هل ستكون امينا بما يكفى كيف تعرف اذا ما حان الوقت كى تنسحب .. ام انه الوقت الى ينبغى عليك فيه مواصلة الجهد
واستخدام كل مالديك من امكايات ؟ هل سيكون لديك الشجاعة كى تواصل حتى النهاية ؟
باختصار
الوطن على اتساعه .. يضيق بأبسط أحلامنا .. ما أقبح ان تستقل طائرة مهاجرا وطنك .. لتبدأ معركة جديدة مع الحياة .. وكانت المعركة تلك المره هى الغربة
وسافرت للملكة سعيا للرزق كل ما احلم به وظيفه بقسم المساحه باحدى الشركات .. وقد كان ..
فى مكه العام 2010 كنت مقيما بالحرم طوال 14 يوم أسأل الله رزقا وفيرا .. كنت اقتسم وجبة افطارى بينى وبين حمام الحمى اشترى بنصف ميزانية الافطار حبا اطعمهم .. وبداخلى صوتا يقول اللهم هذا قسمى فيما املك .. فاعطنى بقدرك .
تعاقدت مع احدى الشركات الكبرى وسافرت للرياض تاركا مكه وفى خلال عام صرت رئيسا للقسم رغم صغر سنى
واجهت العديد من الصعاب والمشاكل .. يعلم الله وحده كم تحملت وخاصة انى ارتقيت لذلك المنصب رغم وجود من هم اكبر منى سنا بالشركه ..
فى احد الايام تنازعتنى نفسى وحلمت بالثراء السريع .. فقد فتح عملى ابواب كثيره على مصراعيها .. كلها ابواب العلاقات بالهوامير واصحاب الشركات الكبرى
حينها اتخذت قرار ان اخوض تجربة العمل الحر
بعد سنه ونصف من العمل بالشركة تركتها متجها للشرقية حيث الشركات الاجنبيه وعالم المقاولات ..
سافرت للشرقيه وبدأت العمل مع احد الاصدقاء مبتدأ مؤسسه صغيره وظللت مده شهرين واكثر فى بحث السوق ووضع خطة العمل الى ان حصلت الفكره وبدأنا بفكرة تأجير العماله على الشركات .. الفكره كانت مربحه تماما .. وحصلنا مبالغ طائلة ... الى اننى ذات صباح ... حدث مالم اكن اتوقعه
نظرت فى المراه وجدت شخصا اخر غيرى .. رأيت احد الناخاسين .. ممن كانو يعملون بأسواق النخاسه فى العصور السابقه
أدركت اننى اجمع العماله واعرضهم واسوقهم على الشركات كما يسوق النخاس العبيد .. ظللت فتره لم تكون طويله غير قادر على مواجهة نفسى بما احسسته ذلك الصباح
ثم قررت ان اترك ذلك النوع من البزنس واتجه لنشاط اخر داخل عالم المقاولات .. عالم الذمم
تركت ذلك النوع من الاعمال وعندى قاعده معلوماتيه كبيره بالعماله وانواعها وقررت ان اتخذ تلك القاعده لكى تكون دفعة لى فى الانطلاقه نحو عالم التشييد والبناء
بالفعل حصلت على اول مشروع واول تجربه خساره فعليه فى عالم المقاولات
لم احزن يوما لهذه الخساره فقد علمتنى دروسا لا انساها
ذات يوم سافرت الى جده كى التقى بأحد الموردين للمعدات .. وكان برفقتى احد الهنود ممن يعملون معى .. كنت وقتها على وشك ان تنفذ كل اموالى .. أذكر اننى كنت اسافر من الشرقيه لجده بالسيارة ولم يكن مع سوى مبلغ بسيط يكفينى عدة ايام ولا ادرى بعدها ماذا افعل ونفذ المال منى فى ذلك الوقت وكان على ان ادفع للفندق ايجار اليوم التالى ومبلغ بسيط يتبقى لوجبتى بروست
احضرت وجبة واحده لمرافقى واحتفظت بالوجبه الاخرى لليوم التالى لنفس الشخص واكتفيت بريال واحد خبز انتهيت منه واعتصرنى الجوع فى اليوم التالى .. احضرت بعدها الوجبه لصديقنا الهندى وهو لا يدرى انى لا امتلك سوى تلك الوجبه التى لم اشاركه فيها .. لكنى شاركته فيها بطريقه اخرى ..
اكل صديقنا البروست وتبقى قطعه وبعض البطاطا والكاتشب حيث وضعهم فى كيس ورماهم فى سلة الزباله بالشقه .. وما ان خرج صديق حتى حدثتنى نفسى انه لا ضرر ان تأكل تلك البواقى .. انت من امس لم تأكل .. وبعد صراع رهيب امسكت الكيس من السله واكلت بواقى الطعام .. حينها بكيت بكاءا شديدا وقلت يالله .. سبحان الله ما بين طرفة عين وانتباهتها يقلب الله من حال الى حال
ثم انتابتنى بعدها نشوة .. احسست بالانتصار على الموقف وخطر ببالى احد الاصدقاء القدامى كنت قد اقرضته مبلغا صغيرا .. اتصلت به طالبا حقى ولكنه تعجب .. كيف لى ان اطلب ذلك المبلغ وانا مقاول وقال لا تستهزء بى رحمك الله . واستمر الجوع وعلم الهندى انى افلست وقال .. صديق انا ما يبغى شغل .. بذورة حقى فى .. حرمه فى .. انت مجنون .. كافى شغل
حينها تعلمت ان بعض الناس مثل العطسة .. أول ما يروحو .. تقول الحمد لله