انهيار المعتقدات من واقع عملي

منذ ان بدأت استوعب ما يدور حولي في الحياة بدء الحشو الفكري بغزو عقلي في مختلف المناحي , حيث ان المطلوب منا بشكل عام إلا ما ندر ان نؤمن بما يقال لنا وان نعتبره من المسلمات التي لا يقبل الجدال فيها , وعلى أي حال لم اكن من محبي الجدال بشكل كبير حيث ان اغلب النقاشات تنتهي في بدايتها للاختلاف الكبير في التفكير والنظرة الى الامور ولكن ما دعاني الى الكتابة اليوم هو انعدام الوسائل النظامية الناجعة للحفاظ على الحقوق وتغلغل من لايمتلكون ادنى مقدرة على الفهم وإدارة الأمور بشكل صحيح في الوزارات والمصالح الحكومية والذين هم سبب كل شر وضياع حق وهم اشد خطر على الدولة من العناصر التكفيرية , لأنك لا تستطيع هنا مقاتلتهم كما تستطيع ان تفعل مع من يقاتلك بالسلاح , وهنا سقط احد المعتقدات التي تم حشوها منذ الصغر بعقلي وهي ان الابواب مفتوحة لكل مظلوم وان بالإمكان السعي الى ما هو من حقك بأساليب متحضرة , ولكن للأسف فقد تحطمت هذه الصورة في أول تجربة فعلية لتطبيقها بالرغم من اني من اصحاب البال الطويل فلست ممن يبحث عن حقه بشكل سريع , بالعكس من ذلك فقد جعلت الامور تسير على اقل من مهلها وكنت واثقا بسبب ما تم حشو راسي به من ان حقي لن يضيع بل كنت مؤمن بذلك ولكن عندما قامت احدى الجهات طبعا ليست (( وزارة الخدمة المدنية)) بالتعدي على حق لي على الاقل من ((وجهة نظري الشخصية)) قمت بالتظلم لمقام خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - وكنت معتزا ومغتبطا ومنتظرا ان يتم ارجاع حقي ممن سلبه , بل وان يتم الاعتذار لي ان لم يكن من وزير الجهة المستبدة فعلى الاقل من احد مسئوليها , لكن المصيبة التي اكتشفتها ان جلادي وخصمي طبعا ليس ((وزارة الخدمة المدنية)) كما سبق وان قلت اصبح هو القاضي ومن سيحكم في مظلمتي , ولو كنت اعلم ذلك ما قمت بما قمت به بناء على ما كنت احمل من معتقدات , فقد اسند لها امر النظر في مظلمتي ولم يطلب منها حتى الافادة عن ما جاء في المظلمة , فاغلب العمل بالديوان الملكي اصبح مجرد احالات لا فائدة منها مجرد خسارة للورق والحبر وجهد الموظفين المغلوبين على امرهم وكان الأولى انشاء ادارة للنظر في المظلمات من الناحية النظامية على الأقل , ولكني هنا فكرت قليل وقلت لعل المشاغل اثرت في سير الامور ولعله امر استثنائي فقلت اطرق الابواب الأخرى , فكتبت لسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي ولي ولي العهد – حفظهما الله – لعلي اجد من ينصفني ورغم اني لم اجد اجابة لبرقياتي إلا ان الوقع كان اخف علي هذه المرة من سابقتها حيث لم يصلني ما يفيد باني سأحول للجلاد الذي اشتكي منه , فهان الامر علي قليلا فقلت ايضا ربما المشاغل كانت هي السبب فأبحث عن طريقة اخرى توصلك لمرادك وتأخذ بها حقك , فلم اجد أمامي سوى القضاء , وهل سوى القضاء يأخذ الحقوق لأصحابها , فأمنت بصحة هذه الفكرة وشرعت لتنفيذها وبحكم خلفيتي النظامية النظرية لم اتوقع الصدمة الحضارية التي سأواجهها عند اول تطبيق عملي لما تعلمته , فتقدمت بدعوى لديوان المظالم ضد من ظلمني طبعا كما قلت حسب (( وجهة نظري على الأقل )) , ودارت الايام والأسابيع والأشهر , والآن سندخل في دورت السنين ولم احصل على شي واعتقد ان السبب ان القضية مرفوعة في ديوان المظالم بمدينة الرياض , وحضورها لا فائدة مالية فيه لمن سيترافع في القضية فخلال اكثر من سنه لم يتم حضور إلا جلسة واحدة فقط , طلب فيها التأجيل للرد على القضية بالرغم من ان لائحة الدعوى كانت لديهم لفترة تزيد عن الخمسة اشهر لم يستطيعوا خلالها قراءتها والرد عليها , ولا الومهم لأنهم لا يستطيعون الايفاء بحضور الجلسات التي تكون خارج الرياض حيث تجاوز جميع موظفيهم انتداب مدة التسعين يوما المحددة في السنة فكيف يتفرغون لقضية كقضيتي لا مقابل لحضورها .

فأيقنت بعدها ان النظام القضائي لدينا نظام عقيم ويحتاج الى إعادة نظر من قبل معالي وزير العدل - حفظه الله - الذي بدى بمعالجة تراكمات السنين اعانه الله , فكيف لجهة حكومية ان تهمل قضية مرفوعة عليها إلا لمعرفتها بانعدام العواقب , وأنه لا يوجد من سوف يحاسبها وان الحكم إن تم بدون حضور الجهة رغم ان النصوص النظامية تعتبره حكم حضوري , سيتم بعد سنوات من المماطلة وسيتبعه نقض بالاستئناف لعدم اتاحة الفرصة للجهة للدفاع عن نفسها رغم اهمالها والذي يفترض ان تتحمل عواقبه مما يضيف العديد من السنوات لما سبقها , فأيقنت وقتها ان تولية الامر لغير اهلة سبب كل كارثة وزارية يعانيها المواطن المغلوب على أمره.
فعندما تنحرف الجهه عن الهدف الذي انشأت من اجله فالافضل إلغاءها.
وماسبق ان مررت به أطفىء كل بريق امل في عيني عند النظر للمستقبل وما سيكون عليه وضع بلادنا الغاليه .
الا أن مايدعو للتفاؤل رغم كل ذلك النَّظر لمن هم على قدر المسؤوليه ومن صانو الامانه التي حملوها وأدو حقها عليهم واذكر على سبيل المثال لا الحصر صاحب السمو الملكي الامير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الامير تركي بن عبدالله أمير الرياض ومعالي وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعه حفظهم الله جميعا فبهم وامثالهم يشع نور الأمل من جديد

اسال الله الهداية والتوفيق وان يحفظ بلادنا وحكامنا من كل سوء وان يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على دينهم ودنياهم .

ولا اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل , عليه توكلنا واليه ننيب , فهو الذي لا يضيع شي عنده سبحانه وتعالى عما يصفون والحمد لله رب العالمين