08-09-2008, 03:35 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 705
معدل تقييم المستوى: 355
|
|
من حيـــــــــــــــاة الضلالة الى امامة المسجد الحرام (الشيخ عادل
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تزال أفواج التائبين الى الله تترى , وقوافلهم تسير الى الله سيرا , فما أجمل حياة التائبين وما أحلاها , وما أروع عيش المحبين لله وما أهناه , قلوبهم بين يدي الله منكسره , وعيونهم من خشيته باكية مستعبره , وألسنتهم لله ذاكرة مستغفره .
فهنيئا لهم بما وجدوه من تلذذ بالطاعه , وملازمة الجماعه , يقول الشيطان الرجيم : أهلكت بني آدم بالذنوب فأهلكني بالإستغفار
فما أشد غيظ الشيطان وجنده من توبة التائبين
لقد راعني ما قرأت من الحسره في قلب كل من أقابل على فقد الشيخ *****اني وهو ليس بفقد ولكن نقول لعل الله أراد به خيرا فليست امامة المصلين في المسجد الحرام بسهل المنال ولكنه لم يأتي الا بعد جهد وطلب علم وحفظ للقرآن بذله الشيخ في حياته بعد أن من الله عليه بالهدايه
وكثير منكم لا يعلم عن تاريخ الشيخ شيئا الا أنه امام جامع الملك خالد في أم الحمام ذي الصوت الندي , ونبرته الحزينه المؤثره , وصاحب القلب الخاشع والعين الباكيه , يقصده المئات في ليالي رمضان ليستمعوا لقرائته المؤثره وبكائه الذي يقطع القلوب ودعائه الذي يناجي به رب الأرباب
فإليكم أيها الأحباب قصته منذ أن كان يعيش في الضلاله الى أن أصبح إماما من أئمة المسجد الحرام يرويها بنفسه وقد عنونت لها بعنوان :
من حياة الضلاله الى إمامة المسجد الحرام
يقول عن نفسه حفظه الله :
لم أكن ضالا بدرجه كبيره ولكن كان هناك كبائر ومعاصي وهفوات ... أرجعها الى نفسي , ثم الى الأسره والمجتمع .
لم يأمرني أحد بالصلاة يوما ... لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله ... عشت طفولتي كأي طفل في تلك الحقبه ( لعب ... ولهو ... وتلفاز... ودنانه ... وسيكل ... ومصاقيل ... وكعابه ونتعلق بالسيارات ونجوب مجرى البطحاء ونتسكع في الشوارع وسهر على غير طاعة الله )
يقول آآآآه كم ضيعنا من الأيام أسأل الله أن يغفرها ويتجاوز عنا
لم نكن نعرف الله الا سماعا ومن كانت هذه طفولته فلابد أن يشب على حب اللهو والمتعه وهكذا كان . وأعتذر عن التفصيل والاسترسال وأنتقل بكم الى البدايه
يقول الشيخ عادل : ففي يوم من الأيام أوصلت والدتي الى إحدى صديقاتها وجلست أنتظر خروجها وقمت أدير مؤشر المذياع فوصل المؤشر قدرا الى اذاعة القرآن الكريم واذا بصوت شجي يرتل قوله تعالى (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد )) فوقعت في قلبي موقعها السديد وذلك لأني أسمعها لأول مره .
فكانت هي اللبنة الأولى للهدايه وكانت تلك السنه مات فيها كثير من العظماء والسياسيين وظل هاجس الموت يلاحقني حتى كدت أصاب بالجنون وأطار النوم من عيني لأيام فلا أنام الا بعد أن يبلغ مني الجهد مبلغه .
بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعه وكنت متساهلا فيهاوكنت أحيانا أهرب منها وأقطعها خوفا من الموت ... ففكرت مع نفسي كيف أهرب من الموت ؟ كيف أحيد عنه ؟ فلم أجد مفرا منه الا الى الله
فقمت أتفكر في يوم القيامه ... في الحشر والنشر ... في السماء ذات البروج ... وكنت أقرأ كثيرا علما بأني كنت محبا لكتاب الله حتى وأنا في الضلاله ... بل ربما تستغربون أني حفظت بعض السور في مكان لا يذكر فيه الله أبدا .
