29-08-2008, 06:25 AM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 498
معدل تقييم المستوى: 35
|
|
المتسولون في رمضان
قضية للنقاش
المتسولون في رمضان
ابراهيم القربي، حسين هزازي - جدة، عبدالعزيز الربيعي - الطائف، محمد الجاسر - بريدة، سفر البيضاني - الاحساء
قالت امرأة من جنسية افريقية اتخذت من تقاطع مهم في جدة مكانا استراتيجيا للتسول بطفلتها بين أرتال السيارات ان حصيلتها من التسول في رمضان لا تقل عن 500 ريال في اليوم الواحد علاوة على دخلها من العمل في كيّ الملابس والتنظيف لدى بعض الأسر في حي العزيزية. في موقع قريب من مطعم للوجبات السريعة في جدة يقول أبوبكر صبي من الجنسية الافريقية في الثالثة عشرة من عمره انه يتنافس مع مجموعة من الصبيان في مثل عمره على التواجد في هذا الموقع الذي يكتظ بزبائن المطعم لممارسة التسول الى درجة انه تنشب بينهم عادة معارك حامية للفوز بهذا الموقع الهام. وفي احد المساجد في حي الصفا بجدة يقبع رجل في زي سعودي عند مدخل المسجد يستدر عطف المصلين بهيئته الرثه واصطناع المسكنه يساعده في ذلك طفل يدعي انه مريض او معاق حتى يحصل على أكبر حصة من صدقاته لدى خروجهم من المسجد عقب كل صلاة. والمشهد اليومي يتكرر عند الاشارات والمطاعم والمساجد والاسواق وهو يحدث بنفس السيناريو في مختلف المناطق وابطاله نساء ورجال واطفال ومرضى ومعاقون وذوو عاهات طبيعية باطراف مقطوعة وآخرون بعاهات مصطنعة سرعان ما ينكشف زيفها عند أول حملة.. ويزداد المشهد قتامه مع اقتراب رمضان حيث ينشط المتسولون وبأعداد هائلة لاستغلال الشهر الفضيل لجمع اكبر قدر من الصدقات والزكوات في مشهد يطعن في خاصرة الوطن ويشوه الصورة الجميلة المرتسمة عن عمل الخير الذي عرفت به المملكة خاصة في شهر رمضان دون ان تنجح كل المحاولات المبذولة لاجتثاث هذه الظاهرة التي لاتخطئها العين في كل مكان وزمان ولكنها تكون أكثر بروزا في رمضان ويكاد يجمع كل الراصدين لظاهرة التسول لاسيما في رمضان انه لا سبيل لاختفاء هذا المشهد غير الحضاري واللا انساني ما دام هناك مواطن يندفع بكل الطيبة المعهودة فيه وحبه لعمل الخير وزكواته ولايدري بأنه بذلك يشجع على تنامي الظاهرة وتكريسها ولو ان كل متصدق ومزك تأكد من وصول صدقاته وزكواته لمستحقيها الحقيقيين سواء عن طريق الجمعيات الخيرية وغيرها لأسهم ذلك في التقليل من حجم الظاهرة ولكن ذلك لا يحدث للأسف ما أدى لتغلغل ظاهرة التسول في المجتمع.
83 % وافدون
وللدلاله على حجم الظاهرة وتناميها المستمر تشير الاحصائيات الى ان نسبة عالية من المستولين الذين يتم القبض عليهم من الوافدين اذ لا تتجاوز نسبة السعوديين بين المتسولين من 17 الى 38% فيما تتراوح نسبة الوافدين بين 62 - 83% ما يؤكد استغلال هؤلاء لقيم الرحمة والتكافل والبر والتقوى في ممارسة التسول فيستمرئون الضحك على الآخرين الا ان الجهات المعنية بمكافحة التسول ليست بغائبة عنهم اذ تضع الخطط وتسير الفرق لملاحقتهم والقبض عليهم وترحيلهم الى بلادهم فيما تخضع نسبة السعوديين منهم الى دراسة اوضاعهم والتحقق من استحقاقهم للمساعدة.
في منطقة مكة المكرمة بدأت لجنة مكونة من عدة جهات حكومية بتوجيه من الامارة بوضع خطة مشتركة لمكافحة التسول خلال شهر رمضان.
خطة أمنية وفرق سرية
وفي هذا السياق أعلن مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي ان هناك جهات حكومية وأمنية تشترك حاليا في وضع خطة أمنية لملاحقة المتسولين في شوارع جدة وأماكن تجمعاتهم.
