يكون الله بالعون ... هذا عنده راتب وتأخر شهرين ..

اعتصم أحد موظفي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية السبت 26-7-2008، داخل خيمة نصبها أمام مبنى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة، مطالباً بصرف رواتبه المتأخرة لأكثر من شهرين. ورفع الموظف المعتصم إلى جانبه لافتتين كتب على إحداهما "جائع أطالب براتبي"، وعلى الأخرى "أقبل الهبات العينية والنقدية".
ما ذنبنا في أن يقع خلاف بين وزارة المال والرئاسة العامة للأرصاد فتعاني أسرنا من الجوع
الحارثي
وقال موظف الأرصاد، مسعد الحارثي: "أطالب براتبي فقط، نعمل للشهر الثاني على التوالي حالياً من دون راتب، نعمل من دون أي مقابل مادي، وهذا شيء لا يقبله العقل ولا الدين"، مضيفاً: "العديد من الزملاء وافقوا على اعتصامي، وطالبوا بالاعتصام معي"، حسب ما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية الأحد 27-7-2008.

وأشار الحارثي إلى أن وجبات الموظفين وأسرهم أصبحت تقتصر على معلبات التونة وأرغفة الخبز، مشيرا إلى أن بعض موظفي الأرصاد أصبحوا غير قادرين حتى على توفير مثل هذه الوجبات.

وتابع الحارثي: "نعيش الضنك في أبشع صورة على جميع الأصعدة بسبب تأخر صرف رواتبنا"، وتساءل: "ما ذنبنا حتى نستدين ونجوع، وتقوم شركات التقسيط بسحب سياراتنا، وأن تفرض المصارف علينا المزيد من الفوائد البنكية، وتهددنا باللجوء إلى القضاء من أجل الحصول على مستحقاتها، وما ذنبنا في أن يقع خلاف بين وزارة المال والرئاسة العامة للأرصاد لأن تعاني أسرنا من الجوع، ونستدين ما يكفي لشراء الرغيف والحليب".

وطال الحارثي بصرف تعويضات مالية إزاء ما لحق بجميع الموظفين من معاناة طوال هذه المدة.

يشار إلى أن خيمة الاعتصام لم تضم سوى مروحة ووحدة إضاءة.

إلى ذلك، زار المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكة المكرمة الدكتور حسين الشريف، الموظف الحارثي داخل خيمته، وقال: "نحن الآن بصدد مخاطبة وزارة المال والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، للتحقق من الشكوى، والمطالبة بسرعة صرف الرواتب، لأن الراتب حق أصيل للموظف لا يمكن المساس به بأي شكل من الأشكال، وإذا ظهر أي خلاف بين الجهتين على موضوع البدلات، فمن الممكن أن يتم إيقاف صرف هذه البدلات فقط إلى حين البت في أمرها بشكل نظامي".

وأضاف الشريف: "سنطالب بمحاسبة المتسبب في هذا الخلل، وسنقدم الدعم القانوني للمتضررين للمطالبة بالتعويضات المادية والنفسية، الناتجة عن إيقاف رواتبهم".