جَلْسةٌ عَائِليَّةً كَانَتْ أو عَمَلٍ أْو جَلسَةَ أصْدِقاءٍ

حَدِثٌ مَا يَتَدَاولْ، يَحْتَدِمُ نِقَاشٌ، تَتزَاحَمُ آرَاءٍ

وَتتَسَابقُ لِـ تعْلوْ القِمّةَ.

يتشبَّثُ كُلَّ شخْصٍ بِـ ـرأْيِهِ، وَيبْرِزُ نفْسَهُ أنَّهُ عَلىْ حَقٍّ


يَتَعصَّبُ لـِ شخْصِيَّةٍ سِياسِيَّةٍ، يرْفَعُ مِنْ شأْنِهَا وَيُدَافِعُ عنْهَا بـِ شرَاسةٍ.

وِفْقَ مْعَايرٍ رُبَّمَا خلقهَا فِي ذَاتِهِ.

يجْزِمُ فِي أمْرٍ بِحسْبِ قنَاعَاتِهِ.




وَالأْمرُّ مِنْ ذَلِكَ، مَا يطَالُ أُمُرَ الدّْيِنِ، يَخْتَلِفُونَ عليهَا بِدَافِعِ قنَاعَاتِ كُلّ عقليّةٍ، ومعَ مَا يُنَسِبُهَا وَفِيمَا مَا لا يتْعَارضُ معَ مَصْلحتِهِ.


أحدُ المُدْمِنينَ على الممنُوعَاتِ يُصلِّي الفجْرَ فِي وقْتِهِ، وَفِي الصّيامِ يتسحّر، ويَأخُذُ جُرْعتَهُ المُعْتَادة ثُمَّ يُصلّي الفجرَ وينام.

وعِنْدمَا تُنَاقِشهُ يقول، على الأقل أفْضلُ ممنْ لا يُصلّونَ..




ومعَ عِلمِهِ بِالآيَةِ التي تقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) النساء ..


يقُول: أنا على وعْيٍ تامْ.




هَكذَا هِيَ القنَاعَاتُ ...


..



هُنا أتسَاءلْ ...




الرأيُ الشخْصِيُ والحرّيةُ الشّخْصِية، أينَ تَقِفُ؟

لِـ تًعُودَ أدْرَاجهَا وَتُدْرِكَ الصّواب!

هِيَ ليْسَتْ حرْب، إِذَا اسْتسلمتُ للرأيِ الآخرِ تُعتبرُ هزيمةٌ فِي حقّيْ.

وليسَ عيبًا إنْ ظهرتُ بِـ عَدمِ المعْرِفةِ، المُهِمُّ أنْ أتعلم.

وكيفَ يُمْكِنُنا وضْعُ نُقطةَ نِهايةٍ لِنقَاشٍ؟

لِـ يبدأَ السّطرَ الّذي يلِيهِ قبولٌ بِالإجماعِ؟

اكابر
فئةٌ من الناس .. تظل عَ افكارها ومعتقداتها
حتى وان اقتنعت بفكرٍ اخر هو صحيح

فئة تظن أن شُربها لذاك الحرام وهم يصلون
ومحافظين ع الصلوات افضل واهون ممن يشربون ومهملين الصلاة وامور الدين

عقول فهمت الحرية الشخصية مفهوماً خاطئاً
وعقول تظن حين ان تنطق بعدم معرفتها بشيء ما وتجهله
يُصيبها نوعٌ من النقص

اكابر
لن نستطيع وضع نقطة ختامٍ للنقاش
الا اذا كان هناك عقول ناضجة ، عقول ليست بعقيمة
عقول تفهم وتعي
وهذا لن يحصل في مجموعة من العقول ، لتفاوت الاراء والاهتمامات والادراك
لكن الفرد من تلك المجموعه هو من يستطيع وضع نقطة نهاية للنقاش
اذا جمّع افكار تلك العقول بما يناسبه ولخّصها بالمفيد
بما يلائمه ويلائم الشرع والعادات والتقاليد
هنا فقط يصبح للنقاش نقطة ونهاية


.. اكابر ..
طرحك جميل كٓـٓ جمال حضورك

احترامي لسموك الراقي ..

