قلمي اليوم مختلف ..لأنه هو الذي طالبني بالكتابة ..وجرني إلى الورق ..
لأنه أرادني أن أعبر عن لحظات فراق دون وداع
نعم لاتتعجبوا ...إنه الفراق بعد اللقاء
إليكم الحكاية
سأكتب عن لحظات مثيرة في حياتي ..
قبل لقائنا وبعده
قبل أن ألتقيه كنت أبني حياتي على جدران من الأحلام ..وبعد لقائي به تمَّ بناء هذا الجدار .فصار حقيقياً ..
ولكن علمت أن هذا الجدارلا يصمد إلا بدوام اللقاء!!!
لكن حدث الفراق ..فــ(انهدَّ الجدار )..
وللأسف لايمكنني ترميمه وحدي ..فقد كانت يده تعين يدي في بناء الجدار على مدى سنوات
ويد واحدة لاتصفق ..ولا تبني حتى نصف جدار..

في ليلة من الليالي ..حدث مالم يكن في الحسبان ..فلم يدُرْ في خلدي يوماً أنه سيحدث..
ولكن( تجري الرياح بما لاتشتهي السفن)
ليلة غير كل الليالي .. كانت كل الليالي متشابهة أما هذه الليلة فقد اختلفت ..لأنها ليلة الفراق ..ليلة غريبة جعلتني غريب !!!

كنا نجتمع كل ليلة والقمر يشهد حيث أن القمر يتربع في كبد السماء ..يرقبنا ..وكان طوال الليالي السابقة وعلى مراحله المختلفة يحضر جلستنا ويسمع حديثنا ..ويشهد على قوة رباطنا
ويشهد أيضاً على اتفاقٍ عقدناه أنا وصاحبي وهو (عدم الفراق)
يظل القمر مستيقظاً طوال الليل ينتظر نهاية اللقاء ..فيتعبه السهر ..حتى تأخذه غفوة رغماً عنه ..فيستيقظ فزعاً ..والسبب ابتسامة مضيئة من صاحبي غلبت نور القمر فأزعجته

ولكني الليلة صرت وحيداً ....لا بل أنا والقمر فقط
يرقبني وأرقبه
سألني وأطرقت خجلاً من سؤاله !!!
ـ أين صاحبك ؟؟
ـ أين عهد الأوفياء ؟؟
فقررت ألا أجيب عن السؤال
بل صرت أناجي القمر ليخفف عني فهو الوحيد الذي يعرف الآن حال نفسي بعد الفراق الذي لاعذر له ..
أيها القمر :
أتذكُر حينما كنت اجلس معه مستندين أنا وهو على ذاك الجدار الذي بنيناه سوياً ؟؟!!
أتذكُر عندما كنت أتنفس هواءه وهو يتنفس هوائي ...؟؟!!
أتذكر تلك الدواوين من الشعر؟؟!!
دعك من كل شي فقط تذكر إبتسامته التي كانت تضيئ ظلمة الليل !
وكنت تسألني يا سيف هل أشرقت الشمس وكنت أقول لك أكمل نومك فنحن في الساعات الأولى من الليل كان النوم عدوا لك أيها القمر إلا من غفوات تتكدر بابتسامته التي تزعجك وربما كانت تثير غيرتك
أتذكر عندما كنا نرسم مستقبلنا وكيف ننسى الماضي بعيشينا في الحاضر وإستمتاعنا به ؟؟؟!!
أتذكر صوته العذب و نبرة صوته الخافتة التي تجبرني على البقاء صامتا والتلذذ بالإستماع ؟؟!!!...


أتذكر ..عهدنا بالوصل والبقاء ؟؟
أتذكر عهدنا بطول اللقاء ؟؟
اتذكر حين قال لي : لا وداع ؟؟!!
أنت الشاهد الوحيد
وفي هذه الليلة نقظ العهد الأول ووفى بالثاني
فقد قطع اللقاء
ولكن أوفى بقوله (لاوداع)
فراق بلا وداع
أيها القمر هل ستتحملني وستحضر هنا كل ليلة أريد أن القاك لأشتكي لك

بقلم : سيف ماطر المطيري

تسلم يعطيك العافيه