08-08-2014, 06:45 PM
|
عضو متواصل
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 41
معدل تقييم المستوى: 22
|
|
تقرير من جريدة الجزيرة عن مهام السجانات والملاحظات العسكرية في السجون النسائية.
(السجانة) اسم لوظيفة نحتاجها كغيرنا من المجتمعات.. وهي وظيفة ذات دور أساسي في التعامل مع فئة (ناعمة) من البشر، قادتها الدروب إلى الدخول خلف القضبان، ليصبحن نزيلات بدور الإصلاح.. وليصبح المجتمع -بخصوصيته- في حاجة إلى من يقوم بملاحظة هؤلاء النزيلات.
(الجزيرة) طرقت باب هذه الوظيفة ذات السمات الخاصة، وفتحت ملفاً ربما يحتاج إلى صفحات وصفحات، ولكننا نكتفي هنا بمحطات قصيرة نضيء جوانبها، وعسى ان تكون فاتحةً تمهيدية للاهتمام بهذا القطاع والتعريف عليه عن قرب.. باعتباره محتوياً على الوظيفة الأكثر خشونةً في القطاع النسوي.
في البداية تقول مسفرة الشهراني: كان حلمي وأمنيتي منذ أن كنت صغيرة أن أصبح مدرسة ولكن مرت عائلتي بظروف صعبة جعلتني لا استطيع أن أحقق حلمي فالوالد متقاعد وإخواني قصر والبيت له متطلبات واضطررت مع هذه الظروف للقبول بأي وظيفة فتقدمت وقبلت والحمد لله عوضني ربي بوظيفة توازي التدريس وربما أعظم.
أما عائشة العتيبي فتقول إنها بعد تخرجها من الثانوية العامة لم تجد وظيفة تقبلها غير السجن.
كذلك أحلام الدوسري (بكالوريوس علم نفس) ترى أن رغبتها في هذا المجال جعلتها تتقدم لهذه الوظيفة.
في حين لا تفضل حسناء بكر البرناوي العمل في بيئة مختلطة وتقول: كنت ابحث عن وظيفة تكون نسائية لا اختلاط فيها وتناسب مؤهلي الدراسي فكنت دائما أسمع عن وجود وظائف بالسجن وأنها مناسبة لمتطلباتي فتقدمت بطلبي وقبلت. وتقول عائشة العتيبي: في السابق لم يكن هناك دورات أما الآن فأصبح هناك تدريب على كيفية معاملة السجينة وكيفية استعمال الأجهزة.
أما أحلام الدوسري فتقول إنها التحقت بدورة (تنمية مهارات العاملات في السجون) في أكاديمية الأمير نايف وكذلك دورة وسائل الأمن والسلامة ودورات في أساليب التفتيش داخل سجن النساء هذا بخلاف المحاضرات عن المخدرات والحمد لله استفادت كثيرا منها.
مدنية أم عسكرية
وتضيف هيلة الجدعان (رئيسة الملاحظات) تفيد بأن عملها يقتصر على التحقيق مع السجانات بأي مشكلة أو تقصير في أداء الأعمال المكلفة إليهم وبعدها يرفع للجهات المعنية..
عائشة العتيبي تحدثت بأن عملها هو مفتشة بوابه تقوم بتفتيش السجينات والموظفات والملاحظات عند البوابات فقط ولا يوكل إليها مهمات خارجية.
وبالنسبة لمسفرة الشهراني فمهمتها القيام بحراسة السجينات والقيام بأي عمل يوجه لها خاص مدرج الخفارة مثل مرافقة السجينة إلى المحكمة أو المستشفى أو غيره...
ويقتصر عمل أحلام الدوسري على ملاحظة السجينات في العنبر ومرافقة السجينات إلى المستشفيات أو المحاكم..
أما حسناء البرناوي فمهمتها فقط تسهيل مهمة الدخول والخروج سواءً من موظفات أو زائرات. وتوضح لنا مسفرة الشهراني كيف يتم ذلك وتقول: تتولى هذه المهمة المديرة فهي تضع خطة مدروسة لتوزيع العمل وتنظيم المواقع بعدها المسؤولة في الشؤون الإدارية ثم يتم توزيعه على الملاحظات.
