22-07-2014, 01:11 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 2,319
معدل تقييم المستوى: 11695242
|
|
الفراغ
توظفت وظيفة مؤقته قبل كم شهر , المهم حسيت بفراغ كبير فكتبت مقال وهو اللي بتقرونه
لو كبلتني وأعطيتني من الطعام أجوده وعالجتني من جميع أمراضي لن أشعر بأي سعادة , فالحرية أهم أسباب الراحة النفسية , والراحة النفسية بوابة أي نجاح .
الطائر في حال حبسته بقفص من ذهب وقدمت له الزاد والماء وتركت باب قفصه مفتوح على مصراعيه ستجد بأنه فضل هجر القفص واضرب عن تناول طعامك الذي وضعته له , فالحرية كما ذكرت أغلى من كل شيء .
نلاحظ بأن الكل يحتاج لفترة راحة يستجمع من خلالها قواه , فالانغماس بأي عمل يجعل الشخص يفقد تركيزه , ومن يفقد تركيزه سيكون معرض للخطأ ومن يخطئ فحتما ً سيغير من مسار حياته بيديه , والندم غالبا ً لا يعيد الأمور لنصابها ما لم يقترن برغبة قوية بالإصلاح , وعمل على تحقيق هذه الرغبة وترجمته ترجمة حية على أرض الواقع .
الراحة أمر طيب , لكن الإفراط بها أجده أمرا ً سلبي , وللأسف هناك من يفضل أن يعمل بعمل لا يوجد به ( عمل ) يضع بصمته في بداية الدوام ويكررها في نهايته , وهذا جل ما يقوم به كل يوم , وتجده كثير التذمر وكأنه قد أنجز عمله على أكمل وجه .
الفراغ مثل الشيطان يحاول السيطرة على عقلك وما أن يحكم قبضته إلا ويبدأ بالتحكم بمشاعرك , لذلك عليك أن تنشغل عنه , أنا حاليا أعاني من الفراغ لذلك أكتب عنه , أخرج الطاقة السلبية التي بداخلي لأصبح أقوى مما كنت عليه , أعتدت أن أكتب ما يغضبني وبعد انتهائي من الكتابة أقوم بتمزيق الورقة لقطع صغيرة و أرميها بالسماء لتظهر بصورة أجمل فيكون محتواها سيء لكنها في نهاية الأمر أسعدتني , أما هذا الفراغ فقررت أن اكتب عنه لأعذبه , ما أقسى قلبي على أعدائي , لم يحذروك يا فراغ ,. فأصبحت ضحيتي .
عندما يصادر أحدهم أفكاري فإنه يسجن عقلي وعندما ينسجن عقلي أصبح كالفأر الصغير الذي يعتقد أنه كلما زاد من سرعة دورانه حول نفسه كلما هرب من أعدائه وفي النهاية هو يمتع من يشاهده ويرهق نفسه , لذلك أنا لا أمانع من أن يحبس جسدي على أن يكون فكري حرا ً , لأني مؤمن بأن العزلة تصنع الأفكار وتجذب الأنظار , والاهم من هذين الأمرين العزلة تصنع الرجال .
عندما يداهمك الفراغ تذكر من تحبهم بدعوة صادقة , حاول أن تفكر بطريقة تسعدهم من خلالها , فكر بأن تقدم لهم هدايا تحيي الدم بعلاقتك بهم , تواصل باتصالاتك مع من أبعدتهم دنياهم عنك , كن مع ( نفسك ) واسألها عن أحوالك في الفترة الحالية وقارنها بالفترة الماضية واخلق لنفسك شخصية جديدة , كن متناقضا ً لتكتشف من كان معك ولاحظ اختلافك , اعترض على ما يستوجب الاعتراض عليه , اجعل لنفسك صوتا يشمئز منه كثير الخطأ . ويتغنى به المنصفون .
في النهاية عليك الإدراك بأنك راحل عن هذه الدنيا لذلك كن قريبا من الله لتشعر بالسعادة الأبدية ويتذكرك الناس بدعائهم وبصدقاتهم , وفي كل مرة يمر بها اسمك على مسامعهم يبتسمون ابتسامة صادقه تكسبك الأجر رغم عدم وجودك .
بقلم سيف المطيري
|