عشت هذه الفتره العصيبه والتي قد بلغت سنين حتى شمرت عن ساعد الجد ... ورأيت فعلا أن لا ملجأ من الله الا اليه وأن الموت آت لا مفر فليكن المرء مستعدا لهذا الأمر وأن الحل أن نعود الى الله , أن نتوب اليه , أن نعمل بطاعته .
المهم أني عدت الى الله , وأحببت كلامه ومع بداية الهدايه بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله
كنت كلما صليت خلف امام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها أعود مباشره الى البيت لأحفظها حتى أزداد حفظي
ثم عينت إماما بجامع صلاح الدين بالسليمانيه وصليت بالناس في رمضان عام 1405 هـ نظرا من المصحف ... وبعد انتهاء الشهر عاهدت الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأصلي بالناس في العام القادم عن ظهر غيب بحول الله وقوته , وتحقق ذلك فقد وضعت لنفسي جدولا لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشر من شوال من ذلك العام واستمر حتى منتصف جمادي الآخره ( شوفو الهمه يا أحباب )
يقول وكانت نومة بعد الفجر عائقا كبيرا في طريقي وكنت لا أستطيع تركها الى أن أعانني الله على تركها بالمجاهده والمثابره والمصابره حتى أني كنت أنام أحيانا والمصحف على صدري ومع الإصرار أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقا ( الله أكبر )
يقول الشيخ وبعد أن أجدت حفظي للقرآن عرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسين المدرس بكلية أصول الدين بالرياض وأتممت ذلك في 19 رمضان 1407 هـ
وكتب لي الشيخ إجازه بسند القراءه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم
( تعادل أعلى الشهادت عند حفظة القرآن الكريم أي أن قراءته بسند متصل من شيخ الى شيخ حتى تنتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ولعل الله أن يوفقني لإتمام العشر قراءات كلها بحوله وقوته
( والآن الشيخ لديه سبع قراءات على ما أعلم )
هذه قصتي من الضلاله الى الهدايه
من اللعب واللهو والضياع الى حفظ القرآن
ونصيحتي الى كل من يريد أن يحفظ القرآن أن لا يتأخر وأن يحفظ القرآن فإذا كنت تريد الخير في الدنيا عليك به ... وإذا كنت تريد الخير في الآخره عليك به ... فوالله الذي رفع السماوات بغير عمد لا أجد في شخصي شيئا أستحق أن أصدر في المجالس , أو أن يشار الي بالبنان , أو أن يحبني شخص لم يرني إلا بفضل كتاب الله علي
يقول عن نفسه : ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لولا كتاب الله بين جنبيه
وكلما تذكرت هذا لا أملك إلا دمعة حرّى تسيل على مقلتي فألجأ الى الله داعيا أن يكون هذا القرآن أنيسا لي يوم أموت , وحين أوسد في التراب دفينا , وحين أبعث من قبري الى العرض على ربي
أرجوه جلت قدرته أن يقال لي (( إقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ))
وأسأله جلت قدرته أن أكون مع السفرة الكرام البرره وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته , ورفعهم لي رفعةً لدرجتي في الجنه إنه جواد كريم
واسمعوا لنونية القحطاني رحمه الله :
أنـت الــذي أدنيتني وحبوتني @ @ @ وهديتني من حيرة الخذلانِ
وزرعت لي بين القلوب محبةً @ @ @ والعطف منك بـرحمـة وحنانِ
ونشرت لي في العالمين محاسنا @ @ وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا @ @ @ حتى جعلت جميعهم إخواني
والـلـه لـو علموا قبيح سريرتي @ @ @ لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي @ @ @ ولـبـؤت بـعـد قـرابـة بـهـوانِ
لكن سترت معايبي ومثالبي @ @ @ وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فـلـك المحامـد والمدائح كلها @ @ @ بخوطري وجوارحي ولساني
آسف على الإطاله أيها الأحبه ولكنها قصه مؤثره فيها تحول من حال الى حال وفيها من علو الهمه الشيء الكثير مما نفتقده في وقتنا الحالي
أدرجتها هنا بعد أختيار الشيخ عادل *****اني لامامة المسلمين والصلاة بهم صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام
|