هل هناك خوف
بينما تقول مسفرة الشهراني: نشعر بخوف من بعض السجينات مثل مدمنات المخدرات والمرضى نفسيا فأحيانا السجينة تتعاطى علاجا نفسيا قبل أن تأتي إلينا.
أما عائشة العتيبي فتقول: أحيانا يتملكني الخوف حينما تقابلني حالة هياج ولا نستطيع السيطرة عليها..
في السابق كانت أحلام الدوسري تشعر بالخوف حينما تكون السجينة شرسة وعدوانية أما الآن فتأقلمت مع الوضع..
ولا ترى حسناء البرناوي أن هناك ما يدعو للخوف أبدا فالسجينات هنا عاديات وطبيعيات.
مواقف كثيرة
وتحكي لنا الملاحظة مسفرة الشهراني ما صادفها وتقول: صادفني موقف طريف مع إحدى السجينات الأجانب فأنا لست ملمة باللغة الإنجليزية فحينما حضرت السجينة كانت مرعوبة جدا ومنزعجة فكانت تطلب أشياء لا اعلم ما هي فقدمت لها عصيراً ظنا مني أنها تريد أن تشرب شيئاً فرفضته وأخذت تطلب مرة أخرى فأعطيتها ماء ورفضته أيضا فاستعنت بإحدى الممرضات الأجانب وترجمت لي كلامها بأنها تريد الاتصال بكفيلها لتبلغه بوجودها في هذا المكان!..
أما الموقف الآخر فكان محرج جداً لي حيث أن إحدى الصديقات كانت تعمل معنا كموظفة بعدها رأيناها سجينة فشعرنا بالإحراج من السلام عليها والحديث معها حتى لا نلام من السجينات بحكم أنها سعودية وهم أجانب من جنسيات مختلفة.
تغيرت الحياة
وتقول مسفرة الشهراني: فرحت أسرتي بوظيفتي كون أنها وظيفة حكومية على أن الوالد كان متخوفا بعض الشيء من عملي لأنني كنت احكي لهم عن المواقف التي تمر بنا ولكن شيئاً فشيئاً تلاشى الخوف أما عن بعض الأقارب فكانوا معترضين على عملي ولكن بعد ست سنوات تفهموا لعملي ولمعنى العمل بالسجون.
وبالطبع أحلام الدوسري التي تغيرت طبيعة حياتها تقول: أصبحت أحب التقيد والالتزام أكثر من قبل فلكل شيء وقت ونظام معين وحتى طريقة معاملتي لأطفالي تميل إلى الجدية نوعا ما.
ردود الأفعال
وتقول مسفرة الشهراني: دائما اسمع كلمة (الله يكفينا شركم) وكثيرًا ما يرهبون عملنا..
أما عائشة العتيبي فتقول: يستنكر البعض عملي ويتساءلون عن طبيعته وكيفية تقبلي للعمل مع المسجونات..
وأردفت أحلام الدوسري قائلة: في بادئ الأمر يتخوفون مني وبمجرد أن اشرح لهم طبيعة عملي وطريقة تعاملي مع السجينات يتفهمن وظيفتي ويرغبن في الالتحاق بها...
وتضيف حسناء البرناوي:أرى أنهن يقتربن مني أكثر فأكثر لمحاولة التعرف على طبيعة عملي ومهنتي والبعض يشجعنني ويسألن عن طريقة التوظيف بالسجن.
- وسائل السجانات عن هروب إحدى السجينات أو اختفائها.. وغيرها من الحوادث التي
قد تقع في هذه الحالة كيف سيكون تصرف السجّانة ؟!
ابلغ المديرة فوراً.. هكذا ابتدأت أحلام الدوسري حديثها، أما إذا كانت حالة سرقة مثلا فتقوم بالتفتيش الفوري وكتابة محضر بذلك...
أما مسفرة الشهراني فتبلغ المسؤولين وتعطيهم اسم السجينة والمكان الذي هربت منه ويتم الرد من الإدارة بإعطائهم أوامر يعملون بمقتضاها.
وتعمل حسناء البرناوي في هذا المجال منذ ثماني سنوات ولم يحصل لها أي مواقف ولله الحمد..
التعامل مع النزيلات
تقول مسفرة الشهراني: دائما تعاملي مع السجينة على حسب طبيعتها هذا ما أراه أفضل حتى أنت في تعاملك مع الناس العاديين تعاملينهم على حسب نفسيتهم فبالكلمة الطيبة والسياسة نكسبهم..
أما حسناء البرناوي فلها تعامل خاص مع السجينة وتقول: تعاملي معها على أنها أخت وصديقة فهي بحاجة لي ولغيري وأرى انه من الصعوبة أن نضايقها أو نتخلى عنها ولهذا أجد منهم تعاون..
وترى أحلام الدوسري أن أفضل تعامل مع السجينة يكون على حسب نفسيتها بغض النظر عن نوع القضية التي بسببها دخلت إلى هذا المكان حتى تجد منها قبول وتعاون...
الدعم والتشجيع
وتقول أحلام الدوسري: هم يدعموننا بشهادات التقدير والحوافز المالية فمثلا إذا ضبطت أي نوع من الممنوعات في داخل السجن نكافأ بمبالغ مالية وفوقها خطابات الشكر..
وتتفق حسناء البرناوي وعائشة العتيبي ومسفرة الشهراني على ذلك ويضيفون: نعم نلاقي الدعم والتشجيع مثل خطابات الشكر والكلمة الحلوة الطيبة وثقتهم بنا وبعملنا أيضا فهذا اكبر دافع للعمل.
لكل مجتهد نصيب...
وعن الحوافز تقول عائشة العتيبي في البداية توظفت برتبة جندي بعدها جندي أول بعدها بثلاث سنوات عريف..
وبالنسبة لأحلام الدوسري فتقول: أعمل برتبة جندي بحكم أن لي الآن سنتين ونصفا فقط واستلم 5000 ريال شهرياً ولي شهر في السنة إجازة والاضطراري 10 أيام بعدها سيتم ترقيتي إلى جندي أول..
وعن مسفرة الشهراني فتقول: من قبل لم نكن نحصل على علاوات أما بعد المكرمة الملكية أصبحت على المرتبة الخامسة بمسمى كاتبة استلم راتبا 3200 ريال بحكم إنني على بند مقطوع وعملي 8ساعات في اليوم وبالنسبة إلى الإجازات 20 يوما في السنة...
أما هيلة الجدعان (رئيسة الملاحظات) فلها وضع آخر و تقول: بأنها على رأس العمل منذ 23 سنة ولم تحصل على علاوات أو مكافآت فقط المرتب الشهري الذي تتقاضاه.
(تتخوفن من السجانة) ولكن هل السكانة قاسية القلب؟
تقول مسفرة الشهراني: من ناحية قسوة القلب فلا.. ولمن يقول ذلك نقول له إن الرحمة جعلها الله في قلوب جميع البشر ولكن يجب الحرص دائما.
أما عائشة العتيبي فتقول انه لا يوجد احد قلبه قاسي إلى هذه الدرجة ولكن لابد أن يكون ذا شخصية قوية خصوصا مع المساجين..
وترد أحلام الدوسري بانفعال: بالعكس اشعر بأن الناس اخذوا هذه الفكرة الخاطئة باللقب أو المسمى فقط ونتمنى أن يغير الناس هذا المسمى لأن كل من يجلس معنا ويعرفنا ويتعرف على طريقة تعاملنا مع السجينات يغير هذه الفكرة تماما بل ويرغبون أن يعملوا معنا..
وتضيف حسناء البرناوي: نحن حنونات مثل الممرضات ونظرة المجتمع لنا لمجرد الاسم الذي يطلق علينا (سجانات) ولكن نحن في الأصل ملاحظات وكوننا نتمتع بشخصية قوية فهذا من متطلبات الوظيفة ولكن بدون قسوة قلب.
مهنة محفوفة بالمخاطر
وتضيف حسناء البرناوي عن هذه المهنة بأنها صعبة وخطرة ولكن نحن لا ننظر إلى ذلك ربما لأننا ألفناها وتعودنا عليها.. أما مسفرة الشهراني فتعتبرها غير كل المهن الأخرى من حيث الصعوبة والخطورة بحكم الحالات التي تأتي إليهم مثل حالة هيجان متعاطية المخدرات أو الصدمة النفسية التي تواجه بعض السجينات.