يقول الابستمولوجي الفرنسي gaston bachelard

الرأي تفكير سيء بل إنه لا يفكر بل فقط يترجم حاجات الناس إلى معارف

بمعنى أن الأراء تقوم على مبدأ النفعية و المصلحة

و هذا ما نلمسه على مستوى حياتنا اليومية

فالعامة تلقي أراءها الجاهزة بما يتناسب مع

موقفها السياسي.مكانتها الاجتماعية,ميولاتها الشخصية..

أما أراؤها عن الناس فوفق ذلك الشخص من

إن كان صديقا فجميع الصفات الحسنة فيه

و إن كان غريبا أو غير منفتح عليها فتنسب إليه ما طاب لها من المساوئ

أما النقاشات التي تصبح حامية بلا مؤشر معقول

و الكل متمسك برأيه و كأننا إزاء قضية علمية

فهذا نتيجة غياب تعلم آليات التواصل و احترام الرأي الآخر و الايمان بالاختلاف

حتى أن الإنصات يضيع من قومنا

و أحيانا يكون في قول الآخر حجج لكن لا أحد يلتفت اليه

فحب فرض الرأي و الحضور و الإثارة هو ما يشغل الأذهان

و هذا ما يسمى بالحياد عن طريق الحق

و يقضي على الموضوعية و الدقة

كما أننا لا نملك ثقافة الاعتراف بالخطأ و حب التطلع و التعلم و تصحيح الأخطاء

بل الكل يظن نفسه يعرف

تفكير دوغمائي وثوقي و متحجر

قد يتطور إلى نزعة و تعصب و يبقي الفكر في حالة تخلف

أما عن الفتاوى الدينية

فينبغي أن يكون صاحبها متيقن كل اليقين بصحة ما يقوله أو يتوانى

و إلا سيسقط في البدعة و البدعة في النار

حتى أن الدين سد هذه الثغرة

عندما دعى إلى مرجعية القرآن ثم السنة ثم الاجماع فالاجتهاد

و حتى التفسير له أهله و ليس على حسب الهوى


.
.
.
"رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب"

ليتنا نتعلم من هذه

و نتعلم من ردك " بنتن لقحطان .

الذي يهدف إلى تصويب الفكر

و ينبه لعدة مفاهيم ضمنيا كالحقيقة و الغير و الحرية...

لذلك يسعدني الأخذ و الرد معك ..

قدمتِ.. بهذا الجمال الأبجدي و الروح الشفيفة

مع أرق التحايا و التقدير لكِ ..

والرب
لـ كلامك يحتمل الصواب اكثر

فقط ليتنا نتعلم فن احترام رأي الاخرين
ونتعلم فنون الفهم السليم
ونتعلم كيف نسقي عقولاً عقيمة ( فكرياً، دينياً، واجتماعياً، وغيرها...
حتى لو اضطر الشخص أن يسقي عقله بنفسه

كُلما سقاه .. كُلما كان له نصيباً في معرفة ماحوله
باختلاف الشعوب والآرآء
وأيضاً لكانت الحياة أفضل مما هيَ عليه الآن
.

سيدي أكابر ..!

ليس لحروفي وكلماتي معنى ، لو لم تكن كلماتك وُجدت
سلسلة كلماتك لها مفعولها بالتأثير
لذلك اسهبتُ بالكتابةِ والرّد
أشكرك ع مجاملتك اللطيفة

تفكير راقي من شخص راقي
كما يُسعدني أن يكون لي حظاً في ردّك
احترامي لسموك السامي ..

كم يسعدني وجودكِ دوما
وأن تُعطي النصّ حقّه رغم بساطة النص ..

.
.


وأتّفق معكِ في جميع ما قلتي
ودائما قبول رأي الغير والتعلم منه يكون من أدب الحديث
والتعصب للرأي يفقد الموضوع قيمته

" المؤدبة بنتن لقحطان "
كل الشكر لوجودكِ الكريم
تحياتي