استيقظت صباحاً، على هبوب نسيم عليل، وجوٍ ملبدٍ بالغيوم، فقررت الذهاب في نزهة برية، أخذت أمتعتك، وكل ما تحتاج إليه، وسيارة ذات دفع رباعي، للمهمات الصعبة، وصلت إلى منطقة برية، رملية، وبدأت تخوض المغامرة، طلوعاً، ونزولاً، بشغف، وبعد عدة ساعات، شعرت بشيء غير اعتيادي يراودك، وبعد تفكير عميق اتضح لك، أنك جائع، فأصبحت تبحث عن مكان ملائم، لتناول الإفطار، واستغرقت وقتاً للبحث عن مكان مناسب، وأخيراً وجدت مكاناً مناسباً، على تبة كثبان رملية، الجو لا يزال رائعاً، وتناولت إفطارك، وشعرت بقمة المرح لأنك استمتعت بنزهة جميلة، وعندما التفت إلى يدك اليسرى، شعرت بأن الوقت، انقضى بشكل سريع، لسبب بسيط، وهو أنك لم تخطط قبل البدء برحلتك، ولو كان كذلك، لاستمتعت واستثمرت وقتك بشكل أجمل، وهذا ما تحققه المعرفة بطريقة البحث عن وظيفة للباحثين عن عمل.
رحلة البحث عن وظيفة، هي رحلة شيقة، مليئة بالتحدي والإثارة، فعند التقدم إلى شركة ما، قد تجد من يبتسم لك، ويرحب بك، ويعطيك كوباً من الماء والمرطبات التي تروق لك، وقد تجد من يتمنى أن يضحك معك، ولكن قد يكون تحت ضغط عمل حرمه الابتسامة التي قد تجعله أكثر مرحاً.
بكل تأكيد عندما تفتش في جيوبك، ستجد مهارة أو هواية قد نميتها مع الأيام أو حصيلة معرفية تؤهلك للحصول على مصدر للدخل، ولهذا السبب قد يكون من الملائم قبل البحث عن وظيفة، أن تجلس جلسة أريحية صادقة مع نفسك، لتحدد ما هي المهارات التي تمتلكها، فإذا كان التجول عبر الإنترنت، ويناسبك أن تبدأ تجارتك عبر الإنترنت، فربما يكون من الأنسب أن تقوم بذلك، وليست صعبه، ولها تراخيص تصدر من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وإذا كنت قد درست فنون الرسم، فربما يكون من الملائم أن ترفع فرشاتك، وألا تدعها تنشف إلا في شكل صورة جمالية، تسعد ونسعد جميعاً أن نرى معالمها، في كل مكان نزوره، ولتكن مصدراً للدخل، وتشعر بالرضا النفسي، وغيرها الكثير من الهوايات، والتي أنا على يقين بأن الباحثين عن عمل يحملونها، ولكن قد لا نكون فكرنا بها من قبل، فلا يمنع، أن نفكر بها اليوم، فنستطيع أن نربح الحاضر والمستقبل، ونرسم معالم النجاح، دون أن نكون موظفين، أو ننتظر من يوجهنا.
وقد يكون البعض راغباً في الحصول على وظيفة، فما المانع؟، فبكل تأكيد تستطيع أن تبحث عن وظيفة، وأسرع طريقة للبحث عن وظيفة، المعرفة بطرق البحث عنها، وتبدأ بتحديد مهاراتك وميولك ومن ثم رسم رؤية واضحة لما تريد أن تعمل، حتى ولو كان مؤهلك غير جامعي، فهذا لا يتعارض مع أن يكون لك اتجاه واضح في الحياة، وتستطيع أن تبني لك مستقبلاً واضح المعالم، فهذه صفات الناجحين.
رحلة البحث عن وظيفة، تبدأ بكتابة سيرتك الذاتية، وإذا لم تكن قد أعددتها من قبل، فليس صعبا تعلمها، سواء من خلال مواقع إنترنت ترشد إلى طريقة إعدادها، أو من خلال كتب تشرح طريقة كتابتها، وستنجح في إعداد سيرة ذاتية أنيقة مثلك، وشكلها بكل تأكيد أجمل من الملف الأخضر، والذي قد لا يكون شكله مرغوباً فيه لدى مديري التوظيف في القطاع الخاص، ومن ثم البحث عن الطرق الأسرع للحصول على وظيفة، فيمكنك البدء من الجهات التي توفر خدمات المساعدة في الحصول على وظيفة دون مقابل مالي كما هو الحال في بعض الغرف التجارية، بالإضافة إلى مراكز عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع ومكاتب العمل ومركز الملك فهد للتوظيف، وغيرها، وتستطيع أيضاً زيارة الغرف التجارية للحصول على قائمة بأسماء الشركات في المنطقة التي تتواجد فيها أو التي ترغب في العمل فيها، والانطلاق بزيارتها أو مراسلتها، وبكل تأكيد، ستجد من يرغب في توظيفك، وقد يكون من الملائم أيضاً البحث بالطرق الأخرى المتاحة، كإعلانات التوظيف في الصحف المحلية و مواقع التوظيف الإلكترونية، وبعض المواقع الإلكترونية للشركات توفر خدمات التوظيف من خلالها أيضاً، ويمكن البحث عن وظيفة من خلال مكاتب التوظيف الأهلية، ولك بطبيعة الحال الخيار، في التعامل معها، فبعض المكاتب تحصل على رسوم مالية من الشركات مقابل توظيفك، وبعضها الآخر من الباحث عن العمل، وبالنسبة لك، فربما من يطلبون رسوما مالية منك مقابل توظيفك تجلعهم آخر خيار، فلديك خيارات أثمن من البحث من خلالهم، وستجد من يبحث عنك، وتذكر أنك قد تبحث في أكثر من شركة، ولكن ليس لديهم شاغر لنفس مؤهلاتك، فلا يعني ذلك، أنك لن تجد وظيفة، بل ستجدها، وستنجح، وربما يكون من الملائم قراءة كتب تطوير الذات، للحصول على حقنة تحفيزية، وقراءة قصص الناجحين، لأنهم لم يكونوا ناجحين بين عشية وضحاها، بل كانوا يكافحون، ويسعون للنجاح، مثلكم.
ومن يرد أن يتعلم مبادئ النجاح، فكل ما عليه القيام به، هو أن تكون له "حياة في الإدارة" وهو العنوان والمحتوى، لجزء لا بأس به من مسيرة حياة الدكتور غازي القصيبي، فماضيه مشرق، ومستقبله في العمل، سيكون كذلك.
ولنتذكر قصة نجاح توماس أدسون، فقبل أن يكتشف المصباح الكهربائي، حاول عشرة آلاف محاولة، دون كلل أو ملل، فالعشرة آلاف محاولة تعني الإصرار على تحقيق أهدافه، ولم يتنازل عنها، ونجاحه بعد عشرة آلاف محاولة، تعني أنه في كل مرة فكر بطريقة مختلفة عن التي قبلها، وهذا ما جعله ينجح في النهاية، وسيكون لكم من محاولاتكم في البحث عن وظيفة بطرق مختلفة، نصيب من نجاحكم.
سننتظر شروق شمس الأمل من جديد، وهي شمسكم، وسيشعر جميع أفراد المجتمع بالسعادة، لأننا أصبحنا منتجين بشكل أكبر، وأبناؤنا وبناتنا في أحسن حال.

كاتب سعودي