وتوافقها الرأي زميلتها عائشة العتيبي وتضيف: نعم نجد صعوبات فمثلا دخول سجينة جديدة مصابة بالهيجان نتوقع صدور أي شيء منها.
ولا ترى أحلام الدوسري أنها صعبة أو خطرة كما يتوقع البعض بقدر ما هي تحتاج إلى الحذر والتركيز وكيفية التعامل مع المواقف.. وترى مسفرة الشهراني بأن تعاون السجينات مع بعضهن أحيانا يسبب الضرب والاشتباكات بينهن وتتخوف من الهيجان.. وتضيف حسناء البرناوي بأن السجينة إذا انهارت أو أصابتها حالة الهيجان من الممكن أن تؤثر على البقية من السجينات فيحصل التشابك وغيره.
وتقول أحلام الدوسري: بخلاف الاشتباكات فهي تتخوف من الحرائق أو وجود التماس كهربائي.
وتقول مسفرة الشهراني: السب والشتم من السجينة فهي تحملنا نحن الملاحظات مسؤولية دخولها السجن ونحن من بيده إخراجها منه ولا تنظر إلى حجم الخطأ الذي ارتكبته فهذا هو أكثر ما يتعرضن له.
وتضيف حسناء البرناوي أن بعض السجينات تريد أن تخرج أو تستعمل الهاتف من غير ضرورة فأحيانا تفتعل المشاكل لمجرد الخروج.
وعن الأجهزة التي تستخدمها السجانة تقول عائشة العتيبي: لديها فقط جهاز تفتيش لكشف الجوالات.. ومسفرة الشهراني تحمل معها القيد والكلبشة فقط وذلك لمحاولة السيطرة على السجينة حينما تأتيها حالة الهيجان.. وبالنسبة لأحلام الدوسري فلا تحمل معها غير مفاتيح العنبر فقط.
أثرت في حياتنا
وعن مدى تأثير هذه المهنة على السجّانات وانعكاسها على حياتهم العامة ترى مسفرة الشهراني أنها تأثرت كثيرا بعملها وتعتبره كالمدرسة فازداد خوفها من الله كثيرا وأصبحت كما تقول تحترس من الناس ولا تثق بأحد حتى لو كان قريبا..
ولم تكن عائشة العتيبي تعرف أن هناك مدمنين مخدرات من النساء أو على الأقل أمور توصلهم إلى هذه الدرجة أو هذا المكان وتقول: أحاول دائما أن انصح أخواتي وقريباتي وصديقاتي من أي ظروف سيئة قد تمر بهم أن يتصرفوا بحكمة قبل أن تقودهم إلى مالا تحمد عقباه.. وانعكس ذلك على أحلام الدوسري ايجابيا كما تقول وأنها أصبحت على دراية تامة بين الفتاة السيئة والفتاة الصالحة وذلك بحكم دراستها وخبرتها باختلاطها مع السجينات..
وتغيرت حسناء البرناوي وغلب عليها طابع العصبية نوعا ما وتقول: لم اعد كالسابق وهذا شيء طبيعي فالآن احرص حتى على عدم ركوب سيارة الليموزين بمفردي وأصبحت أتخوف كثيرا من المشاكل بعدما رأيتها بنفسي ومن الأسباب المؤدية إلى الوقوع فيها.
وتنصح هيلة الجدعان الفتيات وتتمنى بقوة أن يعملن في هذا المجال لأن فيه أجرا وثوابا وإصلاح نفوس بأمس الحاجة لبنات بلدها وأيضا فيه تصحيح للعادات السيئة الداخلة على مجتمعنا وهذا الشيء لا يعرفه إلا بنت بلدنا.
وتشجع وتنصح حسناء البرناوي الفتيات بالالتحاق بهذا المجال لأنه على الأقل نسائي مائة بالمائة.
أما أحلام الدوسري فتنصحهن لأن فيها خدمة للوطن ومساعدة زميلات لها عملهن تقريبا مقارب لهذا المجال مثل حارسات الأمن فالمسؤولية عظيمة ودورنا الذي يقع علينا كبير...
