تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > الشعر والنثر

الملاحظات

آه يا تسبدي تسبداه !

الشعر والنثر

خرج سليم من منزله , لا يعلم إلى أين هو متجه , ولا يعرف أي وسيلة تمكنه من توفير المال لإرسال والدته لأحد المستشفيات الخارجية , فهو مدركٌ كل الإدراك أن...

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 12-09-2014, 02:55 PM
الصورة الرمزية الفتى الناجح
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 2,319
معدل تقييم المستوى: 11695242
الفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداعالفتى الناجح محترف الإبداع
آه يا تسبدي تسبداه !

خرج سليم من منزله , لا يعلم إلى أين هو متجه , ولا يعرف أي وسيلة تمكنه من توفير المال لإرسال والدته لأحد المستشفيات الخارجية , فهو مدركٌ كل الإدراك أن مستشفيات بلاده مميزة شكلا وسيئة مضمونا , وكيف لا يعتقد ذلك وأحد المستشفيات الحكومية قد تسبب يشل حركة والدته وجعلها تفقد جزءا ضخما من ذاكرتها .
فبعد أن كانت والدته تشتكي من ثقل بحركتها , حاول أحد الأطباء معالجة الأمر لكنه أفسده .
بينما كان سليم يتجول بين الأزقة بمركبة العتيقة التي ورثها عن والده والتي حولها لسيارة أجره ليخدم نفسه ب ( نفسه ) تفاجأ بأن أمامه سيارة تشق طريقها باتجاهه , حاول تجنبها لكنه لم يستطع، فاصطدمت به.
تناسى أوجاعه لأجل الخروج لمعاتبة هذا الشاب إلا انه لم يستطع أيضا, صعق بتوقف مجموعة من المركبات بالقرب منه، ترجلوا منها واتجهوا نحوه وعرضوا عليه مبلغا من المال دون أن يذكر اي منهم عبارة : الحمد لله على السلامة , وسألهم سليم من أنتم ؟
ولما تعطونني هذا المال ؟
اخبروه بأنهم حراس وخدم المتسبب بالحادث , وهنا اغتاظ سليم وقال : تبا ! ظننتكم رؤساء لكنكم مرؤوسين , لن يردعني أحد من توصيل الأمر للشرطة لمعاقبته على تهوره , لم يلق قوله اعجاب الحرس فاحتد أسلوبهم تهديدا له , وتحول الجدال إلى عراك , وتسلط الحرس عليه وهنا تدخل الرئيس الذي يغلب عليه العنجهية , تفوح منه رائحة الرفاهية , لم يحرك سليم ساكنا بينما استمر الرئيس الشاب بالاقتراب ثم قام بتقبيل جبينه فاستغرب سليم ذلك ! .. أشار الشاب بكفه للحراس والخدم بأن يذهبوا , إلا أنهم اقتربوا منه واخذوا يحذرونه من الاحتكاك بسليم , وكأنه أحد قطاعي الطرق , الا ان الشاب لم يكترث لهم وأخبر سليم بأنه مستعدا لتنفيذ ما يأمره به , لكن قبل ذلك أصر على أن يأخذه للمستشفى للاطمئنان عليه , بعد خروجهم من هناك .. قال سليم متبسما : موقفك يا رجل جعلني اشعر بالندم حيال ما بدر مني, لقد أسأت الحكم عليك بسبب حراسك .. فأنت رجل طيب، سأتنازل عن حقي أما سيارتي فسأصلحها بنفسي , لأعاود العمل عليها , صعق الرئيس مما سمع وقال ما هو سقف شهاداتك يا أخي ؟
فقال سليم والحزن يغطي تفاصيل وجهه : معي بكالوريوس لغة انجليزية .
فسأله بفضول , ما هو السر الذي جعلك تتجه لهذا العمل والفرص الوظيفية متاحة للكل ؟
أجاب سليم : طرقت كل الأبواب لكن أصحابها تجاهلوني , وحالهم اشبه بحال ذاك الذي تطرق بابه ليخبرك بنفسه أنه غير موجود .
فقال الرئيس الشاب : معدتي أعلنت آهاتها فلنذهب سويا لتناول العشاء , لكن سليم أخبره بأن والدته التي أكل الدهر من عمرها الكثير تحتاج من يعد لها الأكل وسنأكل سويا , ليقابل الرئس كلامه بمداعبه حيث قال : ما تعزمني يا بخيل , فتحول حديثهم لضحك ومداعبات وذهبوا لتناول العشاء بمنزل سليم المتهالك في ذلك الحي الفقير الذي تبدو منازله على وشك الإنهيار، وكيف لا تسقط وهي طينية !
تعجب الضيف من تلك المباني المتهالكة و كان سليم يقرأ جيداً حجم الإستفهامات العميقة التي سكنت ملامح الرئيس ليخبره بأن كُل تلك المباني المهشمة وجميع ما تراه هو نتيجة لِغلاء الأجور و ارتفاع الأسعار ، أخذ الرئيس يُفكر كيف لتلك العائلات أن تعيش تحت لهيب الفقر بينما ( ظل ) ثروات الوطن قد امتد !
وصلوا للمنزل وكانت في استقبالهم تلك الطاعنة بالسن والتي كانت تخبو كالأطفال, كلاهما قاما بتقبيل رأسها وعرف ذلك الرئيس بنفسه قائلا : يا أمي انا صديق ابنك وادعى عبد الله , رحبت به وتناولوا العشاء وكانوا سعداء , حينها أخذ سليم عبد الله للحجرة التي تجمعه وأصدقائه , وهناك كانت الضحكات تملأ المكان , والأحاديث كانت بسيطة , فهذا أحمد يتحدث عن ساهر متهكما : لو علم ساهر عن مرتبي الذي أتقاضاه لتنازل عن المكرمة التي يأخذها مني , ليقابل حديثه يوسف بقول : يبدو أنني سأقوم بالتخسيس , فأسعار الوجبات الغذائية لا ترتقي لمستوى المرتب الذي أتقاضاه لذلك من هذه اللحظة ستكون وجبتي الوحيدة هي ( الهواء )
ليشاركهم سعيد , تعيس الحال بقول : زوجتي تخبرني أنها تحبني إلا أنها تهرب مني للنوم , اما صاحب المنزل الذي اسكن به لا يعرف للنوم طريق فكل وقته عند بابي مطالبا بالإيجار , وأردف مقهقها : اشعر انه يحبني أكثر من زوجتي
عاد عبد الله لمنزله وكأنه قد فقد روحه , ليخبر والده بكل ما رأى وسمع , ليصعق برد والده , فكان والده يقول متجهما , هؤلاء دخلاء على بلدنا فكما ترى يا ابني وطننا غني بثرواته , هؤلاء طمس على قلوبهم الجشع , استغلوا طيبتك ليجروك إليهم , ثم أردف بحدة : احذر هذه الأحياء وأصحابها واقطع الخيوط التي تربطك بهم , وإذا أردت أن تتصدق فالبلدان المجاورة اشد حاجة لصدقتك. فاحتد الجدال بينهما مما جعل الجو متوترا .
بعد بضعة أيام ذهب عبد الله لذاك الحي لكنه لم يجد له اثر , وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته بكل ما فيه , عاد لوالده وسأله : أين ذلك الحي ؟
فردّ والده : أرسلتهم للمكان الذي يناسبهم , حيث سيأكلوا حتى الشبع , ويودعوا كل أنواع الجزع .

بقلم : سيف ماطر

رد مع اقتباس
 

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله الشعر والنثر

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 04:55 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين