر .. وتذكر دائماً أن الوقاية خير من العلاج .. فخلاف أن العلاج باهض والوقاية غير مكلفة ، فإن العلاج في أحيانٍ كثيرة لا يكون له وجود !

الوقاية ليست ترفاً ولا أمراً ثانوياً ..

ألبسكم الله لباس الصحة ..

دُمتم بخير ..

بارك الله فيك

[IMG]http://abeermahmoud.******.com/336-welldone.gif[/IMG]