17-09-2008, 06:15 AM
|
|
مشرفة سابقة
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 23,863
معدل تقييم المستوى: 21474917
|
|
في مثل هذا اليوم...غزوة بدر الكبرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان أعظم انتصار أحرزه المسلمون ، كان فى رمضان ، فى يوم الفرقان وهو فى غزوة بدر ، وكان فى السابع عشر من رمضان فى السنة الثانية من الهجرة ، فقد خرج المسلمون من المدينة فى رمضان ليعترضوا قافلة قريش وهى عائدة من الشام مثقلة بالأحمال والكساء والغذاء .
لكن الأخبار تسربت الى القافلة بخروج المسلمين اليها فغير أبو سفيان طريقه وأرسل لقريش لتهب دفاعا عن أموالها ، فهبت بصناديدها ، وجهزت جيشا قوامه تسعمائة وخمسون رجلا ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس .
وعلم المسلمون بأن عير قريش فرت ونجت من أيديهم وأن قريشا سارت للدفاع عن القافلة وستصل بدرا بعد يومين ، ولم يشأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يفرض على المسلمين الحرب بل شاركهم بقوله أشيروا على أيها الناس ، فكانت كلمة المقداد من المهاجرين : والله لانقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون .
وكان من كلمة سعد بن معاذ للمصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم : لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا أحد ، انا لصبر فى الحق ، صدق فى اللقاء ، ولعل الله يريك منا ماتقر به عينك ، فسر على بركة الله .
ومن الدروس المستفادة من هذه الغزوة :
أولا تطبيق مبدأ الشورى :
--------------
طبقه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى فكرة القتال ، حينما قال : أشيروا على أيها الناس ، لكى لايحرجهم بفرض القتال عليهم ، وهو أمر غير محبب اليهم .
وطبقه فى مكان القتال : حينما نزل بالمسلمين بأدنى ماء بدر ، فقال الحباب بن المنذر : أهذا منزل أنزله الله ، فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر ، أم هو الرأى والحرب والمكيدة ؟
فقال : بل هو الرأى والحرب والمكيدة .
فقال الحباب : يارسول الله : ليس هذا بمنزل ، فانهض بالناس حتى تأتى أدنى ماء من القوم فانى أعرف غزارة مائه وكثرته ، فنننزله ونغور ماعداه من الآبار ، ثم نبنى عليه حوضا ، فنملؤه ماء ، فنشرب ولايشربون ، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأى ، ونفذ مشورته .
ثانيا :تفريغ القلب من المادة :
-----------------
فقد تعلق بعض المسلمين بالغنائم عقب النصر ، وكادوا يختلفون فيمابينهم فأدبهم القرآن ، وصرفهم عن التشاغل بالمادة ، والتنازع بسببها .
قال تعالى :
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأنفال1
فلما تابوا الى الرشد وتطلعوا الى مرضاة الله نزل قوله تعالى :
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الأنفال41
ثالثا :أن النصر بيد الله ومن عند الله:
-------------------
فالظواهر ماكانت تشير الى انتصار المسلمين لقلة العدد والعدة ولكنهم آمنوا بالله وربطوا الايمان على قلوبهم وتعلقوا بالله تعالى واستماتوا طلبا للشهادة وحرضهم النبى صلى الله عليه وسلم وبشرهم واتخذوا معه جميع مافى طوقهم من الأسباب ، فهيأ لهم أسباب النصر فى المادة والروح .
وصدق الله العظيم :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
(منقول)
|