15-08-2014, 08:16 PM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: الرياض
المشاركات: 145
معدل تقييم المستوى: 6800
|
|
جلسات في فن تحظير الذات (ج2)
الجلسة الاولى : تذكّر الاشكال و الاحجام و الالوان.
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
حاول تذكّر شكل الاكلات العشر الاواخر، ثم اسأل نفسك على شكل عشر اكلات تفضلها، ثم انتقل بتذكر عشرة الوان و اشكال مختلفة للسيارات التي يملكونها اقاربك (اصدقائك)، ثم بعد ذلك حاول تذكّر عشرة وجوه لاناس قدمو لك خدمات جليلة، و اتبعها بتذكّر عشرة اشخاص تخلو عنك في ازمتك، ثم اختم جلستك بتذكر شكل آخر عشرة اشياء قمت بشرائها.
الجلسة الثانية : التذوق
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
احصر ذهنك و تفكيرك في طعم و مذاق الاطعمة الآتي ذكرها على التوالي :
-الليمون –الفرولة –قهوة ساخنة –ماء –كعك بالسكر -آيس كريم -عصير البرتقال –حساء الدجاج –شيكولاطة مثلجة..
يمكنك تأمل قائمتك المفصلة بشرط التنوع في النكهات كما في المثال المقترح، و لا ما نع ان تستشعر بعض التفاصيل المصاحبة، كلاحساس بالسخونة و البرودة و صوت المضغ و اللزوجة و القوام كعوامل مساعدة تسهل عملية التأمل.
الجلسة الثالثة : الاستماع
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
حاول ان تتأمل الاصوات و المؤثرات الصوتية و المقطوعات الآتية :
ابدأ بتأمل معزوفة لحنية حزينة بصوت الناي و اعد تكرار تذكر الناي حتى تشعر انك تسمعه بالفعل، ثم ابدأ بتأمل مقطوعة موسيقية اخرى من مقدمات البارمج التليفزيونية التي تفضلها، ثم استشعر سماع صوت صهيل لحصان مع وقع خطواته و هو يسابق قطار، ثم استشعر صوت معلمك (او معلمتك) اثناء الدراسة في اي مرحلة من مراحل التعليم، و استمع بفكرك لصوت شخص عزيز عليك و هو يقول لك : اني احبك في الله.
الجلسة الرابعة : الروائح
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
ابدأ باستشعار فوحان رائحة الياسمين تدخل من انفك و تمر في شرايينك متجهة الى المخ، ثم ابدأ في استشعار رائحة احدى الفواكه التي فات اوانها، و الان استشعر رائحة المواد البلاستيكية او الاسفنجية و هي تحترق ثم انتقل سريعا و كأنك تبتعد عن رائحة الحريق تدريجيا، حتى تشعر انك لا تشم اي روائح سوى الاكسجين فقط، ثم عد و استشعر رائحة مميزة كانت تثير رغبتك استنشاقها منذ مدة، ثم استنشق رائحة فوحان ورق النعناع الطازج امام انفك، تصل الى حد النشوة ثم اشعر رائحة النعناع تبتعد عنك بالتدريج حتى تفتقد شعورك برائحتها، و من ثم تنتهي التمرين.
الجلسة الخامسة : الملمس و الاستشعار
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
حاول ان تتأمل نفسك تمشي على رمل و استشعر حبيبات الرمل تتخلل اصابعك، ثم استشعر انك تمسح على جلد حصان بالاتجاه العكسي مرة و بالاتجاه الصحيح مرة اخرى و حاول ان تستشعر فروته و درجة حرارته، ثم تتجه يديك نحو شعر الذيل و تستشعر ملمسه و بعد الحصول على كامل احساسك باللمس، استشعر يديك و هي تتحسس الحدوة الحديدية بقدمه و استشعر سخونتها و لهيبها، ثم حاول ان تشعر بيديك تحمل دلو الماء من الارض و ترفعه لتسكب الماء على ظهر الحصان، حاول ان تشعر بثقل وزن الدلو قبل ان تفرغه و بعد ان افرغته، ثم عد بتفكيرك و كأنك تتحسس بيديك على ظهر الحصان المبلل المرطب، بالتأكيد سيختلف ملمس جلده و حرارة جسده، حاول ان تشعر بذيل الحصان و هو يهفو نحو وجهكو يلطمه بشعيراته و ينعشك رذاذ الماء المنثور على وجهك، ثم استشعر انفاس الحصان نحو يديك و انت تطمعه قطعة من السكر، و هنا ينتهي تمرين التأمل.
الجلسة السادسة : المشاعر
(اجلس جلسة مريحة، تنفس بعمق و رتابة، اغمض عينيك برفق)
استجمع ذكرى تجربة اليمة مرت بك.. تذكر احداثها بدقة.. تذكر شخوصها باصواتهم و اشكالهم و الوانهم الحقيقية قدر الامكان.. حدد بدقة الجملة التي صدرت من احد اطراف الحديث و غيرت حالتط النفسية.. الكلمة التي جعلتك تشعر بنفسية سيئة، تخيل تلك الكلمة و قد صدرت من شخص آخر اقرب اليك و لكن في موقف مختلف، ثم اختبر مشاعرك.
قليل من الحبر المسكوب.. لا يضر
لم ار في حياتي بؤسا اشد من تعاسة صفحة بيضاء.. فليس لها من عزوة الحروف و الكلمات ما يمكّنها من ان تستحوذ على اهتمام قارئ، و لا خطت على جسدها الناصع الممشوق خطوطا او رسوما سَرت اعين الناظرين اليها.. اؤكد لك عزيزي الباحث عن الابداع انك المسؤل الاول و الاخير عن تعاسة تلك الصفحة الخالية الا من فراغ، ذلك بانك سمحت لاهمالك بالتدخل بينكما، سائقا بسرعة الصوت حجتك المتكررة "سانتظر حتى يأتي الوقت المناسب، ثم اكتب".. و ربما صُرع الابداع و قُتِلت احلام الصفحة البيضاء دون ان ياتي الوقت المناسب للكتابة.
يقول سعيد بن العاص : "من لم يكتب فيمينه يسرى" و يقول معن بن زائدة : "اذا لم تكتب اليد فهي رجل"، و يقال ايضا : "لا دية ليد لم تكتب".
و انني هنا لادفعك بقوة للتخفيف من معاناة صفحتك البيضاء الباردة.. و التي سوف تتسبب حروفك و كلماتك التي تغطي بياضها الثلجي في تحقيق الدفء الكافي لها مما يؤدي الى نمو ابداعك، و بالتالي ازدهارك، و هذا اقصى ما اتمناه.
|