13-08-2008, 03:29 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 498
معدل تقييم المستوى: 34
|
|
شبابنا وشبح البطالة
ثلاث جهات تتحمل مسؤولية البطالة في بلادنا هي: وزارة العمل, الغرف التجارية, وزارة الشؤون الاجتماعية وما قدمته هذه الجهات من خطوات ارتجالية بعيدة عن دراسة المشكلة دراسة علمية تفضي في النهاية الى حلول واقعية وعملية تضيء الطريق لشبابنا وشاباتنا في الوصول الى العمل وحقهم في المشاركة التنموية ومسيرة النهضة التي تمر بها بلادنا.
اذا لم تسارع الجهات المذكورة اعلاه بمعالجة المشكلة باسلوب علمي عملي فسوف نصل الى اختلالات في الواقع الاجتماعي وسأكون اكثر وضوحا فأقول: معدلات الجريمة ستزيد, لجوء الشباب الى المخدرات وتعاطيها سترتفع الى معدلات يصعب السيطرة عليها, حالات الانتحار ستزيد.. وهذه حادثة قريبة حصلت في الرياض وجد شاب منتحر معلقا رقبته بحبل في جسر في مكان عام وعندما جاءت الجهات الامنية للتعامل مع الحادثة وجدوه قد ترك في جيبه ورقة بخط يده تقول كلماتها: انا شاب تخرجت من الجامعة ولم احصل على وظيفة فاقدمت على الانتحار.. نعم تلك كارثة وقد يكون للبعد عن الدين دوره في الانتحار ولكن ليس هذا موضوع المقال.
المؤشر خطير ويتطلب تظافر جهود الجهات المعنية بتوظيف الشباب فنحن لا تنقصنا الامكانات ولا العقول المفكرة ولا الخطط التي تذهب في معظمها ادراج الرياح وانما ينقصنا التنفيذ الجاد والعملي للافكار التي تسعى لايجاد الحلول لمشكلة البطالة.
بلادنا ولله الحمد تمر بما اتفق على تسميته بالطفرة الثانية ولدينا آلاف الشركات يعمل فيها ما لا يقل عن 7 ملايين اجنبي لو وجدت هذه الشركات متابعة من وزارة العمل لاستطعنا توظيف آلاف الشباب ولحصرنا البطالة في حدودها الدنيا. بعض الشركات تحتج لعدم توفر المؤهلات المطلوبة ومنها اجادة اللغة الانجليزية تحدثا وكتابة وكأن الشاب سيعمل في 10 دوانج ستريت مقر اقامة رئيس وزراء بريطانيا وليس في حي عربي يتكلم سكانه العربية.. ومع ذلك وجدنا من خلال الدراسة ان معظم ابنائنا يجيد الانجليزية ولكنه يصطدم بالمدير الاجنبي الذي يعرقل مسيرة السعودة في كثير من الشركات الوطنية امامنا حقائق تقول هناك طوابير بطالة يحملون الملف الاخضر امام مكاتب العمل وداخل مكاتب الشركات حقائق تقول 100 وظيفة يتقدم لها 2000 شخص وعلى الجهات ذات العلاقة اعادة تقييم الواقع والتوصل الى حلول عملية.
كثر الحديث عبر الصحف عن البطالة لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستمر التنظير من قبل الكتاب والمفكرين وتمر الايام والشهور دون تجاوب الاجهزة المعنية؟ ودون ان يلمس الشاب الذي قرأ كل يوم تلك المقالات والافكار الرائعة ولا يجد لها تفاعلا يجعل منها حقيقة تقربه من ميدان العمل الذي يبحث عنه. وزارة العمل معنية اكثر من أي جهة اخرى بتوظيف الشباب وان كان لوزارة الشؤون الاجتماعية والغرف التجارية دورهما الذي يجعل منهما عاملا مساعدا في بلورة الافكار وتقريبها من ارض الواقع وتجنيب شبابنا مآسي البطالة.
الكاتب محمد ابراهيم احمد المنيع
للأمانه منقول جريدة عكاظ
|