05-08-2014, 03:59 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 2,319
معدل تقييم المستوى: 11695242
|
|
فضفضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة لا أعلم من أين أبدأ فكل البدايات في نظري باتت نهاية مخزية , فالوطن الذي ترعرت بين كفوفه وجدت بأنه لا يستحق مني ذرة وطنية , نعم اقولها بصوت عالي وأعلم بأن صوتي وان ارتفع لن يسمعه مخلوق , فمسؤولي وطني يتلاعبون بي وكأني احد اعدائهم , عندما كنت صغيرا كنت اظن بأن الصحفي ما ان ينقل صوت المواطن لصحيفته او يعرض قضيته في احدى القنوات الا والقضية تنتهي كيف لا ونحن في بلد دستوره القرآن , لكني اكتشفت مؤخرا بأن أي صحفي ليس إلا دميه بأيدي المسؤولين يحركونه كيفما ارادوا , صحفيين جبناء , ورؤساء خونه , نعم انهم كذلك , فالأمانه التي القت على عاتقهم يبدو لي بأنها اثقل من أن يحملونها .
ولدت أنا سيف المطيري فولدت معاناتي معي , ولدت وانا اعاني من مشاكل بصرية , بحث والدي الفقير عن مستشفى ينقلني اليه لينهي من خلاله مشاكلي البصرية , لكنه لم يجد , بحث عنا وهنا والمستشفيات ترفض استقبالي وكأني احمل مرضا معديا , بعدها كتب والدي معروض يناشد من خلاله الامير سلمان بأن يتدخل , تدخل الامير سلمان ودخلت مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون , هناك لم تتم معاملتي معامله طيبه فبين موعد وآخر مسافة كبيرة وحالتي تسوء , كان أطفال الحي حينها يسخرون مني , كنت احلم بأن يتم علاجي , كنت على قيد الحلم حينها , أجريت لي عدة عمليات تكللت جميعها بالنجاح وخففت جزء من معاناتي لكنها لم تنهيها , لذلك بأني احتاج لنقل صوتي للعلام , تعلمت الكتابه , قرأت الكتب , كنت طفلا منعزلا , كنت اجد في القراءه غذاءا لي , كنت كلما قرأت شعرت بأن الوصول للاعلام قريب .
ركضت السنوات , ووصلت حينها للمرحلة التي ادركت بأن الاعلام هو صوت المواطنين , ادركت بأن الاعلام يتاجر بقضايا المساكين , وصلت للاعلام , كتب أحدهم عني مقالا يناشد من خلاله المسؤولين واهل الخير بأن يتكفلوا بعلاجي لكن لم يلتفت لي احد , عفوا اتصل بي مجموعة اشخاص لكن يبدو لي بأنهم كان يسعون لاشباع فضولهم , فكل متصل يهاجمني بوابل من الاسئله وفي نهاية الامر يقول ( الله يعين )
دخلت الجامعه , واخترت قسم لغة انجليزيه لاني كنت اظن حينها بأن هذا القسم ما هو الا تذكرة ضمان وظيفه , تركت ما احب , تنازلت عن قسم الاعلام وقسم اللغة العربيه , كنت في اوقات المحاضرات بدلا من أن انقل ما هو موجود في السبوره اكتب مقالات اجتماعيه , وجدت نفسي في الارامل والمطلقات , والايتام , والمظلومين , كنت اعتقد بأن كتاباتي ستنهي قضاياهم , تبا لي كنت احمقا , بدأت احمل مادة تلو الاخرى حتى فقدت عذريتي , نعم فقدت شعوري , لم احزن كما كنت احزن , كنت ابكي ليل نهار بسبب مشاكلي البصرية التي ساهمت بتراجع تحصيلي العلمي , وكنت اشكو للمقربين مني , فقالوا : طالب جامعتك بأن تعطيك اعانه ( بدل نظاره ) ذهبت وناشدت وحولوني للتأهيل الشامل , هناك صنفت كمعاق , كنت اتحدث بلسان المعاقين وفي النهاية وجدت نفسي منهم , لم احزن حينها , عدت للجامعه وقال احد المسؤولين : عذرا لا تستحق اعانه , فنحن نعطي من فقدوا اطرافهم او من تعرضوا لحريق , وبعد أن هددته بأني سأصعد القضيه خضع للقانون الذي وضعته الدوله وبدأت الجامعه تصرف لي اعانه لا تذكر والتأهيل ايضا , اعانتهم كانت اهانه ولا تذكر هي الاخرى , بعد أن تخرجت وجدت بأن المؤسسات تلاحقني ولم اكن اعلم ما السر في ذلك , لكني ادركت بأنهم يستغلون تصنيفي كمعاق ويضعوني درعا يحميهم من مكتب العمل , بعد أن طردت من احدى المؤسسات اتجهت للاعلام ونقلت قضيتي وناشدت المسؤولين بأن يخلقوا لي وظيفة لكن لا حياة لمن تنادي , مر عام وانا حبيس المنزل , ابكي بلا دموع , فقدت ثقتي بالكل , حتى نفسي لم اعد اثق بها .
اتجهت للضمان وهناك تلقيت اقوى صفعه في حياتي , فبعد أن طالبتهم بالحصول على اعانه صنفت من الفئة التي تعاني من عجز كلي , حيث هذه الفئة حسب تصنيفهم غير قادره على العمل نهائيا , امروا بصرف اعانه لي , لكنهم قالوا بأن هذه الاعانه ستنقطع فور حصولي على وظيفه , تأخروا بالصرف فحصلت على عمل فقرروا بأني لا استحق , الوظيفه لم تكن حكوميه وللأسف تم استغلالي بها , لكن الاعانه التي كنت سأحصل عليها كانت قليله جدا , فعوضا عن تكريمهم لي ودعمهم لي وجدتهم يصنفونني بتصنيفات ظالمه ولا يعطوني من بيت مال المسلمين اي هلله .
لا اعلم ماذا افعل فالمؤسسات تنهش من جسدي والحكومه تغلق ابوابها في وجهي , عندما اقول بأن الظروف تصنع الرجال اصاب بخيبة امل جديده , كنت على قيد الحلم , لكن دفنت احلامي هذا اليوم , وتنازلت عن حقوقي , لا اريد من الدوله اي شيء , فقط اريد الموت بسلام , وهذه الاحرف ليست لاثارة تعاطفكم , انما هي اخراج مكنون قد اكتظ , اعتبروها فضفضه مواطن بائس , مواطن مغلوب على امره , مواطن لم يعد ينتمي لاي وطن .
|