يكون الإنسان عدوا لنفسه عندما تقوده خلفها , النفس أمّارة بالسوء , ولا تأبه أي نفس من وضع صاحبها موضع الشبهات , فكلما ضعفت كلما انجرفت خلف اكتساب ذنوب أكثر , هي تسعد بجمع السيئات , وفي النهاية هي تجعل من صاحبها إنسانا مغلوب على أمره , الذكي هو من يقود نفسه , يرغمها على الانصياع حيث يريد .
كما هي عادتي مع كل حزن أو فرح أجلس مع نفسي جلسة المحب لحبيبته , حيث أناقشها , أعاتبها , لم أبخل عليها ذات يوم بمحفز ولا باحتفال , كنت لها , فكانت لي , لكنها اليوم بدأت تظهر للعالم الخارجي بصورة باهتة , للأسف هذا الأمر يصعب علي علاجه , فالخيبات التي تتوالى على نفسي أسقطتها وتسقطها وأنا أقف مكتوف الأيدي , أنا أخشى علي من الثقل الذي تشعر به نفسي , هي تشعر بأنها قد جُردت من اللذّة التي تعتري كل فرد يسعى للنجاح , ربما لأنها فقدت التركيز وتاهت عن طرقات النجاح , لا أعلم , لكني أشفق على نفسي وفي نفس الوقت أنا سعيد , نعم أنا كذلك والسبب يعود لأني أرى بأن كل kts ( تحصد ما زرعت ) خضعت لنفسي فتجردت من إنسانيتي , شاهدتها تُذنب , شعرت بالفرح المؤقت الذي اكتسى جميع حياتي , معصية فسعادة , يا الله ما أصعبه من امتحان , نفسي غبية تركض خلف أهوائها دون وعي منها بأن بعض البدايات ما هي إلا سراب ينتهي عنده كل قوي , والحسرة ليست علاجا يستطب به المتخاذلون , هي مُسكن مفعوله يبطل ما لم يقترن بالمحاولة , أعني بالمحاولة عمل يناقض فيه الإنسان ما كانت تفعله نفسه , وهذا يكمن بترك كل أمر يجعل من النفس ضعيفة , ويبطل المفعول الذي تتحفز به النفس لفعل ما يعود عليها بالشر .
من المحزن أن ترى من كان قويا يبكي بلا قوى , نعم هو كذلك وبالنسبة لقواه فقد خارت , لكن مهما بلغت نفسي من السوء فهي حبيبتي , لن أخذلها كما خذلتني , سأقودها هذه المرة , سأقودها بعقلي , سأتسلح بالإيمان وسأسعى لقتل الكلام بالعمل , لن أكون كما تريد نفسي بل سأكون كما أريد لنفسي .

انتهى
سيف ماطر