وبين ان هناك فرقا أمنية سرية معنية بدورها في أماكن تواجدهم أمام اشارات المرور وأمام المساجد وفي المراكز التجارية تقوم بضبطهم واكمال الاجراءات المنسبة في حقهم وفي حال اتضح ان الحالة المقبوض عليها سعودية فتخضع الى تحقيق مبدئي ثم تحول الحالة الى دراسة اجتماعية وهل فعلا تستحق المساعدة أم لا وفي حال اثبات ذلك يحال الى الشؤون الاجتماعية والى الجمعيات الخيرية والى مكتب لايجاد عمل مناسب له ثم يأخذ منه التعهدات اللازمة لعدم تكرار ذلك. مضيفا انه اذا كان باقامة نظامية فيخضع الى التحقيق المبدئي ومعرفة دواعي قيامه بالتسول ثم يستدعى كفيله ويحقق معه حول تركه بدون عمل واهماله واجباره على التسول واذا كان المتسول لا يحمل اقامة نظامية فيحقق معه ايضا ويتم معرفة كيفية دخوله الى البلاد ومتى ومن الجهة المسؤولة عنه ثم تستدعى شركة الحج التي قامت بإدخاله الى المملكة عن طريق العمرة ثم يرحل.
فرق ميدانية
ومن جانبه قال مدير ادارة مكافحة التسول بالإنابة احمد المحمادي ان هناك خطة مشتركة خلال فترة شهر رمضان لمكافحة التسول في جدة حيث ستقوم فرقة ميدانية خلال فترة الصباح والمساء وفي منتصف الليل في أماكن تواجد المتسولين في الاشارات وامام المساجد وفي المراكز التجارية الكبيرة في جدة. وشدد المحمادي على المواطنين بعدم اعطائهم الفرصة في تفشي الظاهرة في المحافظة بمنع اعطائهم بهذه الطرق العشوائية وان هناك قنوات رسمية للزكاة والصدقات يجب على المواطنين التوجه لها بدلا من هذه الصدقات العشوائية التي ساعدت على انتشار آفة التسول في المحافظة بشكل كبير.
عصابات
وقال ان القضية ليست اجتماعية فقط بل دخلت الى كونها جنائية فقد كشفت الجولات الميدانية عن وجود عصابات تدعم هذه الظاهرة في المحافظة من أجانب ومتخلفين ومجرمين كما ان الفرق الميدانية الخاصة بمكافحة التسول في المحافظة لا تكفي بل لابد من تعاون الجهات الأمنية في القضاء على هذه الآفة وذلك من خلال الجهود المشتركة. وبين ان على الجهات الرسمية مكافحة التسول طوال العام وليس فقط خلال شهر رمضان المبارك فالقضية تفشت وأصبحت طوال العام وبالتالي على الجهات المعنية متابعة القضية طوال العام مشيرا الى ان متوسط عدد المتسولين المقبوض عليهم ما بين 200 الى 300 متسول شهريا الغالبية منهم اجانب والفئة البسيطة منهم سعوديين يتم دراسة حالتهم اجتماعيا وأثبتت الدراسات معظمهم فوق سن الاربعين.
القرى والهجر
ومن جانبه كشف مدير مكافحة التسول في محافظة الطائف جبر الجعيد ان المتسولين قاموا بتحويل نشاطهم الى القرى والهجر بعد ان وجدوا المضايقات والمداهمات من قبل مكافحة التسول فالمعلومات تؤكد وجود المتسولين في القرى والهجر حيث تم تحديد مواقعهم من قبل الجهات المختصة وبالتعاون مع الدوريات الأمنية والبحث الجنائي وبعض المواطنين المتعاونين مشيرا الى انه تم تحديد أكثر من موقع خلال اليومين الماضيين وبالتعاون مع جهات الاختصاص تم القبض على اكثر من 17 متسولا يسكنون في منازل في انتظار موسمهم في رمضان وعن الأماكن التي يتواجدون فيها بكثرة اوضح ان المتسول يخطط ويضع كافة الاحتمالات لذلك تجدهم يتحاشون الأماكن العامة حيث ينقلون نشاطاتهم الى القرى والهجر حتى تهدأ الأمور في منتصف شهر رمضان ومن ثم ينتقلون الى المدن. وعن الآلية التي يتم التعامل بها مع المتسولين اشار الى ان هناك دوريات سرية ومتابعة مستمرة ستنهي تلك المخالفات في الاسواق والمساجد وغيرها من أماكن تواجدهم داعيا المواطنين الى التعاون مع الجهات المختصة بالابلاغ عنهم وعدم ايوائهم في المنازل وتضييق الخناق عليهم بدلا من مساعدتهم. مشيرا الى ان الجهود التي بذلت خلال المرحلة الماضية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية أسفرت عن تقليص عدد المتسولين مطالبا جميع المواطنين بعدم الاستجابة لهؤلاء باعتبارهم يتخذون من التسول مهنة لكسب المال مبينا ان مكتب التسول يقوم بحملات يومية حيث يتم القبض على 3 الى 4 من المتسولين.
قال صالح العثيم مدير المكتب بمنطقة القصيم انه من الطبيعي ان يكون لدينا مع كل شهر رمضان خطة يتم خلالها تكثيف العمل والاستعانة بالقطاعات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمواطنين ويستمر العمل مدة 24 ساعة حيث تتسع الظاهرة في هذه المواسم ولهذا تم استكمال الخطة لترتيب الجولات وإعداد المرافقين ووضع التصورات والحلول حيث هدف المكافحة معالجة الظاهرة.
|