اما عائشة العتيبي فتقول: بالطبع انصحهن كما نصحهن غيري من الزميلات وأؤيدهن على الخوض في مثل هذه الأعمال الكبيرة لأنك تقومين بوظيفة كأي وظيفة أخرى فكما تعالج الطبيبة المرضى والمدرسة في المدرسة.. فما بالك وأنت تعملين في مجال يقدم لأناس محتاجين الخدمة والنصيحة والإرشاد...
وتقول مسفرة الشهراني: أتمنى أن تعمل الفتيات معنا في السجن على الأقل لتستفيد من الحالات الموجودة لدينا ويكفي أن فيها تحصين للنفس من الفكر المنحرف.
ونتمنى أن يصل صوتنا للمسؤلين ونتطلع إلى إضافة دورات جديدة نحن بحاجة ماسة لها ومنها دورة اللغة الإنجليزية لسهولة وسرعة التعامل مع السجينة الأجنبية ودورات الدفاع عن النفس وتمويلنا بالأجهزة اللازمة لنستطيع مواجهة السجينة الهائجة كذلك تكثيف دورات النصح والإرشاد ونرجو من المسؤولين النظر في مسألة المكافآت والرواتب وملامسة احتياجات الموظفة.
رأي السجينات
* بعد ذلك أدرنا دفة الحوار إلى بعض المسجونات لأخذ رأيهن في طريقة معاملة السجانة أو الملاحظة لهن؟ وما إذا كان هناك تقصير في عملهن؟ وهل تشعر السجينة بأن الملاحظة تعوضها نوعا ما عن افتقادها لأهلها بحكم أنها ترافقها على مدار الساعة؟
أسئلتنا تجيب عنها في البداية السجينة (ع.د) سعودية وتقول :والله ليسوا سواسية فبعضهم لا يحسن التعامل معنا ومقصرين نوعا ما وهؤلاء يكونون غير متعلمين أما البعض الآخر فتعاملهم معنا ممتاز ويعرفون كيف يمتصون غضبنا ويهدئون من إزعاجنا وهؤلاء يكونون متعلمات وجامعيات وطبعا نشعر معهم بانتماء ونعتبرهم كالأخوات ويحصل بيننا وبينهم تراحم فلا يهينوننا أو يتكلمون معنا بما يجرح خواطرنا.. أما في حال وجود تقصير نبلغ الإدارة وفورا يلبى طلبنا.. والآن ولله الحمد مع زيادة عدد الملاحظات العسكريات نراهن يقمن بعملهن خير القيام ونتمنى لهن التوفيق والنجاح...
السجينة (ب) سعودية تعبر عن تعامل الملاحظات معها وتقول: إن الغالبية منهن يتعاملن معنا بأسلوب جيد ويراعيننا في بعض من الأمور ويتحملن ما يأتيهن منا الكثير.. وهذا طبعا لا يعوضني عن افتقادي لأهلي فمن الممكن أنها تقدم نصيحة أو يبدر منها التعاطف وهذا يذكر لهن ولكن الأهل لا يعوض عنهم احد... أحيانا قد أجد في القلة منهم تقصير أو إهمال في بعض الأحيان وربما يرتفع صوت إحداهن وهذا يعتبر رد فعل بسبب ضغوط العمل وما يواجهنه من متاعب وأنا شخصيا اعذرهن في ذلك و ندعو الله أن يعلي مراتبهن..
السجينة(ص) وهي سعودية ترى في السابق أن البعض أسلوبهن منفر وغير مهذب وتضيف: وممكن أن ترفع صوتها وتعصب علينا هذا ما كان في السابق أما الآن فأجد أن الغالبية منهن طيبات ومتفاهمات لأنهن متعلمات ويبدر منهن لفتات حنون ويحسسننا بأن الدنيا لازالت بخير فيكفي دعوة الواحدة منهن لي بالفرج أو أن تصبرني بكلمة حلوة هذا بحد ذاته يجعلني فعلا أجد فيهم من يعوضني افتقادي لأهلي فلم اشعر من ناحيتهن بأي تقصير ولله الحمد وبالعكس يشكرن على كل ما يقدمنه لنا والله يوفقهن ويسدد خطاهن.
