ما ستقرأه الآن ليس سيناريو فلم حزين ولا رواية تباع في المكتبات ولا أسطورة تتناقلها الأجيال ، ماستقرأه الآن هي قصة حقيقية فيها أحداث مؤلمة وأخرى غريبة أغرب من الخيال حدثت لي أنا كاتب هذه السطور :
التاريخ: 23 شوال 1412 هـ
الموقع :مدينة تقع غرب الرياض مئات الكيلو مترات
الحدث: ولد كاتب هذه السطور ولادة طبيعية مثل كل الناس ،، نشأت سنوات حياتي العشر الأولى اجمل واحلى حياة وما أبالغ لو قلت انني كنت أسعد انسان في الحياة خلال الفترة من ولادتي 1412هـ الى عام 1422 هـ
أسرتي مكونة من 9 أفراد والدي يعمل ضابط برتبة عقيد في الحرس الوطني في الرياض و والدتي تعمل معلمة في مدرسة البنات بقريتنا
أنا اصغر أخواني ... أكبر مني خمسة اخوة ذكور + اختي الكبيرة اكبرنا جميعا
كنا متحابين جدا وحياتنا سهلة ،، رائعة ،، جميلة ،، بسيطة،،، كان والدي يأتي لنا من الرياض كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ويبقى عندنا يومين أو ثلاثة ثم يرجع الى عمله .
وكانت والدتي تذهب كل صباح لمدرستها وترجع قبل الظهر غالبا وكنت أنا في المرحلة الإبتدائية واخواني في مراحل مختلفة أكبرهم كان في ثاني سنة جامعة
كانت حياتنا رائعة وكنا سعداء جدا جدا وكانوا اهلي يدلعوني انا واخوي اللي اكبر مني بسنة ونصف
حنان و تقبيل ومزح وكلام لطيف ومصروف كثير وهندام نظيف وشكل مرتب وجميل كانت حياتي من أروع مايكون كان عندنا مزرعة صغيرة نروح لها كل عصرية فيها نخيل ونعناع واشجار متنوعة واغنام لا يقل عددها عن خمسين راس
استمرت حياتي الجميلة الى ان ايقظتني زوجة عمي العقيم صباح يوم 15 ذو الحجة 1422
قالت : قم ياورع اهلك كلهم ماتوا في حادث وهم راجعين !! قالتها بفرح و نشوة !!
(كانوا اهلي رايحين لحفل زواج واحد من خوالي وتركوني انا واختي فقط عند عمي العقيم وزوجته)
تلك السنة كان عمري عشر سنوات وكنت في الصف الرابع و كنت الأول على المحافظة
يوم سمعت كلام زوجة عمي توقعت انها بتخوفني عشان اقوم بسرعة ،، فقمت اتوضأ وبعد ماخلصت وضوء ومريت بجنب احدى الغرف سمعت انين وبكاء اختي .
لحظتها عرفت ان زوجة عمي صادقة ودخلت على أختي وأنا أبكي وضميتها و قعدت اسألها بقوة وأنا ابكي : باقي أحد منهم حي ؟؟ باقي أحد منهم حي ؟؟ وماترد علي وانفضها بحلق ثوبها بقوة واسألها باقي أحد منهم حي ؟؟ باقي أحد منهم حي؟؟ قالت : لا ،،،،،،، آآآآآآآاه يوم قالتها بكينا بقوة وقعدنا نضم بعض وحنا نبكي .
نهار اليوم الثاني رحت مع عمي صلينا على امي وابوي واخواني وشفت الناس يشيلونهم و راحوا يدفنونهم وما سمحوا لي ادخل المقبرة !
مرت أيام العزاء ومر اول شهر والثاني والثالث وقلبي انا واختي يتفطر من الحزن والالم كنا ساكتين طول الوقت مانتكلم واذا تكلمنا نتكلم بمرارة وبدون نفس ! وصرنا ماناكل كثير ولانضحك ابدا ابدا ولا حتى ابتسامة خفيفة ولا حتى ابتسامة مصطنعة
وتمر الايام وينزل مستواي الدراسي الى درجات متدنية وكانوا المدرسين يلوموني و يقولون وش فيك درجاتك نازله كذا انت صاير مهمل دروسك !!
وعمي يضربني و يهاوشني ويقول وش فيك صاير غبي وماتذاكر !!
كنا ساكنين انا واختي عند عمي العقيم وزوجته وشفنا انواع الاذلال و الاهانة والكرف.
يسبونا ويشتمونا ويضربونا ويشتمون ابوي وامي !!
عام 1424 كنت في الصف السادس ومستواي ينزل اكثر واكثر ونفس السنة عمي زوج اختي لشايب من قبيلة ثانية ومنطقة بعيدة جدا عن منطقتنا (800كم ) زوجها غصب واختي كانت رافضة وتبكي وانا صغير ما اقدر ادافع عنها ولا حتى عن نفسي
راحت اختي مع زوجها وانقطعت اخبارها ،،
بعد ما راحت اختي زاد عمي من اذلاله لي وقام يشغلني في غنمه من بعد ما ارجع من المدرسة الى المغرب
عام 1425 كنت في اول متوسط وسقطت
عام 1426 كنت ادرس اول متوسط اعيدها ،، اغلب الوقت ساكت ما اشارك ولااسولف مع الطلاب
سنتها كان عمي يضربني ضرب شديد بالعصا والحديد و يضربني على وجهي وكل مكان
وكان بعض الليالي يقيدني في سلسلة مثبتة في الارض في جبل مهجور ويتركني لحالي وكانت تجيني مخلوقات غريبة واسمع صياح وضرب طبول وكلام بلغة ما افهمها في تلك السنين صابني خوف و رعب من كل شي من عمي ،،من الناس ،، حتى الكون اذا صرت اتامل في الارض او السماء اخاف مدري انا عايش حلم ولا خيال ويصيبني حالة من الضيقة والقهر معها خوف ومشاعر غريبة ما قد حسيت بها
سقطت في اول متوسط مرة ثانية و فصلني عمي من المدرسة
اعوام 1427 و 1428 و 1429 و 1430 استمرينا على نفس الحال عمي يضربني ويشغلني في اغنامه ويربطني فالجبل وآكل ورث ابوي (كانت فلوس ابوي كثيرة بالملايين فلوس و مزارع وشقق ومحلات الخ)
عام 1431 اصيب عمي بالسرطان و صار يتركني في حالي ويقول لي على كيفك سو اللي تبغاه (بعد ما أذاني وسبب لي امراض و دمر حياتي صار يقول على كيفك سو اللي تبغاه)
من عام 1432 الى الان وانا عايش لوحدي في مدينة كبيرة وهجرت كل الناس اللي كنت اعرفهم واختي ما اعرف عنها شيء