مديرة السجن تحدد الشروط
توجهنا بعد ذلك إلى مديرة سجن النساء بالرياض الأستاذة أمل خضر أبو عراج لنعرف منها بعض الأمور التي تختص بالملاحظات وسألناها:
* كم يبلغ عدد الملاحظات بسجن النساء بالرياض؟
فأجابت بالنسبة للعدد الكلي 107 ملاحظات منهم 71 ملاحظة عسكرية بجميع الرتب من جندي إلى جندي أول بعدها عريف و تخضع العسكريات لنظام عسكري يخضع لنظام المديرية العامة للسجون يقمن بحراسات امن السجن ومرافقة السجينات إلى المحاكم والمستشفيات وكل خفارات السجن وعلى مدار الساعة.. أما المدنيات ويبلغ عددهم 36 ملاحظة يخضعن للنظام المدني موزعين على الأعمال الصباحية.
* ما المؤهلات المطلوبة لمن أرادت الالتحاق بهذه المهنة؟
نقبل بشهادة الثانوية العامة على الأقل وطبعا القدرة على تحمل أعباء السجن والإستلامات ونعطيها فكرة بأن دوامها سيكون إما صباحي أو مسائي أو ترحيل ولمن تستعد للقيام بهذه المهمة يجب أن تكون سليمة جسديا لائقة صحيا كذلك الوزن والطول له دور.
* هل ترين أن المرأة السعودية قادرة على تحمل تلك المسؤولية؟
نعم فالمرأة السعودية جديرة بالاهتمام فكلما تعطى فرصة نراها قادرة على العمل وإذا كان هناك تقصير فهذا يعد فرديا فالمرأة السعودية لديها تعامل إنساني بحكم إسلامها فهي تعطي من نفسها وبأسلوبها تكسب الجميع.
هل من عقوبات تفرض على السجانات في حال تقصيرها أو حدوث خطأ في عملها؟
نعم تفرض عليهم عقوبات مثل التوقيف والخصومات ومن الممكن أن توقف عن الترقية وذلك بحسب حجم القضية أو المشكلة التي فعلتها.. وعموما لا تعتبر لدينا مشاكل فنحن نتعامل مع بعضنا كالأخوات هدفنا واحد وهو الإصلاح وخدمة فئة معينة تحتاج إلى المساعدة والتوجيه.
الدورات والتدريب والتعليم
وفيما يختص بالدورات التي تخضع لها الملاحظات ومن يتولى تدريبها وتعليمها عن ذلك تجيبنا الأستاذة نوف العتيبي الباحثة الاجتماعية ومسئولة التدريب والتعليم على رأس العمل بقولها:
اهتمت المديرية العامة للسجون بهذا الجانب وهو تدريب العاملات على رأس العمل قبل الخضوع في ممارسة العمل فمثلا داخل السجن هناك محاضرات تعقد بقاعة المحاضرات بالسجن يخضع التدريب فيها ما يقارب الأسبوعين يتخلله العديد من المحاضرات التدريبية مثل لوائح وأنظمة السجون ومحاضرات عن الصفات الحميدة التي من المفترض أن تكون بحارسة الأمن ومحاضرات عن الأمانة وكتمان الأسرار...
وتعطى لهم دورات في الأمن والسلامة بالتعاون مع جمعية النهضة النسائية بالإضافة إلى العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة وجامعة نايف العربية ومركز الدراسات والبحوث الاجتماعية بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأيضا يتم التعامل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لإقامة محاضرات عن أنواع المخدرات وأضرارها و هناك تعاون مثمر مع مصلحة الجمارك بإقامة محاضرات عن وسائل وطرق التفتيش المفترض أن تكون في الملاحظة والهدف منها تهيئة العاملة قبل الخوض في العمل الميداني الفعلي وصقل شخصيتها وتطوير الذات وإكسابهم مهارات عديدة للاستفادة منها في هذا المجال وعموما تعطى هذه الدورات لجميع العاملات بسجون المملكة بدون استثناء.
|